المشاهد نت

المخرجة اليمنية رشا هاشم: أسعى إلى إيصال صوت الشعب للعالم

صنعاء – فاطمة العنسي:

بالرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن، إلا أن كفاح المرأة في ايصال معاناة المواطن واسماع صوته حاضرا.

من بين اليمنيات التي حملت على عاتقها توثيق وإظهار معاناة اليمنيين من خلال”صناعة الأفلام القصيرة” المخرجة رشا هاشم التي حازت على تكريم أفضل مخرجة للأفلام القصيرة، في أبريل 2023م، من مهرجان ستوكهولم.

كما تم تكريمها بجائزة التميز من قبل مهرجان يوسف شاهين في مصر، عام 2021م.

تقول رشا لـ”المشاهد”: عندما تحمل رسائل إنسانية تريد توصيلها إلى العالم، فلا تنتظر مقابلًا ماديًّا، أو جوائز، لأن اختيار فيلمك من قبل لجنة الاختيار والمشاهدة من بين مئات الأفلام المتقدمة إلى المهرجانات العربية والدولية للمشاركة في المسابقات الرسمية، ومنافسة عشرات الأفلام، ووصول رسالتك هو الهدف الأسمى بالنسبة لك”.

يعد مجال صناعة الأفلام وإنتاج البرامج والمسلسلات التلفزيونية من الأعمال الشاقة،  والتي تحتاج إلى نفس طويل وجهد، وكذلك الاهتمام بأدق التفاصيل لإخراج العمل بالشكل المطلوب.

رشا تعبر عن سعادتها من تزايد أعداد المخرجين من الشباب اليمني، ومشاركتهم في المسابقات الرسمية للأفلام القصيرة في عدد من المهرجات الدولية والعربية، متوقعة أن تزداد وتيرة التقدم، خلال الأعوام القادمة.

تقول في هذا الصدد: “نفتقر إلى وجود صرح أكاديمي لتعليم الإخراج،  بيد أن رغبة الشباب أقوى من كل الصعاب، ففي الوقت الذي تقل فيه فرص للتطور والتعلم وانهيار للبنية التحتية، ناهيك عن ارتفاع تكاليف التصوير والإنتاج، إلا أن الشباب اليمني استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا في عالم صنع الأفلام القصيرة، منافسًا أكثر الدول تطورا في ذلك”.

وتعبر رشا في أعمالها عن تفاصيل الحياة المعيشية لليمني، محاولة إيصال صوت المواطن البسيط إلى العالم الخارجي، لتظهر الصورة المؤلمة لما آلت إليه سبع سنوات عجاف من الصراع.

البدايات

بدأت رشا ممارسة شغفها كما تروي لـ”المشاهد” عام 2017م، ومنذ ذلك الحين، تًكرس جهدها لإنتاج محتوى يعبر عن المجتمع بالدرجة الأولى.

تقول: “شاركت في العديد من المسابقات الرسمية العربية والدولية في أمريكا، السويد، الهند، موريتانيا، مصر، تونس، الجزائر، لبيبا، المغرب، عمان، جمهورية أستونيا، العراق، وفلسطين، حتى اللحظة”.

عملت رشا في تلفزيون عدن الحكومي،  عام 2010م، متنقلة في عدد من الأعمال، حتى انتقلت إلى مخرجة، على يدها أنتجت العديد من البرامج في شتى المجالات.

تشير المخرجة رشا، إلى أن المرأة اليمنية تعاني من الإقصاء والتهميش، لا سيما في مواقع صنع القرار السياسي، العمل الإداري، والفني، والأمر يعود -كما تقول- إلى الانتماءات السياسية، والتوجيهات الفكرية والدينية للمسؤولين، أضف إلى ذلك الموروث الاجتماعي الثقافي الذي لايزال يؤثر بصورة سلبية على تحديد وتنميط دور المرأة في المجتمع.

