عدن- مازن فارس
الادعاء
فيديو استهداف السفينة الحربية الأمريكية في البحر الأحمر
الخبر المتداول
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه لهجوم جديد لجماعة الحوثي استهدف ما قالوا إنها سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر.
يصوّر الفيديو الذي مدته 26 ثانية، ما يبدو أنها سفينة حربية تتصاعد منها أعمدة الدخان الكثيفة التي تغطي جزءًا كبيرًا منها. كما يَظهر فيه عدد من القوارب تحيط بالسفينة في محاولة للسيطرة على الحريق واخماده.
وجاء في التعليقات المرافقة “السفينة الحربية الأمريكية الذي تم استهدافها في البحر الأحمر يوم أمس”.
حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات خصوصًا في موقع أكس بعد إعلان جماعة الحوثي مساء الأربعاء (10 يناير/كانون الثاني الجاري) استهداف سفينة أمريكية بالصواريخ والمُسيرات.
الناشرون
تحقق المشاهد
بعد تحقق المشاهد من الفيديو المتداول اتضح أنه مضلل ولا علاقة له بهجوم الحوثيين الأخير في البحر الأحمر. أرشد البحث العكسي عن صور الفيديو إلى نسخة منه منشورة على منصة إكس (1،2) ومواقع الكترونية في 12 يوليو /تموز 2020 مرفقًا بعبارة “حريق على السفينة يو إس إس بونهوم ريتشارد (LHD 6)، في سان دييغو”.
وقد نشرت البحرية الأمريكية نفس الفيديو للسفينة نفسها منشور على قناتها في اليوتيوب مع تسمية توضيحية: “في صباح يوم 12 يوليو 2020، تم إخماد حريق على متن السفينة بينما كانت راسية على جانب الرصيف في قاعدة سان دييغو البحرية”، بولاية كاليفورنيا.
وكانت البحرية الأمريكية أعلنت حينها ان الحريق في السفينة الهجومية البرمائية استمر مدة أربعة أيام. وفي سبتمبر من العام التالي أُدين بحار أمريكي بإشعال الحريق في السفينة.
السياق
تداول الفيديو جاء بالتزامن مع إعلان المتحدث العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع، ما سمّاها “عملية عسكرية” استهدفت سفينة أمريكية “تقدم الدعم لإسرائيل” بعدد “كبير من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المُسيرة”؛ وذلك غداة إعلان القيادة المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع البريطانية إسقاط أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخا فوق البحر الأحمر.
واعتبر الحوثيون هذا الهجوم بأنه “رد أوليّ على الاعتداء” الذي تعرضت له قواتهم بالبحر الأحمر في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من قبل البحرية الأمريكية.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أن قوات بلاده أحبطت بالتعاون مع قوات البحرية الأمريكية أكبر هجوم للحوثيين بالبحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
بدوره اعتبر البيت الأبيض هذه الهجمات بأنها “تصعيدية” و”تشكل تهديدًا مباشرًا للأرواح وحرية الملاحة والتجارة” محملًا الحوثيين مسؤولية أي عواقب عن ذلك.
منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استهدف الحوثيون عدة سفن تجارية في البحر الأحمر، واستولوا على سفينة الشحن جالاكسي ليدر في سياق سلسلة هجمات يقولون إنهم يستهدفون إسرائيل ردًا على هجوم الأخيرة على قطاع غزة في فلسطين.
وعلى إثر ذلك أطلقت الولايات المتحدة عملية “حارس الازدهار” في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لإيقاف هجمات الحوثيين وحماية السفن في مياه البحر الأحمر.
تلك الهجمات دفعت شركات الشحن الكبرى إلى إيقاف الإبحار عبر الممر المائي بالبحر الأحمر، وغيرت مسار سفنها نحو الطريق الأطول والأكثر تكلفة عبر رأس الرجاء الصالح في أفريقيا.
المصادر
البحث العكسي للصور
