المشاهد نت

موقف سياسي متباين في اليمن من الصراع في البحر الأحمر

منظمة حقوقية: جماعة الحوثي فجرت 703 منزلا خلال 2015-2023

عدن – فخر العزب

ألقت الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين بالبحر الأحمر وخليج عدن على السفن بظلالها على الأزمة اليمنية، خاصة بعد تشكيل الإدارة الأميركية لتحالف دولي لحماية الملاحة الدولية، وتنفيذ ضربات جوية تستهدف مواقع في مناطق سيطرة جماعة الحوثي من الأراضي اليمنية.

تقول جماعة الحوثي أن هجماتها تستهدف فقط السفن الإسرائيلية أو التي متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مطالبة بوقف الحرب والحصار على غزة. لكن قيادات سياسية يمنية ترى أن تصعيد الجماعة ليس له علاقة بفلسطين وأنها فقط تنفذ مخطط خارجي بالتفاهم مع طهران وواشنطن.

هذه التطورات زادت من تعقيدات الملف اليمني في ظل بعض المواقف المعلنة للأحزاب السياسية من هذه الأحداث والتي اعتبرتها انتهاكا للسيادة اليمنية.

ويلاحظ أن بعض الأحزاب اليمنية التزمت الصمت ولم تحدد موقفا رسميا مما يحدث، فيما ذهبت أحزاب أخرى إلى تسجيل موقف فردي خارج إطار الحكومة.

النائب البرلماني عن التنظيم الناصري، عبدالله المقطري، قال لـ”المشاهد” إن موقف التنظيم الناصري ينطلق من رؤيته الاستراتيجية لأمن البحر الأحمر وسلامة الملاحة فيه منذ عهد الرئيس ابراهيم الحمدي، والمؤتمر الخاص بذلك المنعقد في تعز عام 1977 للدول المشاطئة للبحر الأحمر، وكان ذلك من الأسباب التي أدت لاغتيال الحمدي”.

وأضاف المقطري أن التنظيم الناصري أصدر بيانا حول ما يجري في البحر الأحمر، وأدان فيه العدوان الأميركي البريطاني على الأراضي اليمنية باعتبار أن السيادة اليمنية كل لا يتجزأ، ويدعو بنفس الوقت إلى سلامة الملاحة في البحر الأحمر بالرغم أنه يدرك أن ما حدث هو نتيجة للعدوان على غزة وحصارها”.

يقول المقطري أن الهدف من التحالف الأميركي البريطاني هو حماية ودعم الكيان الصهيوني، ودعم استمرار العدوان على الشعب العربي الفلسطيني وإبادة غزة، وبنفس الوقت يستهدف مصر وشعب مصر بتحويل جهة السفن عن قناة السويس عبر الرجاء الصالح، بهدف الضغط عليها بقبول التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة إلى سيناء، وبما يحقق الأهداف الصهيونية والأميركية”.

مسئولية الدول المطلة على البحر الأحمر

وأشار المقطري إلى أن عسكرة البحر الأحمر والسيطرة عليه إنما جاء في ظل الصراع التنافسي بين أميركا وحلفائها من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، ولم يكن موجها ضد الحوثيين من حيث المبدأ إلا حينما استهدفوا السفينة الإسرائيلية، لأنه سبق لهم تنفيذ العديد من العمليات في البحر وضرب مصادر الطاقة العالمية في السعودية والإمارات، وضرب مصادر الطاقة في اليمن وتعطيل تصديرها، والإدارة الأميركية لم تتخذ أي إجراءات، بل إن إدارة بايدن رفعت اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب كما هو معروف”.

وشدد المقطري على أنه يتحتم على الدول المشاطئة للبحر الأحمر مسؤولية أمنه وحماية الملاحة فيه، واستغلال ثرواته بصورة مشتركة، وتفعيل ما سبق تأسيسه من تكتل للدول المشاطئة للبحر الأحمر، والمكون من ثمان دول”.

عيبان السامعي، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني قال لـ”المشاهد أن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية” تأتي في سياق دعم الكيان الصهيوني وتوسيع دائرة النار والدمار في المنطقة العربية، وهذه الضربات وإن كان الإعلام يصفها بأنها ضربات تستهدف مواقع للحوثيين، في إطار إضعاف قدراتهم العسكرية؛ إلا أنها على النقيض من ذلك، تعزز موقف الحوثيين داخلياً وخارجياً، وتقدمهم في صورة أبطال في المخيال الشعبي اليمني والعربي بصفة عامة”.

