المشاهد نت

تأثيرات تغير المناخ على الثروة الحيوانية

التغيرات المناخية والثروة الحيوانية - المشاهد

تعز – أسامة الكُربش :

قرر محمد الحداد 52 عامًا بيع بقرته وأغنامه عند نهاية الموسم الزراعي في عام 2021 ولم يتبق لديه سوى 2 من الأغنام فقط حيث لم يعد باستطاعته تحمل تكاليف رعي وتربية ماشيته بسبب الظروف المناخية والاقتصادية حسب الحداد، ويضيف في حديثه لـ”المشاهد” أن تقلص مساحات الرعي بسبب الجفاف وقلة الأمطار أدى إلى نقص في مناطق الرعي المليئة بالأعشاب وكذلك شحة المياه.

وبالنسبة للحداد الذي يعتمد على الرعي والزراعة في مديرية المسراخ جنوب غرب تعز فالوضع أصبح مختلفًا بالنسبة له عن السابق حيث كان يمتلك بقرة و9 من الأغنام وتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية حيث تقلص إنتاجه الزراعي من الحبوب إلى 4 أقداح بعد أن كان يجني منها ما يقارب 11 قدحًا في السنوات الماضية “القدح يساوي 45 كيلو جرامًا”.

وفي ذات السياق يقول تاجر الأعلاف عبدالله التهامي لـ”المشاهد” إن الجفاف تسبب في زيادة سعر أعلاف المواشي إذ بلغ سعر العُقدة (ربطة لعدد معين من أعواد الأعلاف) الواحدة إلى 1000 ريال وتعادل 8 دولار أمريكي بزيادة مضاعفة عن الأعوام الماضية وهو الأمر الذي دفع بعض العاملين في تربية المواشي إلى التخلص من مواشيهم لعدم القدرة على إطعامها إذ أصبح الإنفاق يفوق قدرتهم الاقتصادية.

ليس التغيرات المناخية المتعلقة بالجفاف وقلة الأمطار ما أثرت بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي والحيواني بل إن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق أثر بشكل كبير على الإنتاج الحيواني حيث يقول الطبيب البيطري مروان الحاج في حديثه لـ”المشاهد” إن ارتفاع درجة حرارة الجو يتسبب في إجهاد الحرارة للحيوانات حيث يعاني الحيوان من صعوبة في التنفس والتعرق الزائد وفقدان الشهية والإصابة بالتعب.

وأضاف الحاج أن ارتفاع الحرارة يزيد من حاجة الحيوانات للمياه، وقد يكون من الصعب العثور على مصادر ماء نظيفة وكافية في اليمن، مما يسبب جفافها وفقدان توازن الماء في أجسامها.

وأشار الحاج إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات صحية للحيوانات مثل الإصابة بالإجهاد الحراري والتهاب الرئة والتسمم بالحرارة والإصابة بالديدان والأمراض الجلدية.

وبحسب الحاج فإن التعامل مع هذه التحديات يتطلب من أصحاب المواشي في اليمن اتخاذ تدابير وقائية مثل توفير مأوى مظلل وتهوية جيدة وتوفير مصادر ماء وغذاء كافية ومناسبة، كما يجب أن يتم مراقبة صحة الحيوانات بانتظام والتعاون مع الأطباء البيطريين للحد من مخاطر الأمراض والإصابات.

إقرأ أيضاً  معاناة السجناء اليمنيين في جازان السعودية 

وهذا حسب محللين اقتصاديين يؤثر بشكل كبير ليس على من يملكون مواشي ويعتمدون عليها بل يؤثر على الاقتصاد الوطني ككل، فنقص الثروة الحيوانية نتيجة الجفاف وشحة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يعني نقص توفير اللحوم والألبان والجلود والسماد الحيواني.

وحسب دراسة لمنظمة الأغذية العالمية الفاو عام 2020 فإن الاهتمام بالعلاقة بين الثروة الحيوانية والتغير المناخي أصبح أمرًا مُلحًّا، خاصةً مع الزيادة السكانية وارتفاع الطلب على الثروة الحيوانية التي تمثل مصدر دخل للعديد من الأسر في العالم،

مراعي في ريف تعز الغربي


ووفق الدراسة التي ربطت بين صحة الحيوان وتغيُّر المناخ، فإن تغيُّر المناخ يؤثر بشكل مباشر على صحة الحيوان، إذ تؤثر الظروف البيئية مثل الجفاف والحرائق والفيضانات وتغيُّر الطقس على الاستجابة المناعية والفسيولوجية لدى الماشية، وعلى نسبة الإصابة بالأمراض الحيوانية وانتشارها والتنبؤ بها.

وأضافت الدراسة أن الحيوانات الأفضل صحةً تكون أكثر إنتاجية، وتنتج انبعاثاتٍ أقل، وتمتاز الحيوانات بأنها أكثر قدرةً من النباتات على التكيُّف مع الظروف الهامشية وتحمُّل الصدمات المناخية.

إحصائية

وحول عدد الثروة الحيوانية في اليمن حسب الإحصاء الزراعي للعام 2021 أكد مدير عام إدارة الإحصاء والتخطيط في وزارة الزراعة والري “عدن” عبدالإله السلفي في حديثه لـ”المشاهد” أنها بلغت نحو 22 مليونًا و 730 ألف رأس منها 10 ملايين و 359 ألف رأس من الضأن، و10 ملايين و41 ألف رأس من الماعز، و مليون و 872 ألفًا من الأبقار، و 457 ألفًا من الجمال.

وأشار السلفي إلى أنه بلغ الناتج السنوي للإنتاج الحيواني في اليمن للعام 2021 نحو 231 ألف طن من اللحوم و 407 آلاف طن من الحليب.

وأكد السلفي أن انخفاض إنتاج الثروة الحيوانية يعود للتغيرات المناخية حيث أن شحة هطول الأمطار أدت إلى جفاف المراعي وتقلص المساحات الخضراء بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التربية والأعلاف، وكذلك انتشار الأمراض نتيجة لسوء التغذية وغلاء علاجها أدى لنفوقها.

وتعتبر اليمن واحدة من البلدان الأكثر تضررًا جراء تغير المناخ حيث شهدت تقلبات جوية وتغيرات في نمط هطول الأمطار وارتفاعًا في درجات الحرارة الأمر الذي أثر سلبًا على الثروة الحيوانية في البلاد.

مقالات مشابهة