المشاهد نت

تأثير الحرب على دور العبادة في صنعاء

غيرت جماعة الحوثي اسم جامع الصالح إلى "جامع الشعب" وصادرت منه كتب ومخطوطات نادرة-صورة متداولة للجامع

صنعاء – نبيل شايع:

أبدع اليمنيون منذ القدم في بناء المساجد وزخرفتها بطريقة تتماشى مع الهوية الخاصة بالفن المعماري للإنسان اليمني منذ القدم. كان للمساجد في مدينة سام سمات تميزها عن باقي مساجد في الدول العربية والإسلامية، كما أن تلك المساجد لم تكن فقط دور للعبادة فقط، بل كانت منارات للعلم الشرعي ولتعليم وحفظ القرآن، إضافة إلى أنها كانت مجالسا للصلح بين الناس. لكن حال دور العبادة في صنعاء تغير منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2015، حيث عملت سلطات أنصار الله (الحوثيين) على فرض برامج وممارسات جديدة في العديد من الجوامع في صنعاء.

الجامع الكبير

الجامع الكبير هو أحد المساجد التي يشعر زائرها بروحانية متفردة، ويقع المسجد في صنعاء القديمة، وكان أول مسجد تم بناؤه في اليمن في السنة السادسة من الهجرة بأمر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بحسب كتاب “مساجد صنعاء” للقاضي محمد بن أحمد الحجري.

يضم الجامع مكتبة ضخمة تحوي أكثر من 5000 كتاب في الفقه، ومخطوطات قديمة أشهرها مخطوطة القرآن الكريم، التي تعود إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان، وتظهر على على الجامع نقوش وتصاميم معمارية تشير إلى الدول التي تعاقبت على حكم صنعاء. وكانت تدرس في الجامع الكبير مختلف العلوم الدينية، ويتعلم الطلاب القراءة والكتابة دون مقابل مادي.

في الوقت الراهن، منعت جماعة الحوثي تدريس العلوم الشرعية التي كانت تقام قبل سيطرتها على صنعاء، وتم إقصاء معلمي الجامع الكبير للعلوم الشرعية، واستبدالهم بمعلمين آخرين يعملون على تدريس مقررات دينية مختلفة، بحسب معلم سابق في الجامع الكبير.

جامع النهرين

جامع النهرين قيد الصيانة-صنعاء-صورة متداولة

تم بناء مسجد النهرين في النصف الأول من القرن الأول للهجرة، وفقا لكتاب “حوليات إيمانية ” للمؤرخ عبد الله محمد الحبشي. كان المسجد مقصدا للكثير من طلاب العلم الشرعي، وعرف خلال الفترات الماضية بأنه مقصد لعشرات الطلاب الذين كانوا يحضرون الدروس العلمية للشيخ الراحل حمود عباس المؤيد، وحلقات تحفيظ القرآن للشيخ القارئ الراحل محمد حسين عامر، وبعده الشيخ يحيى الحليلي. في 18 يناير/ كانون الثاني 2021، قامت جماعة الحوثي بهدم الجامع لإعادة ترميمه.

إقرأ أيضاً  ملخص ميداني للعمل في صيانة طريق "هيجة العبد"

جامع البكيرية

جامع البكيرية-صنعاء-تصوير فؤاد الحرازي

يقع مسجد البكيرية في ميدان قصر صنعاء الكائن في حي شعوب، وقد بني خلال الوجود العثماني في اليمن سنة 1596 ميلادية، بحسب مصادر تاريخية. يوجد في المسجد منبر مصنوع من الرخام، وتمت زخرفته بالرسوم المعمارية والزخارف النباتية والهندسية والكتابية. في الوقت الراهن، يقع مبنى تابع للأمن والمخابرات بالقرب من الجامع، ويفرض على الشارع المؤدي للجامع قيودا أمنية تمنع بعض المارة من دخوله، بحسب مواطنين تحدثوا ل “المشاهد”.

جامع فروة

جامع فروة-صنعاء-تصوير محمد العرشي

يقع جامع فروة في حي مسيك، في الجهة الشمالية لصنعاء القديمة، وقد بني في بداية القرن الهجري الأول على يد الصحابي فروة بن مسيك المرادي، وفقا لكتاب “مساجد اليمن نشأتها، تطورها” للمؤلف محمد زكريا. وكانت آخر توسعة له سنة 1999، حيث أضيفت له مدرسة في الطابق العلوي، حيث تستخدمها اليوم جماعة الحوثي كمقر لها.

جامع الشهداء

يقع مسجد الشهداء بالقرب من باب اليمن، ويتوسط مقبرة شهداء القوات المسلحة ومقرات تابعة لوزارة الدفاع اليمنية، ويتسع ل 2500 مصل، أما السعة الكلية شاملة المنطقة المكشوفة المحيطة بالمبنى فتصل إلى 5000 مصل، بحسب المهندس جاد الله فرحات. في الآونة الأخيرة، استخدمت جماعة الحوثي الجامع كمقر تقام فيه دورات للأفارقة اللاجئين في صنعاء.

جامع الصالح

يقع جامع الصالح في ميدان السبعين، واستمر بناؤه لمدة ثماني سنين في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ويعد أكبر جامع في اليمن، حيث تبلغ مساحته 224 ألفا و831 مترا مربعا، ويتسع لأكثر من خمسة وأربعين ألف مصل، بالإضافة إلى مصلى خاص بالنساء يتسع ل 4000 امرأة.

في نوفمبر 2017، سيطرت جماعة الحوثي على جامع الصالح بعد مواجهات مسلحة مع أتباع الرئيس صالح. بعد سيطرة الجماعة على الجامع غيرت اسمه إلى جامع الشعب، صادرت مقتنيات خاصة بالرئيس صالح كانت بداخل المتحف الموجود في الجامع، وأخفت كتبا ومؤلفات ومخطوطات نادرة، بحسب موظف سابق في جامع الصالح.

اليوم، يستخدم الحوثيون الجامع كمقر لاجتماعات في مناسبات خاصة بهم، كما يستخدمون كلية الصالح للعلوم الإسلامية كمقر لتدريس المناهج التي وضعتها الجماعة.

مقالات مشابهة