صنعاء – وداد ناصر :
مع استمرار قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين، منذ مطلع شهر أكتوبر الفائت، يزداد تفاعل وتأثر الشارع اليمني لما يشاهده من سقوط ضحايا ومجازر بحق الأطفال والمدنيين طال منازلهم وأماكن نزوحهم بشكل غير مسبوق، وسقط بسببها الآلاف من سكان قطاع غزة.
انعكست هذه الأحداث بشكل كبير على اهتمام وتفاعل اليمنيين، لم يقتصر الأمر على المظاهرات التضامنية التي شهدتها أغلب المدن اليمنية كصنعاء وتعز ومأرب، والعديد من المحافظات، والتي عبرت بشكل غاضب من خلال الشعارات والهتافات والبيانات عن ضرورة الوقوف ضد ما سموها الهمجية والوحشية الإسرائيلية المسنودة بالدعم الأمريكي، بل عبر الكثير من اليمنيين بمختلف شرائحهم، وكلًا بطريقته، عن تضامنهم نع سكان قطاع غزة، فهناك أعمال فنية أصدرت ولاقت انتشارًا واسعًا، وهناك حملات مقاطعة لمختلف البضائع الأمريكية مناصرة لسكان غزة، كون أغلب الشركات التجارية أعلنت وقدمت الدعم لإسرائيل المحتلة، وكذلك تخصيص مختلف القنوات اليمنية على اختلاف توجهاتها مساحات تغطية إعلامية ومناصرة لسكان غزة.
نشيد فلسطين
تقول الإعلامية سعاد الخُليدي إنه من خلال تقديمها بعض الفعاليات، فإن النشيد الوطني الفلسطيني يتم عزفه وترديده في كل مناسبة بصورة تضامنية، حسب وصفها، بشكل مؤثر في المدارس.
وتضيف في حديثها لـ”المشاهد”: انتشرت في الآونة الأخيرة في الطرقات والمباني والمنازل والسيارات الأعلام والشيلان الفلسطينية، والتي تعبر عن هوية فلسطين وتراثها، ورفع الناس الأعلام الفلسطينية في أسطح منازلهم وسياراتهم بشكل لافت.
وتشير إلى أن تفاعل اليمنيين مع القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة أكثر من تفاعلهم مع ما يحدث في اليمن، بحسب وصفها، بمشاعر صادقة، وكأن ما يحدث في غزة يحدث لهم، مؤكدة أن مختلف أنشطة وفعاليات الأطفال في المدارس، تضمنت رسومات تضامنية مع القضية الفلسطينية، وفقرات فنية وكلمات تضامن ومناصرة في الأنشطة المدرسية اليومية.
وفي ذات السياق، يقول رئيس مؤسسة وجوه للإعلام والتنمية منصور الجرادي، لـ”المشاهد”: إن اليمنيين من أول لحظة لطوفان الأقصى كانوا متفاعلين تفاعلًا كبيرًا جدًا، ويشير إلى أن اليمنيين نسوا أنهم في حرب داخلية وحصار لعدة سنوات، وخرجوا للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع غزة أشد التضامن.
ويلفت إلى أن اليمنيين عبروا عن تضامنهم بكل السبل، بداية بالتظاهرات التي خرجت في كل المدن اليمنية، وتوحدهم تحت راية هذه القضية، وما تتعرض له غزة من اعتداءات صهيونية، لم يختلفوا في هذه القضية، وأجمعوا على المشاركة الفاعلة سواء بالحضور الشخصي والخروج بالمظاهرات، أو بالدعم النفسي والإعلامي والسياسي وبالسلاح، حسب تعبيره.
ويضيف أن ردود فعل اليمنيين والعرب لا جدال فيها إزاء ما يحدث في غزة، كونها قضية مصيرية لكل عربي ويمني، وبالتالي اليمنيون يستشعرون مدى خطورة أن تسقط غزة ومقاومتها، أو أن تصفى القضية أو تدنس المقدسات، حسب وصفه.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الماضية 10 مجازر كبرى راح ضحيتها 231 شهيدًا، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 9488 شهيدًا.
وذكرت الوزارة أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أنها تلقت 2200 بلاغ عن مفقودين، منهم 1250 طفلًا، مازالوا تحت الأنقاض.
