المشاهد نت

شعبية جماعة الحوثي بعد التصعيد في البحر 

منظمة حقوقية: جماعة الحوثي فجرت 703 منزلا خلال 2015-2023

عدن- فخر العزب

عقب اندلاع عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة المقاومة الفلسطينية، حماس، في السابع من أكتوبر العام الماضي، قررت جماعة أنصار الله (الحوثيين) مساندة المقاتلين في غزة من خلال إرسال الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه مدينة إيلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وفي نوفمبر من العام الماضي، بدأت الجماعة باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن أو تلك السفن التي تتجه إلى فلسطين المحتلة  بهدف الضغط لإنهاء الحرب على غزة. 

تصاعدت الهجمات الحوثية على السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتسببت تلك الهجمات بأزمة شحن دولية كبيرة، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة إلى شن هجمات جوية على مواقع متفرقة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. 

وفي الوقت الذي اعتبر الكثير من اليمنيين وغيرهم هجمات الحوثيين موقفا قوميا وإسلاميا مساندا للمقاومة الفلسطينية، وداعما لها، يرى آخرون أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن ليست سوى محاولة من الجماعة لتلميع صورتها، واستغلال هذه القضية لكسب تعاطف الشارع العربي واليمني.

الكاتب والمحلل السياسي خليل العمري، يقول لـ”المشاهد” إن الحوثي وجد مبررا جديدا لتشديد سطوته في المناطق الخاضعة له، والهروب من مستحقات الملايين ممن يحكمهم، وبدلاً من الشعارات التي كان يرددها عن العدوان السعودي أضحى يتحدث عن فلسطين وغزة، ويحشد الناس للفعاليات بالقوة، ومن يرفض يتهمه بالتآمر مع العدو الإسرائيلي. 

لا يعتقد العمري أن حاضنة الحوثي الشعبية في اليمن تضاعفت بعد  الهجمات في البحر الأحمر، لأن اليمنيين يعرفون الحروب التي شنتها الجماعة على العديد من المحافظات منذ 2014، وتسببت بنزوح الملايين من المواطنين.

يضيف: ” عربيا، الحوثي كسب بعض المناصرين الذين لفت انتباههم بالضربات في البحر الأحمر، وتأثروا بالإعلام، وهو ناتج عن عدم دراية كافية بالوضع اليمني”. 

عسكرة البحر

لم تحدث الضربات الحوثية أي تأثير على سير الحرب الإسرائيلية في غزة، بحسب العمري، وإنما عملت على عسكرة البحر الأحمر من خلال إرسال السفن العسكرية الأمريكية والأوروبية والبريطانية، وتضررت قناة السويس المصرية من الهجمات والعديد من شركات الشحن الأوروبية التي تعتمد على البحر الأحمر في نقل البضائع.

أشارت تقارير إلى أن ما يقرب من 20 ألف سفينة حاويات تمر بقناة السويس سنوياً، وإن الدول الأوروبية ستكون الأشد تأثراً بتجنب السفن العبور من خلال القناة. ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي، فإن نحو 20 في المائة من واردات أوروبا مرت عبر البحر الأحمر عام 2022، ومعظمها كان عبر قناة السويس.

إقرأ أيضاً  الشاعر الأهدل: خصوصية «اللهجة» جعلت للغناء التهامي لونًا مستقلًا

سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجيستيات بغرفة القاهرة التجارية، عمرو السمدوني، قال إن حركة مرور السفن في القناة انخفضت بنسبة 30 في المائة تقريباً في الفترة ما بين 1 و11 يناير (كانون الثاني) 2024 على أساس سنوي، كما انخفضت الإيرادات نحو 40 في المائة خلال الفترة نفسها.

الناشط السياسي اليمني زكريا النهاري يقول لـ”المشاهد”: “إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر زادت من شعبية الجماعة لدى الشعوب العربية كونها تجهل طبيعة هذه الجماعة وعلاقتها بإيران، أي أن موقفها موقف عاطفي يتأثر بالشعارات و بظواهر الأمور، لكن هذه الهجمات لم تنجح في صنع حاضنة شعبية لجماعة الحوثيين في الداخل اليمني”. 

يشير النهاري إلى أن الشعب اليمني أكبر المتضررين من هذه الهجمات نتيجة ارتفاع تكاليف النقل البحري وانعكاس ذلك على أسعار السلع، كما أن هذه الهجمات ستؤثر على منظمات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن، والتي قد تتوقف عن تقديم المساعدات للشعب اليمني نتيجة التهديدات الأمنية.

قوة ردع يمنية

تسبب التصعيد في البحر الأحمر بتوقف محادثات السلام اليمنية، وبدأ اليمن يسير نحو حرب جديدة، ومأساة اقتصادية وإنسانية إضافية. لكن جماعة الحوثي ترى أن مواجهة الحرب الإسرائيلية على غزة “واجب إنساني وأخلاقي وديني”، مهما كانت التبعات التي ينتظرها اليمن. 

الصحفي المقرب من الحوثيين الكرار المراني يقول لـ”المشاهد” إن الهجمات في البحر الأحمر ضاعفت الحاضنة الشعبية لأنصار الله، لأن القرار الذي اتخذته قيادة الجماعة كان موقفا تاريخيا، وزاد من شعبية الجماعة داخليا وخارجياً.

يعتقد المراني أن استهداف وحصار السفن الإسرائيلية له تأثير كبير جدا على القضية الفلسطينية، إذ إن منع السفن الإسرائيلية من الإبحار في البحرين الأحمر والعربي تسبب بخسارة اقتصادية كبرى لإسرائيل. 

يختم حديثه، ويقول: “هذه الهجمات أعادت الأمل للشعب اليمني بأن هناك قوة ردع يمنية حقيقة تقف مع قضايا الأمة (الإسلامية) بكل صدق وثبات، وبكل ما تملك من قوة رغم المصاعب والأوجاع داخل اليمن”. 

مقالات مشابهة