المشاهد نت

هل ستقود محادثات السلام للحد من سياسات الفصل والعزل المنظم في اليمن ؟

اغلاق الطرق بسبب الحرب في اليمن -

تعز – عبدالله قائد :

تسببت الحرب والصراع الإقليمي والداخلي العنيف منذ تسع سنوات بتحويل اليمن إلى جزر منفصلة وجغرافية مغلقة ومعزولة بفعل التشظي ، حيث تتشاطر البلد، التي استحالت إلى دويلات، سلطات أمر واقع محتربة ومتناحرة كرست سياسات الفصل والعزل المنظم، بين سكان البلاد ومع محيطها الإقليمي والدولي.

فرض الصراع حدودًا وقيودًا أمام السكان، وأعاق سلسلة الإمدادات والاستيراد، وأضر بشكل كبير بحرية الحركة والتنقل والسفر، وحرية النقل والتجارة وتدفق البضائع، فضلًا عن تحفيز الهويات الجهوية والمناطقية والقبلية في أوساط المجتمع، وتسبب بصعوبة الوصول للخدمات والمرافق الحيوية وضيق من فرص الكسب والعمل والأمن وزاد من المعاناة في سهولة الوصول والوصول الآمن.

جرى إغلاق وعسكرة معظم المطارات والمنافذ اليمنية والطرق الرئيسة، ولجأ السكان على سبيل الاضطرار لاستخدام منافذ وطرق بديلة غير صالحة ووعرة تستلزم مخاطرة وساعات طويلة تؤدي لإهدار الموارد والطاقات، بما سببته من خسائر بشرية ومادية..

انتشرت مئات من حواجز ونقاط التفتيش العسكرية والأمنية في مناطق سيطرة الأطراف المختلفة في جهات اليمن الأربع، تمارس الابتزاز والسرقة وفرز الهويات والاعتقال وتفرض إتاوات وجبايات تحت مسميات ودواعي متنوعة، خصوصًا على البضائع والسلع، ما ضاعف من أسعارها وتسبب في شحتها وندرتها..

جرى إغلاق وعسكرة معظم المطارات والمنافذ اليمنية والطرق الرئيسة، ولجأ السكان على سبيل الاضطرار لاستخدام منافذ وطرق بديلة غير صالحة ووعرة تستلزم مخاطرة وساعات طويلة تؤدي لإهدار الموارد والطاقات، بما سببته من خسائر بشرية ومادية..

وإذا كانت التبعات والنتائج قد أضرت بكل اليمنيين، إلا أن المعاناة تضاعفت مع المنافذ والطرق البديلة في المحافظات التي شهدت صراعات ومواجهات مباشرة خصوصًا في الجبهات الأمامية ومناطق التماس، مثل تعز ومأرب والجوف والحديدة ولحج وأبين وحجة.

إقرأ أيضاً  تعز .. مقتل مدني بلغم أرضي في عزلة الأحكوم

عقبة الجن بمديرية القبيطة شاهد على معاناة السكان

تعد طريق القبيطة بمحافظة لحج نموذجًا لطرق عديدة في اليمن غير صالحة لعبور الناقلات لولا الضرورة التي فرضتها الحرب المستمرة منذ أزيد من ثماني سنوات..

فمع انعدام طرق بديلة مؤهلة تربط بين عدن وتعز، يضطر سائقو الشاحنات وباصات النقل لتكبد مشقة عبور هذا الطريق التي تشهد انقطاعات شبه أسبوعية جراء الحوادث المتمثلة بالأعطال والانزلاقات وصعوبة المرور جراء وعورة الطريق، حيث تجبر المركبات على التوقف لليال وأيام في “عقبة الجن”، ما يؤدي إلى تأخر وصول المسافرين وتأخير تسليم الشحنات عن موعدها وبالتالي ارتفاع أسعار البضائع والسلع.

فهل ستنجح المحادثات الجارية بين أطراف الصراع في لجم العنف والحد من سياسات الفصل والعزل المنظم، وفتح المنافذ الطرق الرئيسية للتخفيف من معاناة المواطنين من عناء ووعثاء السفر، وتسهيل حرية التجارة ونقل البضائع؟

مقالات مشابهة