المشاهد نت

دور النساء في تحسين جودة الدراما اليمنية

دور المرأة اليمنية في تطوير أداء الدراما اليمنية لهذا الموسم

صنعاء- فاطمة العنسي

بثت القنوات التلفزيونية اليمنية تسعة مسلسلات خلال شهر رمضان الفائت، وتنوعت القضايا والأفكار التي ركزت عليها تلك الأعمال الفنية. كان للمرأة اليمنية حضور لافت، ودورا مهما في بعض المسلسلات، لكن حضورها كان ضئيلا أو غائبا في البعض الآخر.

في موسم هذا العام وصل عدد مشاهدات للمسلسلات أكثر من 132 مليون مشاهدة، مما يوحي باهتمام كبير من الجمهور بالأعمال الدرامية.

تباينت آراء الجمهور اليمني بشأن جودة الأعمال الدرامية اليمنية هذا العام، لكن الكثير من المتابعين يرون أن الدراما اليمنية حققت إنجازا نوعيا، وكان للنساء دور إيجابي في خلق تلك الأعمال الإبداعية، ذات المحتوى الجذاب، والمختلفة عن الأعمال الفنية التي تم إنتاجها في السنوات الماضية.

الناقد الأدبي الدكتور قائد غيلان يرى أن بعض المسلسلات اليمنية تعمق دونية المرأة والحط من شأنها وإن حاولت التظاهر بعكس ذلك، ولم يكن هناك دور للمرأة في بعض المسلسلات، مثل مسلسل العاقبة الذي بثته قناة “المسيرة”.

يقول غيلان : “مسلسل” العاقبة “… مسلسل ذكوري 100 %، كل طاقمه ذكور. بحثت عن أسماء طاقم العمل على أحصل على اسم امرأة واحدة فلم أجد…”.

يضيف: “من يعتبر المرأة مصدرا لكل الشرور والآثام ويحملها وزر كل ما يحدث من ويلات منذ بدء الخليقة إلى الآن، لا يمكنه أن يخفي ذلك الوعي، إذ لا بد من أن يظهر من خلال تصرفاته وأفعاله، وهذا ما حدث هذا العام في مسلسل العاقبة”.

بالنسبة لمسلسل دروب المرجلة ، كان للمرأة دور محوري في نجاح العمل الدرامي، لكنه لم يخل من الكلمات التي تظهر المرأة وكأنها أقل شأنا من الرجل. يقول غيلانا: “كل تلفظات شاهين (الممثل صلاح الوافي) تكرس هذه المسألة في مسلسل دروب المرجلة ، كل خطابه مع رشة (الممثلة أشواق علي) خطاب ذكوري ينتقص من المرأة ويحط من شأنها، وذلك ليس من خفة الدم في شيء، بل هو خطاب ملغم يسخر من شجاعة المرأة وقوتها، مؤكدا دونيتها وعدم أحقيتها في المشاركة في الحياة العامة”.

حضور نسائي قوي

كان حضور المرأة في مسلسل ماء الذهب قويا، حيث شاركت في المسلسل ثماني نساء، وكان لهن أدورا مختلفة، مثل كاتبة سيناريو، مصممة ديكور وإكسسوار، فني مكياج، مساعد مخرج، مصممة أزياء، خدع سينمائية، فني إنتاج، بالإضافة إلى وجود ثلاث شخصيات أساسية نسائية ضمن البطولة، بحكم أن البطولة جماعية، بحسب  يسرى عباس، كاتبة سيناريو.

إقرأ أيضاً  أسعار الذهب والصرف

وتضيف عباس في حديثها ل “المشاهد”: “أعتقد أن حضور العنصر النسائي القوي في العمل كان له الفضل في نجاح المسلسل، والسبب الآخر الشركة المنتجة للعمل، دوت نوشن ، التي راهنت على النساء وقدرتهن الإبداعية. كان للمرأة حضور في الإخراج، المونتاج، الديكور والأزياء، وتلك اللمسات الجذابة أعطت للمسلسل طابعا فريدا، واستطاع العمل منافسة الدراما الخارجية، وفقا لردود أفعال الجمهور”.

تؤكد عباس أن وجود المرأة في أي عمل درامي له الأثر في تحسين جودة العمل، لأن النساء يبدين اهتماما بأدق التفاصيل أثناء إنتاج العمل الدرامي.

تتابع عباس: “أشعر بالارتياح لتواجد النساء في الأعمال الدرامية، وأنا فخورة بما وصلت إليه المرأة اليمنية في مجال الدراما. هذا العام، 2024، هو عام إثبات وجود النساء وبجدارة، والتأكيد على أن المجال الفني والإعلامي ليس محصورا على الرجل فقط”.

تنصح عباس الفتيات بالعمل على تطوير مهاراتهن في أي مجال فني، وتدعوهن إلى الانضمام إلى الأعمال الفنية، وإثبات وجودهن وقدراتهن للجمهور، كممثلات وصانعات محتوى أو العمل من خلف الكواليس.

أدوار متعددة

منذ بدء العمل الدرامي في اليمن، كان للمرأة حضور، لكنها مع مرور الوقت أصبحت أكثر تأثيرا في إنتاج الأعمال الدرامية، ولم يعد دورها مقتصرا على التمثيل، بل تعدى ذلك إلى الكتابة والإخراج والإنتاج، بحسب فريال مجدي، صانعة محتوى يمنية.

تقول مجدي ل “المشاهد”: “المرأة اليمنية قادرة على الإبداع في العمل الدرامي. وتواجد النساء في صناعة الإعلام يؤدي إلى تحسين المحتوى من خلال تقديم منظورات جديدة ورؤى متنوعة، وقصص ملهمة تعكس تجارب النساء وتحقق توازن أفضل في التمثيل والتصوير”.

تضيف: “لن تكون هناك دراما تعكس الواقع ما لم يتواجد فيها الرجال والنساء، والنساء أكثر إدراكا لقضاياهن وقضايا المجتمع. وبالتالي، يجب على صناع القرار في المؤسسات الإعلامية والشركات الفنية أن يعترفوا بالقيمة المضافة التي يمكن أن تجلبها النساء إلى العمل الفني”.

لا زالت التحديات الاجتماعية والسياسية تعيق النساء من المشاركة الواسعة في صناعة الدراما اليمنية، إلا أن العديد منهن استطعن تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال، وأثبتن قدرتهن على المساهمة في تطوير العمل الدرامي اليمني.

مقالات مشابهة