أعمال رشا التي وصلت إلى عدة دول أجنبية، لم تفرق أمام المتلقي ما إذا كان مخرجها رجلًا أو امرأة، وحدها جودة العمل هي من صنعت اسم الشخص، والأثر الذي علق في ذاكرتهم.

إقرأ أيضاً  تفوق أطفال اليمن في مسابقات الحساب الذهني

وقدمت المخرجة رشا، نصيحتها للشباب الهاوي للإخراج، بصقل موهبته بالدراسة، التدريب، والتمرين، الذي سيؤهله خلال فترة من الزمن إلى أن يصبح مخرجًا سينمائيًا، كما أن التعبير الصادق والرغبة في إيصال إحساسه العالي إلى الجمهور،  يمكنه من تحقيق هدفه ونجاح عمله، والتأثير على المتلقي.

“يجب على المخرج أن يكون ذا عين ناقدة، ومتفحصة، عندما يشاهد فيلمًا يجب أن يركز على حركات الكاميرا، وزواياها، أحجام اللقطات، تكوين الكادر، ترتيب الممثلين في العمل بقاعدة المستقيم أو المثلث، أو قاعدة الزاوية القائمة، مع مرور الوقت ستكون لدى المخرج صورة ذهنية تساعده أثناء إخراج العمل، بطرق ربما تكون أكثر إبداعًا واحترافية”، تضيف.

وجهت رشا كلمتها الأخيرة في هذا اللقاء قائلة: على أطراف الصراع ألا يكونوا أداة بأيدي القوى الخارجية، التي تنفذ مصالحها وأجندتها، يجب أن يضعوا معاناة اليمنيين نصب أعينهم، المعاناة التي خلفت وراءها الفقر والجوع، ودفعت بالكثير من الكوادر النابغة والمتخصصة إلى الهجرة خارج البلاد بحثًا عن حياة أفضل.

دور المرأة اليمنية في صناعة الأفلام

رشا ليست اليمنية الوحيدة في مضمار إخراج وصناعة الأفلام، فقد برز عدد من اليمنيات مبكرًا في هذا الجانب، ومن هذه القافلة اليمنية، المخرجة خديجة السلامي، أول مخرجة يمنية، وهي كاتبة ودبلوماسية شهيرة، عملت سابقا مستشارة للسفارة اليمنية في باريس، وأنجزت عددًا من الأفلام الملتزمة بشأن المرأة اليمنية.

درست السلامي الإخراج السينمائي في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وعند عودتها عملت في التلفزيون اليمني، وحازت على جوائز عالمية من خلال أفلامها السينمائية.

في مارس 2007 منحها الرئيس الفرنسي جاك شيراك وسام جوقة الشرف بمرتبة ضابط، وذلك تقديرًا لأعمالها السينمائية والكتابية ذات الطابع الاجتماعي والإنساني، ولدورها في تعزيز العلاقات اليمنية -الفرنسية.

كذلك، المخرجة والممثلة، إنصاف السقاف، التي تعد من أوائل المخرجات على الساحة اليمنية والخليج منذ عام 1981م، ولدت وترعرعت في عدن، حصلت على ماجستير إخراج من روسيا البيضاء، ولها بصمتها الحاضرة في إنتاج عدد من الأعمال الفنية المميزة.

والمخرجة سارة إسحاق الحاصلة على ماجستير من معهد الفنون في جامعة أدنبرا،  دبلوم إخراج وثائقي من اكاديمية لندن للراديو والتلفاز، وحاز فيلمها الأول الوثائقي القصير بعنوان “ليس للكرامة جدران”، عام 2011، على جائزة أفضل فيلم في مهرجان الجزيرة، بالإضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة.

بالنسبة  للمخرجة رشا، فإنها تسعى كما تقول  “إلى إيصال صوت الشعب ومعاناتهم إلى العالم الخارجي، كما أتطلع إلى ترك إرث حقيقي وموثق في أعمالي للأجيال القادمة حول ما كان يعانيه أجدادهم، لا سيما خلال الحقبة السياسية الجارية”.

مقالات مشابهة