المشاهد نت

عودة رئيس الحكومة.. الأسباب ودلالة التوقيت

تعز -مكين العوجري – محمد عبدالله:

وصل رئيس الحكومة معين عبدالملك، الثلاثاء، إلى العاصمة المؤقتة عدن، لأول مرة منذ نحو ستة أشهر.

وقال مصدر في رئاسة الوزراء لـ”المشاهد” إن عبدالملك وصل عدن برفقة عدد من أعضاء الحكومة، قادما من محافظة حضرموت، دون مزيد من التفاصيل.

وكان عبدالملك وصل أمس الاثنين إلى محافظة شبوة قادما من الرياض وسط احتجاجات شعبية شملت عدة محافظات تنديدًا بتدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار.

واجتمع عبدالملك مساء الإثنين، بقيادة السلطة المحلية في شبوة وعدد من القيادات العسكرية والأمنية قبل أن يغادر المحافظة نحو مدينة المكلا عاصمة حضرموت.

والتقى رئيس الحكومة بمحافظ حضرموت  فرج البحسني وناقش الأوضاع الأمنية والخدمية فيها، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”.

في السياق؛ رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بعودة رئيس الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وقال المتحدث باسم المجلس علي الكثيري، في بيان مقتضب: “لقد بات لزاماً أن تقوم هذه الحكومة بمهامها وتتحمل مسؤولياتها التي شُكلت من أجلها وفي طليعة ذلك معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية ودفع المرتبات بشكل فوري”.

وأضاف: “هي المطالب التي ظلّ المجلس الانتقالي الجنوبي يعبر عنها خلال الأشهر الماضية لغياب الحكومة غير المبرر” على حد تعبيره.

وكان رئيس الحكومة غادر عدن في مارس/آذار الماضي، رفقة العديد من المسؤولين، بعد اقتحام مقر الحكومة في قصر المعاشيق من قبل متظاهرين موالين للمجلس الانتقالي.

وتأتي عودة عبدالملك على وقع احتجاجات شعبية تشهدها مدن تعز وحضرموت وعدن منذ أسابيع للمطالبة بتوفير الخدمات وإنقاذ الريال اليمني الذي يواصل انهياره أمام العملات الأحنبية.

وارتفعت مؤخرًا أسعار المواد الغذائية بشكل كبير جراء التدهور غير المسبوق في تاريخ الريال اليمني، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي الواحد 1200 ريال يمني.

وفي هذا الجانب؛ يرى الناشط السياسي مراد باسم أن عودة رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين يأتي للإطلاع عن كثب على مجريات المعركة العسكرية الجارية ضد جماعة الحوثي والتي أخرزت تقدما في مناطق بيحان بشبوة وحريب في مأرب، وما يشكله ذلك من خطر.

إقرأ أيضاً  يمني يحرز الميدالية الذهبية في بطولة العالم للكونج فو

وقال باسم في لـ”المشاهد” إن عودة الحكومة بقوام غير مكتمل إلى شبوه، تقتصر على رفع معنويات المقاتلين.

وأضاف أن عودة الحكومة إلى عدن أصبح أمرًا مُلحًا لحلحلة الأوضاع ومعالجة تدهور العملة والعمل على تحسين الوضع المعيشي للناس.

ووفق باسم فإنه “لا توجد مؤشرات تشير على أن الحكومة قادرة على إجراء تلك المعالجات، لا سيما وأنه لم يعلن حتى الآن عن أي منح أو ودائع تساعد الحكومة في انتشال الوضع الاقتصادي والتعاطي المسئول مع حالة الغضب والاحتجاجات الشعبية ومعالجة تدهور العملة”.

وبالتزامن مع عودة رئيس الحكومة؛ أعلن البنك المركزي اليمني، أمس الإثنين، إطلاق أرصدته المجمدة لدى بنك إنجلترا بعد عدة سنوات من جهود حثيثة بذلها البنك المركزي بعد نقل مقره الرئيسي الى العاصمة المؤقتة عدن، حيث استمر تواصل البنك المركزي مع كافة البنوك المراسلة في الخارج دون توقف بهدف تحرير أرصدته المجمدة لديهم.

وقال في بيان له إن الجهود أثمرت باستلام البنك المركزي بلاغ من بنك أوف إنجلند بالموافقة على تحرير أرصدة البنك المركزي لديهم.

وأضاف أن ذلك سيعزز من موقف الإحتياطي الخارجي للبنك المركزي وسيسهم بدوره في تخفيف الضغط على الطلب للعملة الأجنبية.

وينتظر البنك أن تطلق البنوك الخارجية الأخرى قريبًا باقي أرصدته المجمدة لديها، الأمر الذي يراه مراقبون بأنه سيسهم في تحسن الريال أمام العملات الأجنبية.

ومنذ 2014 يشهد اليمن حربًا بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، وسط عجز أممي في إقناع أطراف الحرب بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب التي أودت بحياة  233 ألف شخص، وفق تقديرات أممية.

كما يحتاج أكثر من ثلثي السكان إلى المساعدات الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم.

مقالات مشابهة