المشاهد نت

مواجهة الصقيع في وادي حضرموت

تأثيرات الصقيع على المحاصيل الزراعية-وادي حضرموت

حضرموت-أشرف الصوفي

تصوير- أشرف الصوفي

يعاني المزارعون في وادي حضرموت من انخفاض درجات الحرارة وتشكل الصقيع الذي أتلف  محاصيلهم الزراعية. يتسائل سالم بريك (٥٠ عامًا) أحد المزارعين المتضررين من هذه الموجات، ” من سيقوم بتعويضي عن خساراتي؟!”.

يزرع  سالم الباذنجان والطماطم. زيادة موجات الصقيع في الأعوام الأخيرة تسبب تلف المحاصيل في مزرعة سالم وغيره من المزراعين  وتؤثر سلباً على دخل المزارعين وتعيق قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية. 

 ويشير إلى وجود بعض الحلول لحماية المحاصيل من التلف، مثل إنشاء البيوت المحمية لكنها مكلفة. ولذا فإن التكلفة الباهظة لهذه الحلول لا تتناسب مع مردود المزارعين في المنطقة. 

تساعد البيوت المحمية على تنظيم درجة الحرارة والرطوبة داخل البيت المحمي مما يمكن الخضروات من التحمل والنمو بشكل طبيعي.

يرى سالم  أن هناك نقصًا في الإمكانيات والدعم المادي، مما يعيق قدرتهم على تبني هذه الحلول: “هناك أغطية من مواد تمنع تسرب موجات الصقيع للمحصول، أو صناديق زجاجية، أو بعض الأسمدة تساعد على مقاومة النبات للصقيع، لكن كل هذا مُكلف، ثمن المحصول لن يكفي لنصف شراء أبسط هذه المواد” يشرح سالم.

يعتمد سالم على مزرعته كمصدر دخله الوحيد الذي يُعيل منه أسرته، وبالنسبة له فإن الاستيقاظ مبكرًا هو أمرًا لا بد منه، لمعاينة المحصول. و للحيلولة دون تلف المحاصيل الزراعية، يلجأ سالم إلى جني المحاصيل قبل أوانه. وبحسب سالم فإنه برغم أن هذا الإجراء يمكن أن يحد من خسائرهم، إلا أنه يؤثر على جودة المنتج ويؤدي إلى خسارة بعض القيمة التجارية للمحصول.

تأثيرات سلبية

انخفاض درجات الحرارة تؤثر على نمو النبات ونضج المحصول-وادي حضرموت

يُعبّر المهندس الزراعي شكري باسري، مدير مكتب الزراعة في وادي حضرموت، عن قلقه العميق إزاء تأثير موجات الصقيع على المزارعين والمحاصيل الزراعية في المنطقة. وفي حديثه للمشاهد، يشير إلى أن درجات الحرارة المنخفضة في فصل الشتاء تؤثر بشكل مباشر على النمو والنضج للمحاصيل، وقد يؤدي ذلك في بعض الحالات إلى موت النباتات. يقول: ” مع استمرار هذه الموجات، وفي موسم الشتاء في كل عام، تتعرض الكثير من المزارع للتلف بسبب موجات الصقيع، وذلك يؤدي لتأثيرات سلبية متبادلة بين المزارعين والأسواق المحلية”.

يؤكد شكري أن هذه التأثيرات السلبية تشمل انخفاضًا في الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى نقص الإمدادات المحلية وبالتالي ارتفاع الأسعار في الأسواق. وبحسب شكري فبالرغم من الجهود المبذولة من قبل مكتب الزراعة، إلا أنه يفتقر إلى الإمكانيات الكافية لتعويض المزارعين عن الأضرار التي لحقت بهم.

إقرأ أيضاً  وفاة 7 أشخاص بحادث مروري في ذمار

ويُرجع شكري سبب عجز المكتب عن تقديم مساعدات مالية إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، مما تسبب في تقليل الموارد المالية المتوفرة. ولكنه أكد أن المكتب يعمل جاهداً على تقليل تأثير هذه الأضرار على المزارعين عن طريق تقديم الدعم الفني والاستشارات اللازمة.

اختلال العرض والطلب

تشهد أسواق الخضروات والفواكه تقلبا في الأسعار نتيجة تأثيرات موجات البرد في الشتاء-وادي حضرموت

يكشف تاجر الجملة للخضروات، ماجد الكثيري، عن التحديات التي تواجه السوق المحلية نتيجة موجات الصقيع، وتأثيرها على أسعار الخضروات وجودتها. ويتحدث للمشاهد عن المخاطر المترتبة على تلف المحاصيل الزراعية بسبب هذه الظروف القاسية.

بحسب ماجد الكثيري، فإن الأسعار تشهد تذبذبًا واضحًا في ظل تأثير الموجات الصقيعية: “بعض الخضروات تحتفظ بأسعارها المناسبة، فيما يشهد بعض الأصناف ارتفاعًا كبيرًا. وهذا يعود لتأثير الصقيع على المزروعات وقلة المعروض في الأسواق” .

ويضيف ماجد الكثيري أن تأثير الصقيع ينعكس بشكل مباشر على نقص الخضروات والفواكه في هذا الموسم، حيث تصبح بعضها شبه معدومة. وهنا يتحدث عن أهمية بعض المزروعات التي تعتبر أساسية لاحتياجات المجتمع، مثل المحصول البصل، الذي شهد ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار بسبب ضعف المعروض ونقص الإمدادات.

مع ذلك، يؤكد ماجد الكثيري أن استيراد الخضروات ليس بالأمر السهل، حيث يشير إلى صعوبة وتعقيدات عملية النقل والشحن، وضرورة وجود الخضروات بحالة طازجة وجيدة قبل وصولها للأسواق المحلية. وبسبب طبيعة الخضروات غير المعلبة، فإنها تتعرض لمخاطر التلف أثناء عملية الشحن، مما يؤثر على جودتها ويزيد من تكاليفها.

وفي ظل ذلك، يشعر المزارعون بضغوط كبيرة لتلبية الطلب المتزايد على الخضروات في السوق المحلية. فهم يعملون بجهد كبير للحفاظ على محاصيلهم وتأمين الإمدادات اللازمة، ولكنهم ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة من الظروف الجوية القاسية.

ومن جهة أخرى، يؤثر ارتفاع أسعار الخضروات على الأسر المنخفضة الدخل، حيث يصبح من الصعب عليهم تحمل تكاليف الحصول على طعام صحي ومتوازن. وتزداد المشكلة تعقيدًا مع تفشي الأوبئة وتبعاتها الاقتصادية، حيث تنخفض القدرة الشرائية بشكل عام.

مقالات مشابهة