المشاهد نت

 اليمنيون مستمرون في مقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل

صنعاء – علي ناصر:

تستمر الحرب الإسرائيلية في غزة، ويزيد معها الغضب العربي والعالمي تجاه المجازر المروعة التي يتعرض لها المدنيون. لجأ العديد من الشعوب إلى طرق عدة للتعبير عن رفضهم لاستمرار الحرب، وتبنوا حملات ضد الشركات العالمية التي أبدت دعمها لإسرائيل.

هذا الأمر دفع الملايين في الوطن العربي، بما في ذلك اليمن، إلى مقاطعة منتجات العديد من الشركات، ولا زالت حملات المقاطعة مستمرة حتى اليوم. في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، اتخذت مكاتب الصناعة والتجارة قرارا بحظر دخول منتجات الشركات التجارية والعلامات والوكالات الأمريكية والأجنبية الداعمة للكيان الصهيوني وشطبها ومنع إعلانات منتجاتها.

ونشر ناشطون في شوارع صنعاء وعلى جدران المراكز والمحال التجارية ووسائل المواصلات ملصقات توضح المنتجات التي يجب أن تتم مقاطعتها، ولجأ الناشطون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر المنتجات التي يريدون من المستهلك اليمني مقاطعتها. بالرغم أن الحملة حققت نتائج ملموسة، إلا أن البعض يقول إنها لن تستمر طويلا في غياب البدائل للعديد من المنتجات التي تتم مقاطعتها الآن.

تفاعل شعبي

في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية طوفان الأقصى بادر عدد من الشباب اليمني بتدشين حملات توعوية للمستهلكين توضح أهمية مقاطعة البضائع التابعة لشركات أجنبية تدعم إسرائيل. كانت المبادرات متفرقة وغير مدعومة لكن القائمين عليها راهنوا على نجاحها بسبب الغضب الشعبي جراء تزايد أعداد ضحايا العدوان الصهيوني من شهداء وجرحى ومفقودين وأسرى فلسطينيين حسبما يقول مازن إدريس لـ “المشاهد”، وهو أحد الشبان المشاركين في تلك المبادرات.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول محمد الأسودي، طالب جامعي، إنه والعديد من زملائه كانوا يقومون بجمع الأموال من مصاريفهم الخاصة من أجل طباعة لافتات وملصقات تحث المواطنين على مقاطعة البضائع الأجنبية.

يضيف: “كانت مشاهد قصف المرضى في المستشفيات وهدم الأبراج السكنية على رؤوس ساكنيها ومنع دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية لأهالي غزة، كلها مشاهد كفيلة لأن تحرضنا على عمل أي شيء تجاه هذه المأساة”.

يرى الخمسيني عبد الله الوائلي، مواطن من حي حدة بصنعاء، أن مقاطعة البضائع الأجنبية الداعمة لإسرائيل خطوة لا يمكن التقليل من شأنها، لأنها قد تسبب نوعا من الضغط على البلدان الغربية الداعمة للكيان الصهيوني من أجل وقف العمليات الإرهابية في غزة.

يؤيده الثلاثيني عبد العزيز الورد، مواطن في منطقة الحصبة بصنعاء، إذ يقول لـ “المشاهد”، “في بادئ الأمر لم أكن أعلم طبيعة وشكل تلك المنتجات، لكن حينما أطلعت على الحملات التوعية التي تبناها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرفت على بعض تلك المنتجات، والتزمت أنا وعائلتي بمقاطعة شرائها”.

إقرأ أيضاً  المال مقابل الإجابة... تسهيل الغش في مراكز الامتحانات  

ليس مقاطعة البضائع الأجنبية فقط هي الوسيلة التي لجأ إليها اليمنيون لنصرة الفلسطينيين، بل امتد الأمر لمقاطعة دفع أموال الإعلانات الممولة لبعض تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، تماما مثلما فعل نزار عليان الذي يعمل في مجال الحملات التسويقية بصنعاء.

يقول عليان لـ “المشاهد”، “قرار إيقاف الإعلانات الممولة لشركات تجارية يمنية على الفيسبوك يأتي بهدف قطع الدعم المالي التي تجنينها شركة ميتا من خلال الإعلانات الممولة لأن شركة ميتا تحجب الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة”.

جدوى المقاطعة

لكن العديد من اليمنيين يرون أنه لا جدوى من حملات المقاطعة للبضائع التجارية، بسبب عدم وجود بدائل محلية لها من جهة، وبسبب عدم قدرة غالبية المستهلكين اليمنيين على شراء تلك المنتجات بسبب انقطاع المرتبات والأزمات الاقتصادية التي يعانون منها.

يرى الدكتور وليد المليكي الأكاديمي الأكاديمي المتخصص في إدارة استراتيجية وحوكمة الشركات أن المصانع وفروع الشركات العالمية التي تنتج بعض المنتجات التي تتعالى الأصوات بمقاطعتها أصبحت محلية، ويتم فقط دفع مبلغ الترخيص للمراكز الرئيسية وبالتالي فإن الخاسر من المقاطعة هم رجال المال والأعمال المحليين.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول رجل الأعمال اليمني ياسر بن هلابي الذي يملك مجموعة من الشركات والوكالات التجارية إن مقاطعة البضائع التابعة لشركات أجنبية داعمة لإسرائيل عادة ما تكون مؤقتة بسبب تعاطف الناس مع القضية الفلسطينية. فعلى سبيل المثال حينما قاطع الناس المنتجات الدنماركية بسبب أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد، قاطعوها لفترة مؤقتة، وفي أقل من سنه عادوا لشرائها، بحسب هلابي .

تراجع استهلاك المنتجات

اضطرت المحال التجارية تخفيض أسعار المنتجات إلى النصف

تجار في صنعاء قالوا لـ “المشاهد”، إن حملات المقاطعة أثرت على إقبال اليمنيين على تلك البضائع التي تم استهدافها في الحملات الشعبية، ما دفع العديد من المحال التجارية إلى تخفيض أسعار تلك المنتجات إلى النصف.

يقول عزيز ثامر، محاسب في إحدى المولات التجارية في صنعاء، أنه منذ منتصف أكتوبر المنصرم حتى اليوم تراجع إقبال المستهلكين على شراء المنتجات المستوردة من أوروبا وأمريكا، ومثل هذا لم يحدث في أي وقت مضى.

يؤكد مستشار الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية، محمد قفله، في تصريحات صحفية أن القطاع الخاص التزم بقرارات مقاطعة البضائع الأجنبية، نصرة للمجاهدين في فلسطين.

العديد من الدول العربية والإسلامية، مثل مصر الأردن وتركيا وإندونيسيا، رأت في المقاطعة طريقا للمساندة. وقال أمين أك، عضو البرلمان الإندونيسي، لوسائل الإعلام يوم الأربعاء الماضي: “نحن في مجلس النواب نشجع حركة المقاطعة هذه للمنتجات الإسرائيلية لتصبح الموقف الرسمي للحكومة الإندونيسية الذي يجب أن تتبعه جميع الشركات والمجتمع”.

مقالات مشابهة