المشاهد نت

حين يتخلي الزوج عن زوجته بسبب مرضها بالسرطان

حين يتخلي الزوج عن زوجته بسبب مرضها بالسرطان

حجة – سحر علوان :

“مريت بأيام صعبة بعد إصابتي بمرض سرطان الثدي وظليت أتلقي جرعات العلاج الكيماوي لكن ساءت حالتي النفسية ولم أعد أتفاعل مع العلاج بعد تخلي زوجي عني بسبب إصابتي بالمرض”.

هكذا تعبر أماني يحيى “39” سنة عن وجعها الإنساني حين وجدت نفسها بين ألم المرض ومرارة الخذلان من أقرب الناس لها.

أماني من سكان مدينة صنعاء وأصيبت بمرض سرطان الثدي كما تقول عام 2015م وكانت تعيش مع زوجها وأولادها فهي أم لأربعة أطفال وحياتها حسب وصفها كانت مستقرة، لكن تغير وضعها بشكل متسارع إلى الأسوأ نفسيًا وصحيًا ليس بسبب إصابتها بمرض السرطان فهذا قدر الله كما تقول لكن كان قرار زوجها بتركها والتخلي عن الوقوف بجانبها أثناء تلقي الجرعات الكيماوية والتكفل بالالتزامات المالية المتعلقة بعلاجها مثل لها صدمة نفسية انعكست على تدهور صحتها وعلى تحسن حالتها من مرض سرطان الثدي.

وتضيف أماني أن زوجها اتخذ هذا القرار أثناء قيامها بالجرعات الكيماوية وهي في أمس الحاجة له “تركني بين معاناة الألم والأدوية وجرعات الكيماوي، حملني حتى مسؤولية رعاية الأطفال”.

وتشير أماني إلى أن انتكاستها النفسية كما تعتقد كانت سببًا من أسباب عدم تفاعلها مع العلاج وانتشار المرض في أجزاء أخرى من الصدر.

الدعم النفسي يقلل من إجهاد المرضى

وحول الدوافع التي تجعل بعض الأزواج يتركون زوجاتهم بسبب المرض تتعلق عند البعض بشكل مؤسف حسب الأخصائية النفسية منيرة النمر تتعلق بأمور مادية وعدم الرغبة من قبل الزوج بالتضحية بصرف مزيدٍ من المال من أجل علاج زوجته ويعتبر بعض الأزواج وبتفكير سلبي وغير إنساني أن مريض السرطان لايتعافي وإهدار المال من أجل علاج السرطان لا فائدة منه ومن هذا المنطلق جعل بعضهم ذلك مبررًا للتخلي عن الزوجة المصابة بالسرطان.

وأكدت النمر أن بعض أزواج النساء المصابات بالسرطان تخلوا عن زوجاتهم أو طلقوهن وهذا حسب النمر “يتسبب بتدهور كبير في حالة المريضة وقد يعجل في وفاتها”.

حول أهمية وجود دعم نفسي للنساء المصابات بمرضي السرطان تقول الأخصائية النفسية منيرة النمر في حديثها لـ”المشاهد” إن الأسرة الداعمه لمريض/ة السرطان تقلل الإجهاد النفسي عليه وتساعده على التعافي.

وتضيف أن فقدان المريض /ة بالسرطان لدعم من هم قريبين منه في كل شيء من حيث الرعاية ووجودهم بجواره يعني تدهور الجانب النفسي له وفقدانه للأمل وشعوره باليأس وقرب الموت، ويؤثر سلبًا على تطور العلاج وفعاليته.

وأشارت النمر إلى”أنه يجب تغيير نفسية المريض بتقبل فكرة المرض وأنه متغير من متغيرات الحياة، وتضيف بث روح الأمل للمريض بدلًا من تفكيره بالأسوأ” ويتم ذلك حسب النمر بوجود شبكة دعم اجتماعي لمريض السرطان لمساعدته للخروج من إطار الانغلاق واليأس من خلال إخراجه من جو المرض بالأنشطة المختلفة التي تجعل المريض ينشغل بالتفكير بالمرض حسب تعبيرها.

إقرأ أيضاً  نسبة تراجع الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي

ولفتت النمر إلى أنها لاحظت أن مريض /ة السرطان الذي لديه استعداد للعلاج والتفاعل بشكل إيجابي مع العلاج يتماثل للشفاء حسب تعبيرها عندما يكون وضعه النفسي طبيعي وهذا يتحقق بوجود سند نفسي للمريض من أسرته.

رأي الطب

وفي ذات السياق فإن أكثر أنواع السرطانات شيوعًا وانتشارًا بين النساء هو سرطان الثدي ،ويعد أيضًا أكثر الأسباب شيوعًا في حالات الوفاة بين النساء.

وفي هذا السياق تقول د/ إيمان الغرارة أخصائية نساء وتوليد ل”المشاهد” : سرطان الثدي قد يؤدي بحياة امرأة على الأقل في كل يوم، وتعرفه بأنه عبارة عن خلايا غير طبيعية تنمو وتتكاثر بشكل لا يمكن التحكم بها، تنمو وتكبر كتلة من الخلايا تنتشر في الغدد الليمفاوية ومنها قد تنتقل لسائر الجسد.

وتشير الغرارة لا أحد يعلم تحديداً ما هي أسباب إصابة امرأة عن أخرى بسرطان الثدي.

وتوضح بوجود عوامل عديدة قد تمثل أسباب الخطورة والإصابة كالتاريخ العائلي للإصابة، واحتمالية وجود الطفرات الجينية التي تمثل 50% من الأسباب، بالإضافة لتاريخ صحة المرأة الإنجابية وعدم تعرضها لمشاكل أو أعراض مؤشرة بوجود خلايا سرطانية سابقة.

ولفتت الغرارة إلى أن استخدام العلاجات الهرمونية لما يزيد عن عشر سنوات، أو تعرض الفتيات لإشعاعات في الصدر دون سن 30، وكذلك التدخين وزيادة الوزن قد تكون من أسباب وعوامل الخطورة والإصابة.

وتنصح الغرارة بضرورة الكشف الدوري والفحص لكل فتاة بين الفترة والأخرى سواء بالفحص الذاتي الذي باستطاعة أي امرأة ملاحظة التغيرات من خلاله في حال وجود شك أو تغير في شكل وحجم الثدي، وإما عن طريق الفحص السريري الذي تقوم به الطبيبة المختصة.

وتؤكد أن اكتشاف المرض في المراحل الأولى من الإصابة يزيد من نسبة الشفاء بواقع 90%.

وبحسب منظمة الصحة العالمية وفقًا لتقرير نشرته في ديسمبر 2020، تتوزع نسبة الإصابة بسرطان الثدي 4.10%، ويمثل سرطان الثدي 25% من أنواع السرطانات التي تصيب نساء اليمن.

وأشار تقرير نشر في 2019 بأن الأمراض المزمنة مسئولة عن 57٪ من إجمالي الوفيات في اليمن، ويؤثر السرطان على جميع الفئات العمرية في البلاد بنسبة 60% ممن تبلغ أعمارهم مابين 30 إلى 60 عامًا.

مقالات مشابهة