المشاهد نت

تحالف دولي بالبحر الأحمر.. محللون يكشفون مهامه ويحذرون

عدن – سعيد نادر

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، ودول غربية، عزمها إنشاء تحالف دولي في البحر الأحمر؛ لمواجهة هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية.

وكثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية وبطائرات مسيّرة، خلال اليومين الماضيين، على السفن المارة جنوب البحر الأحمر باتجاه الشمال؛ تحت مبرر نصرة الشعب الفلسطيني في غزة ضد الاعتداءات الإسرائيلية.

وهو ما دفع عدد من شركات الملاحة والشحن التجاري البحري إلى إيقاف نشاطها عبر البحر الأحمر، ومنها شركة ”مايرسك” الدنماركية التي تعرضت سفن تابعة لها، تحمل العلم الليبيري، لهجمات حوثية بالصواريخ والمسيّرات.

ويرى محللون يمنيون أن التحالف الدولي الذي ستقوده الولايات المتحدة، استنفد أسباب تشكيله، بعد الهجمات الحوثية الأخيرة، وإعلان شركات ملاحية إيقاف عمليات النقل التجاري، ما يعني تهديدًا اقتصاديًا للغرب.

ويعتقد المحلل السياسي والعسكري اليمني، الدكتور علي الذهب، أن هذا النوع من التحالف المتوقع إنشاؤه هو تحالف لمواجهة التهديدات غير التقليدية، أي تهديدات ما دون الدولة، أو التي تقف وراءها جماعات مسلحة ما دون الدولة.

وقال الذهب لـ«المشاهد» إن عمل التحالف يتضمن عدة تدابير، منها مرافقة السفن في البحر بعد تنظيمها بشكل قوافل، وأي تهديد يطالها على امتداد البحر الأحمر وخليج عدن، مرورًا بمضيق باب المندب؛ سيُواجه بالنيران أو المطاردة.

ورجّح المحلل العسكري أن تكون مسئولية حفظ الأمن والتداعيات الناشئة عن المواجهة البحرية ”مسؤولية جماعية” ولا تقع على عاتق دولة يعينها، وهذا ما لا ترغب فيه الولايات المتحدة ولا حتى بريطانيا.

ولفت الذهب إلى أن هذا النهج والأسلوب اتبع في مواجهة القرصنة في العقد الأول من القرن الحالي، خلال أعمال القرصنة الصومالية في خليج عدن وقبالة السواحل الصومالية غربي المحيط الهندي.

واستدرك: لكن السفن التجارية الآن أمام مواجهة مع جماعة الحوثي، وهذه المواجهة تتبلور حول سفن مرتبطة بإسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا يختلف عن نشاط القرصنة الذي كان موجودًا في العقد المشار إليه.

إقرأ أيضاً  شركات ترفض البطاقة الشخصية "الذكية" في مناطق سيطرة الحكومة

الاختلاف الذي ذكره الدكتور الذهب يعود إلى أن ما يجري الآن في البحر الأحمر يمكن أن يوصف بأنه ”إرهاب”، حتى لو كان الحوثيون -أو المتعاطفين معهم- يدّعون أنه ”دعم للفلسطينيين في غزة”.

ورغم تحفظه على وصف ما يجري في البحر الأحمر بأنه ”إرهاب”، أو أنه ”دعم لفلسطين”، باعتبار أنها مسائل فيها نظر، إلا أن الذهب لم يُخفِ احتمالات توسيع مهام التحالف الدولي إلى الأراضي اليمنية.

حيث قال: ”إن مهام التحالف بعد إنشاءه لن تقتصر على منع الزوارق التي تحاول اختطاف أو مهاجمة السفن التجارية، ولكن ايضا قد يتعدى الأمر إلى المواجهة والتعقب في البر”.

وتوقع الذهب أن يلجأ الحوثيون إلى إنكار قيامهم بأي أعمال في البحر الأحمر بعد تشكيل التحالف وبدء مهامه، على العكس مما يجري حاليًا؛ تجنبًا لمواجهة عسكرية مع التحالف الدولي.

وأوضح أن تحالف حماية السفن هذا قد يتطور إلى إنشاء تحالف عسكري تقليدي، وهنا قد تحدث المشكلة وتعرقل عملية السلام في اليمن، أو قد تفشل في حال حدث ذلك.

واختتم الدكتور الذهب حديثه مع «المشاهد» بأن التحالف الدولي في البحر الأحمر لن يقف مكتوف الأيدي إذا رصد صواريخ أو طائرات غير مأهولة تنطلق من مناطق سيطرة الحوثيين، وبالتالي سيكون هناك رد على مصادر النيران.

يشار إلى أن الولايات المتحدة بدأت تحركاتها الدولية لإنشاء التحالف الدولي لحماية السفن التجارية وتدفق الملاحة في البحر الأحمر، على غرار تحالف مكافحة القرصنة الذي أسس قبل ما يربو على عقدين.

واتفقت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، مع ألمانيا على ضرورة إنشاء التحالف، ووضع حد للتهديدات والهجمات الحوثية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، خاصة وأن التهديدات مرتبطة بأطماع إيران في المنطقة، بحسب تقارير صحفية عالمية.

مقالات مشابهة