المشاهد نت

ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

سجلت الشرطة بساحل حضرموت 46 حالة ابتزاز ضد الفتيات في 2023

عدن- عبدالله المخلافي

وقعت بالفخ وكانت تعتقد أنها تراسل صديقتها، وبين عشية وضحاها اتضح لها بأن الرقم تابع لزوج صديقتها، جارهم في الحي .

 وبعد إرسالها لصورها تبين الأمر بأنها ليست صديقتها، وفجأة هددها بنشر صورها إذا لم تستمر معه بالتواصل، ولن يكون أمامها أي حل إلا أنها تستمر معه بالتواصل حفاظا على سمعتها وكرامتها أمام أهلها والمجتمع، وقد أصبح هذ الأسلوب أقرب طريقة للابتزاز والتهديد للنساء بنشر صورهن مالم يقمن بتحقيق رغبات المبتزين.

هي ذي ثريا (27عاما) تعرضت للابتزاز من قبل زوج صديقتها بعد أن استغل رقم زوجته ليقوم بمراسلتها كونها صديقتها، وبعد ذلك بدأ بالابتزاز إذا لم تحقق رغباته، وسيعمل على نشر صورها في مواقع التواصل الاجتماعي .

تقول ثريا (اسم مستعار): لقد افتعل رقم الواتس برقم زوجته ودخل يراسلني، وكنت أعتقد بأنها صديقتي، ونتبادل الحديث، ويطلب مني إرسال صوري وقد استغل ذلك لأكن أمام الأمر الواقع، وتبين لي بأنني لم أقوم بمراسلة صديقتي بل زوجها وقد طلب أن نستمر بالتواصل، إلا أني رفضت وطلبت منه بأن يتركني في حالي، فهددني بنشر صوري وإعطائها إلى زوجي ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تتابع ثريا: تعرضت لصدمة نفسية وانهيار شديد حتى أصبحت في حالة خوف واكتئاب ولا أعرف ماذا أفعل بسبب خوفي من علم أهلي، ونظرة المجتمع إذا تم نشر الصور.”

تقول : يتوجب على المجتمع ألا يعطي الفرص للمبتزين لاستغلال المرأة بحجة العادات والتقاليد التي تحرم المرأة مهما كانت العواقب التي تعرض لها.”

جريمة

الدكتور محمود البكاري أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة تعز يقول بأن جرائم الابتزاز الالكتروني التي تتعرض لها النساء تعد من الجرائم الحديثة المرتبطة بتطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا حيث يلجأ الكثير من ضعاف النفوس إلى استخدام هذه الطريقة بصورة غير قانونية من خلال الحصول على أي خصوصيات للنساء ومن ثم التهديد بالتشهير بهن.

ويتابع البكاري: نحن مجتمع محافظ مؤكد أن عواقب هذا التشهير تلحق ضررا كبيرا بسمعة ومكانة الفرد والأسرة ولذلك يسهل على هؤلاء أن يبتزوا ضحاياهم بكل يسر وسهولة لتحقيق مكاسب مادية على حساب القيم والأخلاق والإنسانية وكل هذا يتطلب وجود تشريعات حديثة لردع كل من تسول له نفسه أن يمارس على الناس مثل هذه الوسائل الاكثر من بشعة. 

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

ويضيف: ضحايا هذه الجرائم وخاصة النساء يعانون من أزمات نفسية قد تدمر حياتهم ومستقبلهم ما لم يتم التدخل لإجراء الدعم النفسي لهؤلاء النساء ومعالجة ما يصيبهم من قلق واكتئاب وخوف أمراض نفسية متعددة .

وبحسب دراسة صادرة عن مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في يوليو من العام 2023 بأنه تم رصد أكثر 86 جريمة ابتزاز إلكتروني خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة، نشرت  في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية  تعرضت لها نساء يمنيات، ما يعني أن هناك حالات تم التحفظ عليها وأن الرقم قد يكون أكبر.

 ونقلت الدراسة عن إحصائية أمنية صادرة عن محافظة حضرموت الساحل،  أن عدد حالات الابتزاز الإلكتروني الموجهة ضد الفتيات خلال 2023، بلغت 46 حالة. وليس واضحا في الدراسة أن عدد الحالات في ساحل حضرموت هي ضمن 86 الحالة التي تم رصدها في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية أم لا.

 اضطرابات 

ويتسبب الابتزاز باضطرابات نفسية شديدة للفتاة بسبب خوفها من المجتمع والأهل والبكاء المتواصل مما قد ينتج انهيار عصبي يصل إلى الانعزال والابتعاد عن الأخرين، بحسب الأخصائية النفسية عزية الحاشدي. 

وتقول الحاشدي بأن الأثار النفسية للابتزاز الإلكتروني تسبب للإناث صدمة كبيرة، وجروح عميقة، وتدخل الفتاة في مرحلة مرهقة من الخوف والألم والكوابيس الليلة، وآثارها مدمرة بحيث إنها تدخل في عدة اضطرابات نفسية، وقد تسبب القلق والتوتر والاكتئاب الشديد والعميق، والوسواس وهو الخوف من المجتمع والأهل، وكل من حولها.

وتضيف الحاشدي بأن المتعرضات للابتزاز مظلومات وهن عبارة عن ضحايا نتيجة الهجوم عليهن وتهديدهن بنشر صورهن، وللأسف الأسرة تصبح مساعدة لهذا الجانب، وتكون الفتاة ليس لها ذنب بما حصل لها من اختراق خصوصياتها.

نصائح

وتقدم الأخصائية الحاشدي نصائح وإرشادات للفتاة عند التعرض للابتزاز، منها  أنه يتعين عليها الامتناع عن التواصل مع المبتز قطعيا على الفور ومحاولة التغلب على الضعف واخفاء مخاوفها على المبتز، والظهور أمامه بشكل متماسك والحرص على التعامل بحكمة وهدوء وتأني، والتوجه إلى شخص موثوق والتأكد من معاونته لها وتقديمه الدعم في ذلك.

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

مقالات مشابهة