المشاهد نت

حماية الشباب من التطرف في المهرة

تعليم القرآن للجنسين من الشباب-المهرة-تصوير: الجمعية الخيرية لتعليم القران الكريم

المهرة – علي ناصر 

حرص أهالي المهرة خلال الثلاثة العقود الماضية على تنظيم مسابقات  القرآن الكريم خلال أيام شهر رمضان، وتشجيع الشباب على التنافس في هذا المجال، وتخريج المئات من حفظة القرآن في العديد من المراكز والجمعيات. 

وتضم معظم الجمعيات والمراكز الخاصة بتعليم القرآن في المهرة العديد من  حلقات التحفيظ التي وصل عددها في وقتنا الراهن إلى مائة وعشرين حلقة، بحسب محمد الشاوش، نائب مدير مكتب الأوقاف والإرشاد في المهرة.

تقول السلطات الحكومية هناك أن الإشراف الحكومي على هذه المدارس يضمن حماية الشباب من التطرف والتعصب لأي فكر.

تخرج في تلك الحلقات والمراكز خلال العام الماضي ما يقارب من ثمانين حافظاً غالبيتهم اليوم  أئمة في مختلف مساجد المهرة، وقد تأهل بعض حافظو القرآن إلى تمثيل اليمن في عدد من المسابقات العربية والدولية. 

ويرى مسئولون في مراكز تعليم القرآن في المهرة أن بقاء تلك المراكز في منأى عن الاستقطاب السياسي والمناطقي أوجد بيئة مناسبة لازدهارها وتنامي أعدادها، وأعداد الشباب المقبلين للتعلم فيها.

تُنظم في محافظة  المهرة مسابقات خاصة بالقراءات العشر للقرآن الكريم  للشباب، وأخرى خاصة  بالتلاوة، وحفظ القرآن كاملاً لصغار الحافظين ذكورا وإناث، وحفظ القرآن كاملاً للذكور والإناث. 

وتُنظم أيضا  مسابقات مجتمعية أخرى برعاية بعض الجهات والشخصيات المجتمعية كـ”مسابقة المهرة للقران” التي يشرف عليها ويرعاها مكتب الأوقاف بالمحافظة سنويا خلال شهر رمضان،  ومسابقات شهرية وسنوية يُنظمها ويرعاها بعض رجال الأعمال وشيوخ القبائل على مستوى المديريات والأحياء.

يرى  ناصرالجدحي، أحد القيادات المجتمعية في مديرية قشن بالمهرة، أن التنافس على تنظيم مسابقات القرآن الكريم في المهرة وخاصة خلال شهر رمضان ظاهرة إيجابية، مشيراً إلى أن المسابقات الدينية تزايدت بعد قيام الوحدة اليمنية سنة 1990، فقد كانت مثل هكذا مظاهر غير موجودة بسبب منع الأنظمة الحاكمة في الجنوب تنظيم أي أنشطة دينية.

يسعى اليوم عدد من القائمين على إدارة الجمعيات الخيرية لتعليم القرآن الكريم في محافظة المهرة إلى  استكمال مشروع المجمع القرآني الخيري الذي يهدف إلى الاهتمام والاعتناء بحفاظ القرآن خلال فترة ما بعد الحفظ، و يهدفون أيضاً من خلال المشروع  إلى تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة الهدامة التي تتبناها الجماعات الإرهابية والتي لا تمت للدين الإسلامي بأي صلة، بحسب صالح السعيدي، رئيس الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم  في المهرة.

إقرأ أيضاً  التحذير من تقلبات الطقس باليمن

يضيف السعيدي: “نسعى بكل ما أوتينا من جهد وإمكانات لإيجاد المعلم الحافظ والمهندس الحافظ والطبيب الحافظ والمسؤول الحافظ والقائد الحافظ، حتى تكون قيادة المحافظة والدولة والمجتمع ممن يحفظون القرآن، ويعظمونه ويسعون في تعليمه ونشره، والوقوف عند حدود أمره ونهيه”.

جيل يحب القرآن 

حماية الشباب من التطرف في المهرة
تنظيم مسابقات حفظ القرآن يشجع الشباب على تعلم القران- تصوير: الجمعية الخيرية لتعليم القران الكريم 

يُعد “محمد رعيان ، عبد الرحمن خير، محمد جوبان،صابر جلال ، عبد العزيز شايع” من أبرز حافظي وقارئي القرآن الكريم في المهرة، ومعظمهم من مخرجات مسابقات تلاوة وحفظ القرآن الكريم التي أقيمت خلال السنوات الخمس الماضية خلال شهر رمضان في محافظة المهرة.

يقول صابر جلال، أحد خريجي تلك المسابقات،  لـ”المشاهد” ، إنه حظي بتقدير حكومي ومجتمعي، عقب تخرجه بامتياز في إحدى المسابقات، وقد أثمر هذا التقدير بحصوله على وظيفة بمرتب شهري. 

في حديثه لـ”المشاهد”، يشير الدكتور صالح السعيدي، رئيس الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم في محافظة المهرة، إلى أن  الجمعية سعت ضمن أهدافها الرئيسية  تخريج جيل يحب القرآن وتعلمه ويسهر على حفظه وإتقانه، ويبحر في كنوزه وأخباره. 

يضيف: “المسابقات تعتبر الوسيلة الأمثل لما فيها من التحفيز والتشجيع، وقد بدأت المسابقات من عام تأسيس الجمعية في المهرة  من خلال المسابقة السنوية الرمضانية، والتي تنظمها الجمعية كتتويج ختامي لسلسلة من المسابقات بين المراكز طوال السنة”.

يأمل السعيدي أن تستمر مراكز تعليم القرآن في المهرة باستقلالية وحيادية، وأن ينأى القائمون على إدارتها عن الانخراط في المشكلات المذهبية، والصراعات الحزبية والسياسية التي أفرزتها الحرب. 

مقالات مشابهة