المشاهد نت

موجة نزوح كبيرة وتحذيرات من كارثة إنسانية في العبدية

صورة تعبيرية

مأرب – صلاح خالد :

تشهد مديرية العبدية بمحافظة مأرب، أوضاعًا إنسانية صعبة، بعد يوم واحد من سيطرة جماعة الحوثي على مركز المديرية، وتواصل الحصار المفروض عليها منذ 21 سبتمبر الماضي.

وقالت مصادر محلية ل”المشاهد” إن مديرية العبدية تشهد نزوحًا جماعيًا للأهالي، عقب بدء الجماعة الحوثية بحملات التفتيش والاعتقالات.

ووجهت منظمة محلية، اليوم، مناشدة للتدخل العاجل وإنقاذ المدنيين من الجحيم الذي يواجهونه في مديرية العبدية بمحافظة مأرب.

وقالت “منظمة حماية للتوجه المدني” في بيان اطلع عليه “المشاهد” إن عشرات الأسر فرت من قراها وديارها إلى محيط مديرية العبدية، في نزوح داخلي بالشعاب والأودية في وضع مأساوي، وأصبحت الأشجار والأكواخ مساكنهم الجديدة.

وأضافت أنها تلقت بلاغات مؤكدة عن أعمال انتقامية يمارسها الحوثيون بحق السكان في مديرية العبدية تمثلت في مداهمة المنازل واختطاف عدد من الجرحى ونهب ممتلكات خاصة من مركبات ومحتويات البيوت وإحراق المحاصيل الزراعية.

مشيرة إلى أن جماعة الحوثي قتلت طفلًا يبلغ من العمر 12 عاماً، في إحدى القرى بمديرية العبدية، مؤكدةً في بيانها، أن إفلات المجرمين من العقاب وعدم المساءلة يمكنهم من ممارسة جرائم إضافية أخرى بحق المدنيين، مطالبة المجتمع الدولي بالتحقيق في جرائم الحوثيين بمناطق جنوب مأرب.

وحذرت الحكومة من جرائم إبادة جماعية ترتكبها جماعة الحوثي بحق أبناء المديرية بعد تهديدات أطلقتها عبر وسائل إعلامها، ومن كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء استمرار الحصار الجائر ورفض الجماعة فتح ممرات آمنة للمدنيين، معتبرة ذلك استباحة للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، حسب وكالة سبأ الحكومية.

ونقلت الوكالة عن وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني أن العبدية تشهد موجة نزوح داخلي من مناطق (الشيب، الحجلة، ثمدة، المذود، العر) جنوب وجنوب شرق مديرية العبدية، بعد تعرض القرى الآهلة بالسكان لقصف حوثي بمختلف انواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

إقرأ أيضاً  استمرار التوتر في جبهات القتال

وأبدى الإرياني استغرابه من الصمت الدولي والأممي غير المفهوم وغير المبرر، معتبرًا أن وقوف العالم موقف المتفرج يعد بمثابة ضوء أخضر لجماعة الحوثي للاستمرار في القتل والحصار والتجويع والتنكيل بالمدنيين، حسب الإرياني.

من جهته طالب البرلمان العربي، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل وتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية، لإنهاء الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان مديرية العبدية، والنازحون والمدنيون في محافظة مأرب.

وحذر رئيس البرلمان العربي عادل العسومي في كلمته التي ألقاها اليوم في مقر الجامعة العربية بالقاهرة من “أن استمرار حالة الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم، ستشجع جماعة الحوثي على التمادي في جرائمها”.

وكانت الأمم المتحدة عبّرت الخميس عن قلقها إزاء الوضع في مديرية العبدية غرب محافظة مأرب.

ودعا ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضمان حماية المدنيين وتوفير ممر آمن للخروج من مناطق الصراع، وتسهيل الوصول الإنساني الآمن وفي الوقت المناسب والمستدام إلى جميع المناطق المتضررة.

يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيدات أممية بنزوح حوالي 10 آلاف شخص في مأرب في أيلول/سبتمبر، وهو أعلى رقم تم تسجيله في المحافظة في شهر واحد هذا العام.

يذكر أن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلن اليوم السبت تنفيذ 32 عملية استهداف لآليات وعناصر جماعة الحوثي في العبدية بمأرب خلال 24 ساعة، مضيفًا أن عملية الاستهداف أسفرت عن مقتل 160 عنصرًا حوثيًا وتدمير 11 آلية.

ويشن الحوثيون منذ فبراير الفائت هجومًا على محافظة مأرب الاستراتيجية والغنية بالنفط، في محاولة للسيطرة عليها، وسط تحذيرات دولية من آثار تلك الهجمات ومخاطرها على آلاف النازحين.

مقالات مشابهة