إقرأ أيضاً  المخا وجهة سياحية مهملة

وأكد السامعي رفض الاشتراكي للضربات التي تقوم بها أميركا وحلفائها في اليمن، ونعتبرها عدوان غاشم على البلاد، وستؤدي إلى تأثيرات كارثية، وستفاقم من سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية في اليمن،  وستعمل على تأزيم الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، لاسيما إذا دخل فاعلون جدد على خط المواجهة مثل إيران أو غيرها”. 

وأشار السامعي إلى أن هذه الأعمال العسكرية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، أدت إلى ارتفاع تكلفة الشحن، وتزايد أسعار المواد الغذائية والسلع المستوردة، وزادت من فاتورة التدهور التي يتجرعها الشعب اليمني منذ قرابة 10 أعوام من الحرب والدمار”.

ولفت السامعي إلى أن هذه الضربات ستؤدي إلى زيادة حدة الاستقطاب والانقسام السياسي في اليمن؛ وقد بدأت مؤشراته في الظهور عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي؛ حيث ذهب فريق إلى تأييد هذه الضربات بمبرر أنها تهدف لضرب الحوثيين وإضعاف قدراتهم العسكرية، وما سيؤدي ذلك إلى إضعافهم سياسياً، وفريق آخر ذهب إلى الضد من ذلك، وأعتبر أن تلك الضربات تمثل امتدادا لعدوان خارجي يتعرض له البلد منذ سنوات، وفريق ثالث يرى أن الضربات لا تمثل استهدافا لفريق سياسي أو جماعة بعينها بقدر ما تمثل استهدافا للبلد ولمقدراته وتمثل جزء من خارطة الصراع في العالم العربي وجزء من الدعم الغربي للكيان الصهيوني”.

ويقول السامعي أن الضربات ستؤدي إلى تراجع مسار السلام في اليمن، لصالح تعزيز خيارات الحرب، حيث كان اليمن قاب قوسين أو أدنى من إنجاز اتفاق سلام ينهي الحرب الدامية منذ 9 سنوات، ولكن الضربات العسكرية الأخيرة أطاحت بهذا المسار، ووسعت دائرة النار والحرب، وهي ما ستلقي بظلالها القاتمة على الوضع المعيشي والاقتصادي والإنساني للشعب اليمني، وسترفع التكلفة البشرية والمادية فوق التكلفة الباهضة التي دفعتها البلاد خلال سنوات الحرب المريرة”.

إخراج  الشعوب من معادلة الصراع 

عضو البرلمان اليمني عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، الدكتور نجيب غانم قال في حوار لبرنامج بلا قيود على الـ BBC ، الأحد 18 فبراير 2024، ” اعتبر ما يجري في البحر الأحمر امتدادا لخطة إيران في المنطقة بالإتفاق مع أمريكا وإسرائيل لصناعة قواعد اشتباك جديدة تحدد سلفا وتساوم بها طهران لتحقيق مصالحها.

وقال غانم “اليوم تم إخراج الشعوب العربية في هذه البلدان من معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني، وحل محلها ممثلو إيران في المنطقة من خلال معادلة لقواعد الاشتباك محددة سلفا من إيران وفق أجندتها ومصالحها في المنطقة وبين الكيان الصهيوني ووراءه الدول الأوروبية وأميركا.”

ويقول “أنّ الحوثيين لا يخدمون اليمن ولا السلام فيه بل يخدمون الأجندة الإيرانية ..، شأنهم في ذلك شأن بقية وكلاء إيران في المنطقة.”

ويرى غانم أن ما يقوم به الحوثيون في اليمن يتطابق مع ما تقوم به إسرائيل في فلسطين من تدمير واعتقال الآلاف حسب تعبيره.

ويضيف غانم  أنّ الإعلام الغربي ضخّم العمليات التي يقوم بها الحوثيون في البحر الأحمر ويرى في ذلك خدمة لما وصفه بالمشروع الحوثي الانقلابي في اليمن مما يساعد في تحسين صورتهم حسب رأيه.

مقالات مشابهة