المشاهد نت

غضب شعبي على ماحدث لـ” الأغبري” في صنعاء

عبدالله الاغبري

صنعاء – مازن فارس :

أثارت جريمة تعذيب وقتل الشاب اليمني عبدالله الأغبري (19 عاماً)، موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط تنديد شعبي واسع ومطالبات حقوقية بمحاسبة الجناة.

وخلال الساعات الماضية، تداول ناشطون يمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو رصدته كاميرا مراقبة، يوثق تفاصيل تعذيب “الأغبري” لساعات حتى الموت، وسط العاصمة صنعاء.

مقاطع الفيديو التي انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الشاب الأغبري، وهو يجلس في غرفة مُغلقة، ويدخل عليه 3 أشخاص يبدؤون بضربه بأيديهم بوحشية، ثم يضربونه بالحبال والعصي وأسلاك الكهرباء، إلى أن فقد وعيه.

وينحدر الشاب “الأغبري” من قرية “الغويضة” في مديرية حيفان بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، وكانت أول زيارة له في حياته إلى العاصمة صنعاء، نهاية أغسطس الماضي، للبحث عن عمل.

وتشير التقارير الطبية إلى أن الشاب عبد الله الأغبري تعرض لنزيف داخلي أدى إلى وفاته نتيجة تعرضه للتعذيب.

وقالت إدارة مستشفى “يوني ماكس”، في بيان متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، إن “الأغبري” وصل إلى قسم طوارئ المستشفى، في 27 اغسطس الماضي، وعندما باشر الأطباء بعمل الإنعاش السريع للحالة، فوجئوا بآثار تعذيب على جميع أنحاء جسده.

وأشار البيان إلى أن “القتيل الأغبري حين وصوله كان في شبه غيبوبة، ويعاني من نزيف يملأ تجويف البطن بالكامل، وقطع في أوردة يده اليسرى، ولم تفلح جميع محاولات الكادر الطبي للمستشفى في إنعاشه، ليفارق الحياة”.

وتشير رواية أمنية نشرها موقع “الإعلام الأمني” التابع لوزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى أن الأغبري يعمل لدى الأشخاص (الذين قاموا بتعذيبه) في متجر لبيع الهواتف الخلوية، وسط العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال الموقع إن المُتهمين الـ5 قاموا بالاعتداء على الشاب ضرباً وتعذيباً باستخدام أسلاك الكهرباء حتى فارق الحياة. مشيراً إلى أنه تم القبض على الجناة، وتمت إحالتهم للقضاء.

والمتهمون، حسب الإعلام الأمني، هم: المدعو عبدالله حسين ناصر السباعي (25 عاماً)، من محافظة عمران، المدعو محمد عبدالواحد محمد مقبل الحميدي (24 عاماً)، من محافظة إب، المدعو دليل شوعي محمد الجربة (21 عاماً)، من محافظة عمران، المدعو وليد سعيد الصغير العامري (40 عاماً)، من محافظة تعز، والمدعو منيف قايد عبدالله علي المغلس (25 عاماً)، من محافظة تعز.

وحاول الجناة استخراج تقرير طبي من أحد المستشفيات، بحالة انتحار، قبل أن يتم إحباط مخططهم من قبل ضابط يعمل مندوباً لشعبة البحث الجنائي، بحسب مصادر مقربة من أسرة الشاب.

إقرأ أيضاً  «عنس».. الأولى يمنيًا في مرض السرطان

وقالت المصادر لـ”المشاهد” إن هناك مساعي وتحركات قبلية  للضغط على أسرة الشاب عبدالله الأغبري، بالتنازل عن القضية.

تنديد شعبي وحقوقي

وتحوّلت الجريمة إلى قضية رأي عام، وأثارت تنديداً حقوقياً وشعبياً، ومطالبات بإنزال أقسى العقوبات على الجناة.

وشهدت العاصمة صنعاء، صباح أمس الخميس، تظاهرة شعبية منددة بـ”الجريمة البشعة”، ومطالبة بسرعة تنفيذ القصاص.

ودعا السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، إلى تقديم مرتكبي هذه الجريمة المروعة إلى العدالة بأسرع وقتٍ ممكن.

وقال آرون، في تغريدة على موقع التدوين المصغر “تويتر”: صُدمت بفيديو قتل الشاب عبدالله الأغبري في صنعاء، لا يمكن أن تمر هذه القضية بصمت.

من جهتها، طالبت رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، المحامية اليمنية هدى الصراري،  بأن تكون قضية الشاب الأغبري قضية رأي عام للقصاص من المنتهكين.

وشددت الصراري، في تغريدة على “تويتر”، رصدها “المشاهد”، على ضرورة إدانة الجريمة المركبة مجتمعياً، تجنباً لتزايد مؤشر الجريمة بين أوساط المجتمع، وتطبيق العقوبة في نص قانون الجرائم والعقوبات اليمني وصولاً للعدالة.

بدوره، حذّر المحامي توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، من التلاعب بمسار التحقيقات، لافتاً إلى أن القضية تمس الأمن العام، وذات خطر جسيم.

وقال الحميدي، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إن تحقيق العدالة السريعة بحق قتلة عبدالله الأغبري، مطلوب، بشرط ألا تخفي سراً يهدد المجتمع، أو تدفن جبل الجليد.

وأضاف أنه يجب أن يشمل التحقيق كل طرف، بما فيه المستشفى الذي يقال إنه أصدر تقريراً بوفاة الأغبري منتحراً.

واستبعدت الناشطة ثريا دماج، أن تكون جريمة قتل عبدالله الأغبري هي الأولى في رصيد من سمتهم  “الوحوش منسلخي الآدمية”.

وقالت دماج إن “مظهرهم في الاستقواء والتمادي في العنف ضد شاب أعزل ضعيف لمدة 6 ساعات، يفصح أن هناك خبرة واعتياداً على ممارسة مثل هكذا تصرف”.

وأضافت أن “الموضوع أكبر من سرقة هاتف، على ثقة أن خلفهم الكثير، يجب أن يتجرعوا الرعب الذي سقوه لعبدالله قبل إعدامهم”.

ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، خريف 2014، تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، انفلاتاً أمنياً، وتكرار حوادث القتل والسلب.

مقالات مشابهة