القاهرة – وليد عبدالواسع:
أكثر من عقدين من الزمن ظل الشاب وضاح الأغبري (42 عامًا) شاب من مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، يثابر ويعمل بشكل بحثي لإثبات نظرية رياضية اسمها “نظرية توحيد الأرقام”.
كانت بداية الفكرة، كما يقول وضاح في حديثه لـ”المشاهد”، وهو طالب بالثانوية العامة بمدرسة الشعب في مدينة تعز، من نقاش في الفصل مع مدرس الرياضيات، عام 1997م.
لم يتوقف وضاح، كما يقول، عند مناقشة فكرة نظرية “توحيد الأرقام”، مع أستاذ الرياضيات الذي شجعه على مواصلة إثبات نظريته، بل حاول جاهدًا أن يعمل ويكرس وقته من أجل تحويل هذه الفكرة إلى نظرية مثبتة وابتكار علمي متعرف به.
ست سنوات يعمل خلالها وضاح على التواصل مع أكثر من جهة أكاديمية لإثبات نظريته، وكانت البداية في جامعة تعز عام 2003م. لم يكن التفاعل والتشجيع من قبل الجامعة حينها بالشكل المطلوب، وهو ما جعله يصاب، كما يصف، بخية أمل.
إصرار
ويعتبر الأغبري أن قبول مشروع نظرية “توحيد الأرقام” في 2003، ضمن الأعمال الشبابية الابتكارية والإبداعية، من قبل القائمين على مسابقة رئيس الجمهورية للشباب حينها، في تعز، كان محطة وحافزًا كبيرًا.
ويضيف: “كنت من ضمن الأربعة الفائزين الذين سترسل أعمالهم إلى صنعاء للمنافسة على مستوى الجمهورية، ولم يتم الرد عليَّ في ذلك الوقت، دون أن أعرف السبب”.
لم يتوقف إصرار وضاح في إثبات نظريته والاعتراف بها من قبل جهة أكاديمية متخصصة، فقدم ملفه البحثي إلى جامعة عدن، وتمت مناقشته، وتم الاعتراف بها عام 2014.
ما هي نظرية توحيد الأرقام
يقول الأغبري في حديثه لـ”المشاهد”، وفي تعريفه لمفهوم نظرية توحيد الأرقام، إنها تعني الوصول إلى أعلى قيمة لكل رقم من الأرقام، والهدف منها هو الحصول على نتائج العمليات الحسابية الأربع (الجمع والطرح والضرب والقسمة) في حل كافة المسائل الرياضية. مثلًا: الرقم 4 يعني الوصول إلى أعلى قيمة للرقم 4، وأعلى قيمة هي 5 حتى يساوي 9، لذلك نقول الرقم 4 مكمل الرقم 5 وفق هذا الأساس.
ويضيف أن النظرية عبارة عن حلول رياضية مبتكرة وفق نظام جديد يسمى توحيد الأرقام في العمليات الحسابية بالرياضيات، وتهدف إلى طرح حلول رياضية مختصرة واكتشاف حقائق علمية جديدة في العمليات الحسابية والأرقام في الرياضيات، وفي مجالات العلوم الأخرى مثل مجال الكمبيوتر بشكل منطقي ومفيد.
ويشير إلى أنه مازال يكافح على كل المستويات من أجل إثبات نظريته حتى تصل للنجاح، وكله أمل بحصول نظريته على الاعتراف بشكل أوسع، ويتم اعتمادها.
ويقول: “نقوم بتقديم وتنيسق برامج تدريبية دولية ومحلية بتعز، تخدم الشباب اليمني، من خلال هذه الأعمال نقوم بتسويق النظرية للمجمتع والجهات والمنظمات التي هي أساس النحاج الذي وصلت إليه نظرية توحيد الأرقام، وبدعم كثير من فئات المجتمع ورجال الأعمال وبعص القنوات الفضائية اليمنية”.
يشار إلى أن الكثير من الشباب اليمني في مجال الابتكار العلمي باليمن، يواجهون الصعوبات من ناحية عدم وجود اهتمام رسمي وتشجيع المشاريع الابتكارية والتطويرية، ومن ناحية أخرى قلة وجود المؤسسات العلمية والبحثية التي تساعد هؤلاء المبتكرين على تطوير ابتكاراتهم والاعتراف بها
