المشاهد نت

تحديات تواجه الصيادين في حضرموت

تحديات تواجه الصيادين في المكلا - المشاهد

حضرموت-أشرف الصوفي

العديد من الأسر من في مدينة المكلا الساحلية تعتمد على مهنة الصيد للحصول على دخل مادي وتوفير متطلبات المعيشة. في السنوات الماضية، كان الوضع المعيشي للصيادين جيدا لأن مهنتهم تحقق لهم متطلبات المعيشة. لم يعد الأمر كذلك في الوقت الحاضر، حيث يواجه الصيادون تحديات كبيرة، بخاصة الارتفاع المتزايد في أسعار المشتقات النفطية، وتراجع العملة المحلية، وارتفاع تكاليف المعيشة.

يقول بعض صيادي الأسماك في المكلا لـ “المشاهد” إن هذه التحديات تهدد استمرار عملهم في هذا المجال، والعديد منهم قد يتوجه إلى أعمال أخرى ليتمكنوا من كسب العيش. يعمل حسن بازيد، 60 عاما، من مدينة الشحر في المكلا، في مهنة الصيد لعقود من الزمن، ولم يفكر بالتخلي عنها إلا هذا العام، بعد أن وجد أن خسائره المادية أكثر من أرباحه.

في حديثه مع “المشاهد”، يقول بازيد: “البحر هو أكثر مكان نشأت فيه برفقة والدي . كنت أذهب في كل يوم لمساعدته في نشر الشباك، واصطياد الأسماك، وكنا نجني أرباحا جيدة، لكن الأمر اليوم مختلف. أسعار الوقود ترتفع وأسعار أدوات الصيد تزيد، وليس هناك جدوى حتى أن عملنا أكثر لتحقيق ما نريد”.

يشير حسن إلى أن الصياد في عملية الصيد في الظروف العادية يحتاج إلى ما يقارب 120 لترا من الوقود، لقطع سبعين ميلا في البحر، حتى يصل إلى الأحواض السمكية الوفيرة، أما الآن لم يعد بالإمكان قطع تلك المسافة، فالمدى الذي يقطعه الصيادون لا يتعدى الثلاثون ميلا.

تحديات تواجه الصيادين في حضرموت
تحديات تواجه الصيادين في المكلا

يضيف: “المناطق التي في نطاق الثلاثين ميلا، مناطق شحيحة بالأسماك، ولا نعود بالصيد الكافي، وفي بعض الأحيان تكون تكلفة الخروج للصيد، أكثر مما نحصل من رحلة الصيد”.

يعتقد بازيد أنه سيضطر لترك المهنة، والبحث عن مهنة أخرى إذا استمر تدهور العمل في هذا المجال. يتساءل بازيد: “لدي خمسة أطفال، وفي كل يوم اسأل نفسي، من أين سأطعمهم؟”

حلم شراء السمك

بعد اندلاع حرب اليمن عام 2015، انخفض حجم الإنتاج السمكي قرابة النصف، بينما تراجعت الصادرات إلى أقل من 70 ألف طن سنويا، بحسب دراسات. تعتبر صناعة الصيد رافدا مهما للاقتصاد اليمني، حيث أشارت دراسة نشرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في مارس عام 2020، أن قرابة نصف مليون شخص يعملون في مهنة الصيد يعيلون قرابة 1.7 مليون نسمة

إقرأ أيضاً  وفاة وإصابة 16 شخصًا بحادث مروري في ريمة

أشارت الدراسة إلى أن صادرات الأسماك تحتل المرتبة الثانية في اليمن بعد النفط والغاز، بعائدات تقدر ب300 مليون دولار سنويا، وتضاءلت هذه الأرقام باستمرار في ظل استمرار الصراع في اليمن وتدهور الوضع والاقتصادي وارتفاع أسعار الوقود.

من جهته يبدي المواطن محمد باعوام استيائه من ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق وعدم قدرته على شراء كمية كافية لأسرته، ويصف الحصول على كيلوغرام من الأسماك بأنه “حلم بعيد المنال” في ظل تدني الوضع المعيشي.

يضيف لـ  “المشاهد”: “أشعر باليأس عندما أذهب إلى السوق وأجد أسعار الأسماك مضاعفة، وأصبح من الصعب علي تأمين كمية كافية لأسرتي. الحصول على لحم الأسماك أصبح حلما بعيد المنال، وهذا يؤثر على تغذيتنا وصحتنا بشكل كبير. ليس من المعقول أن تكون الأسماك خارج متناولنا بسبب ارتفاع الأسعار”. يأمل باعوم أن تبادر الجهات المعنية في إيجاد حلول فعالة للتعامل مع الارتفاع المستمر لأسعار الأسماك في المكلا.

دعوة لتدخل حكومي عاجل

تشهد القرى والمدن الساحلية تراجعا في أعداد قوارب الصيد التي تعبر إلى البحر يوما بعد يوم. ورغم أن سوق الأسماك يشهد ارتفاعا في أسعارها، فإن هذا الارتفاع لا يخفف معاناة الصيادين الذين يصارعون صعوبات مالية تهدد بتوقف حياتهم المهنية.

يطالب العديد من الصيادين بالتدخل الفوري لإنقاذ هذا القطاع الحيوي. في حديثه مع “المشاهد”، يحذر رئيس جمعية الصيادين في مدينة المكلا باسم باشعيبان من خطورة الأوضاع الحالية على قطاع الصيد ، ويدعو إلى تدخل حكومي لمعالجة هذه المشكلة. يقول باشعيبان: “نحن بحاجة إلى دعم حكومي فوري لمواجهة هذه التحديات، وضمان استمرارية هذه المهنة التاريخية والحيوية في مدينتنا”.

مقالات مشابهة