المشاهد نت

موجة غلاء جديدة تجتاح الأسواق اليمنية

عدن – صلاح بن غالب

ناشدت الغرفة التجارية والصناعية في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن) قيادة التحالف العربي بتدارك الوضع الاقتصادي المنهار في اليمن وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

وقالت الغرفة في بيان أصدرته مؤخرًا، إن المواطنين غارقين في الفقر والجوع والبؤس، وصار معظمهم غير قادر على تأمين احتياجاتهم الضرورية بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السلع الاساسية؛ مما ينذر بعواقب وخيمة.

غلاء مستمر

أصوات المواطنين تصاعدت بعد معاناتهم من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، حتى باتوا غير قادرين على توفيرها لعائلاتهم وأطفالهم، أحدهم كان التربوي خالد الصبيحي.

الصبيحي تحدث مع «المشاهد» بأن الشعب اليمني استبشر خيرًا بقدوم العام الجديد 2024 في ظل تسريبات بشأن التوقيع على خارطة سلام دائم وشامل لإنهاء الصراع باليمن المستمر منذ منتصف 2015، ولم يمضِ من 2024 سوى 20 يومًا إلا وغلاء الأسعار يتزايد يومًا بعد آخر.

موجة غلاء جديدة تجتاح الأسواق اليمنية

وأشار الصبيحي إلى أن كيس القمح عبوة 50 كيلوجرامًا وصل سعره إلى 35 ألف ريال يمني، فيما وصل سعر كيس الدقيق الأبيض عبوة 50 كيلوجرامًا إلى 40 ألف ريال يمني خلال اليومين الماضيين فقط.

ارتفاع الصرف

وحول أسباب ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية وتهاوي الريال اليمني، قال الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف سعيد أحمد لـ «المشاهد» إن هذا الارتفاع ناجم عن استمرار الانهيار الاقتصادي دون أي معالجات وحلول من قبل الحكومة اليمنية في ظل شحة الموارد وعدم رفد خزينة الدولة بالإيرادات؛ نتيجة توقف تصدير النفط، فضلًا عن قلة المساعدات والهبات من الدول المانحة.

ونفى أحمد وصول وديعة سعودية جديدة، وأشار إلى أنها قسط محدد من الوديعة والتي تصرف بشكل ربع سنوي لتغطية صرف الرواتب الحكومية، حسب الاتفاق بين الجانب السعودي واليمني حول الوديعة السعودية البالغة مليار دولار أمريكي مطلع فبراير/شباط 2023.

وأضاف أن استمرار تصاعد صرف الدولار الامريكي الذي تجاوز خلال الساعات الماضية أكثر من 1600ريال يمني؛ يرجع لعامل زيادة الطلب على الدولار من قبل التجار لاستيراد المتطلبات الرمضانية، وتبين هذا جليًا عند إستئناف البنك المركزي في عدن بيع الدولار عبر المنصة الإلكترونية الأسبوع الماضي.

موجة غلاء جديدة تجتاح الأسواق اليمنية

وتابع: أن مهاجمة السفن التجارية من قبل جماعة الحوثي في خليج عدن والبحر الاحمر يأتي من جملة أسباب ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية وتهاوي الريال اليمني، فارتفعت بذلك كلفة التأمين والشحن على حدٍٍ سواء.

إقرأ أيضاً  تسجيل إصابات بالكوليرا في أبين

في ذات السياق، أوضح الباحث الاقتصادي فارس النجار في تصريح سابق لـ «المشاهد» ان تكاليف الشحن في البحر الأحمر ارتفعت بواقع 700 دولار على الحاويات سعة 20 قدم.

وأضاف أن ذلك جاء عقب تغيّر مسار السفن من مياه البحر الأحمر؛ إضافة لتغيّر وجهة السفن، وتكلفة ما يسمى بـ”موسم الذروة” لحركة السفن الذي يبدأ مع قدوم شهر يناير/كانون الثاني.

وأشار النجار إلى أن تكاليف الشحن قد يصل إلى 1500 دولار على الحاوية سعة 40 قدم، ووفقًا لمؤشر “دريوري” لخدمات الشحن فإن ارتفاع أسعار شحن الحاويات بين الشرق والغرب وصل إلى نسبة 82 %، مقارنة بالعام الماضي؛ بسبب الوضع بالبحر الأحمر والحرب في قطاع غزة.

موجة غلاء جديدة تجتاح الأسواق اليمنية

ولفت إلى أن ذلك ينعكس سلبًا على أسعار السلع الغذائية، بالإضافة إلى أنه يشكل خطرًا على أمن الملاحة، وبالتالي هناك سفن عالمية كبرى غيّرت وجهتها تجنبًا لأي ضرر قد يلحق بسفنها.

جعجعة دون عجين

أستاذ الاقتصاد الزراعي المشارك بجامعة صنعاء الدكتور علي سيف العسلي قال لـ «المشاهد» أن اجتماع مجلس القيادة مع اللجنة الاقتصادية لم يأتِ بجديد، فالكل سمع جعجعة ولم يرى عجينًا، حد وصفه.

وأضاف العسلي أن توقف بيع المزاد العلني من قبل البنك المركزي اليمني في مدينة عدن، علاوةً على التراجع الكبير للتحويلات الخارجية مثل تحويلات المغتربين وغيرها تأتي ضمن أسباب هذا الغلاء.

محلات الصرافة

أما الخبير الاقتصادي سامي سمرة فأوضح لـ«المشاهد» أن هناك تلاعب كبير من مالكي محلات الصرافة بأسعار صرف العملات الأجنبية وغياب الرقابة الحكومية؛ ادى إلى استمرار الانهيار الاقتصادي وغلاء الأسعار.

وأضاف سمرة أن انعدام السيولة النقدية لدى المركزي في عدن وتأخر صرف الرواتب الحكومية أتاح الفرصة للتحكم بسعر صرف العملات من قبل مالكي محلات الصرافة.

يشار إلى أن سعر الصرف العملات الأجنبية ارتفع خلال النصف الأخير من يناير/كانون ثاني الجاري، حيث تجاوز سعر الدولار الامريكي 1600 ريالًا يمنيًا، فيما بلغ سعر صرف الريال السعودي 425 ريالًا يمنيًا في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

حملات مراقبة الأسواق وضبط الأسعار
مقالات مشابهة