المشاهد نت

من ينهب ذهب حضرموت؟

تبين أن أخبار نهب مناجم الذهب بحضرموت مفبركة

حضرموت – محمد سليمان

الادعاء

دولة الإمارات تنهب مناجم الذهب بمحافظة حضرموت عبر ميناء مستحدث بين الريان وضبة إلى أبوظبي.

الناشر

حيروت

أحقاف نيوز

سالم الجابري

محمد الديلمي

الصقر اليماني

الخبر المتداول

نشرت مواقع إلكترونية، ومستخدمون لشبكة التدوين المصغر “تويتر”، خلال أيام 12،13،14  من نوفمبر الجاري، أخبارًا تفيد بأن دولة الإمارات العربية تقوم بنهب الذهب من المناجم المتواجدة بمنطقة حجر الواقعة غرب محافظة حضرموت، شرق اليمن.

وبحسب موقع “حيروت” فإن مصادر لم يفصح عنها، أفادت عن قيام الإمارات بالسطو  على مناجم للذهب في منطقة حجر بحضرموت.

وأكدت المصادر قيام شركات إماراتية بتهريب كميات كبيرة من الأحجار من مديرية حجر بساحل حضرموت، عبر ميناء خاص بها بين الريان وضبة، إلى أبوظبي، مشيرة إلى أن الأحجار تحتوي على كميات هائلة من الذهب.

تحقق المشاهد

بعد التحقق من الخبر المتداول، تبين أن الأخبار التي تتحدث عن نهب الذهب مفبركة، وليس لها أية وقائع على الأرض، حسب مسؤولين في السلطة المحلية في حضرموت وأدوات البحث العكسي. تظهر نتائج البحث العكسي للأخبار المتداولة بهذا الشأن، أن الحملات التضليلية بخصوص نهب مناجم الذهب في حضرموت، لم تقتصر فقط على الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للتحالف العسكري العربي في اليمن. فقد تم تداول معلومات مضللة عن الموضوع نفسه ضد حزب الإصلاح وجماعة الحوثي في اليمن. الأخبار المضللة بشأن تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في نهب مناجم الذهب بحضرموت، ليست جديدة، إذ تم نشر مثل هذه الأخبار بشكل متكرر، خلال السنوات الأربع الماضية. فقد تبين أن مثل هذه الحملات توزعت على أزمنة متفرقة كانت بدايتها في فبراير 2018، إذ نشرت صحيفة “الواقع السعودي” الإلكترونية خبرًا تحت عنوان “الإمارات تتصرف في حضرموت اليمن كأنها تملكها وتسرق المعادن والذهب من أرضها“.

خبر مضلل عن نهب الإمارات ذهب حضرموت-2018

تلتها حملة إعلامية في شهر نوفمبر من العام 2019.

خبر مضلل- “الإمارات تسطو على الذهب في حضرموت”-2019

وتلتها أيضًا أخبار متداولة من شهر يونيو إلى ديسمبر من العام 2020. فقد نشر موقع “أنصار الله” التابع لجماعة الحوثي، في تاريخ 16 ديسمبر من العام الماضي، تقريرًا معنونًا بـ”مناجم الذهب في حضرموت: تقاسمها في السابق الخونة عفاش وآل الأحمر واليدومي والآنسي ويستحوذ عليها حاليًا الاحتلالُ الإماراتي”.

خبر مضلل عن نهب مناجم الذهب في حضرموت-2020

رابط خبر مضلل- صحيفة الراية القطرية المعنون ” أبو ظبي تنهب مناجم ذهب حضرموت”

الغريب أيضًا أن الادعاء نفسه تم تداوله مع الصور ذاتها على موقع “الأمناء نت” الإخباري، المؤيد للمجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن، مطلع شهر سبتمبر الماضي، لكن لم يكن المستهدف الإمارات، بل خصمها في اليمن حزب الإصلاح، اذ اتهم الموقع حزب الإصلاح بتسهيل نهب مناجم الذهب في حضرموت.

إقرأ أيضاً  ما حقيقة صور تشييع جنازة الزنداني في تركيا؟

خبر مضلل-نهب مناجم الذهب-موقع الأمناء نت-2021

من ينهب ذهب حضرموت؟

تعدد الوسائل الإعلامية وانتماءاتها المختلفة المتورطة في التضليل بشأن نهب مناجم الذهب؛ تارة باتهام دولة معينة، وأخرى اتهام حزب معين، يشير إلى أن الموضوع أصبح مادة دسمة للتضليل بهدف تبادل النيل من الآخر، ومحاولة كل طرف إضعاف موقف الآخر.

عند التحقق من الصورة المرفقة مع الخبر المتداول، تظهر شاحنة محملة ومغطاة بطرابيل، في وقت المساء، وصور أحجار في منزل (غير مؤكد أنها أحجار لمناجم الذهب). ويفيد الخبر بأن الشاحنة تحمل أحجارًا من مناجم الذهب، وهي متجهة إلى أحد الموانئ السرية بساحل حضرموت، فقد تبين أنه تم نشرها مع بقية الصور في وقت سابق مطلع نوفمبر من العام 2019، على موقع “بوابتي نت”، وكانت معنونة بـ”مع الصور.. السطو على مناجم ذهب في حضرموت وتهريب موادها إلى دولة خليجية“.

إن صورة الشاحنة لا تؤكد صحة الأخبار المتداولة، فهي على الأرجح تحمل مواد تجارية ومواد بناء، إذ تتم تغطيتها، وكذلك يتواجد بجانب الشاحنة أحد المدنيين، إضافة إلى عدم وجود عربات وآليات عسكرية برفقة الشاحنة، مما يؤكد أنه تم استخدام الصورة بشكل مضلل، فلا يمكن أن يتم تهريب كل هذه الكمية من أحجار الذهب، على الشاحنة، دون أن يكون هناك حماية مرافقة لها.

وفي هذا الإطار، نفى مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع حضرموت، المهندس صلاح بابحير، في تصريح لـ”المشاهد”، المزاعم التي تتحدث عن تهريب الذهب من مناجم حضرموت.

وأشار المهندس بابحير إلى أن عمليات التنقيب توقفت العام 2016، وأنه لا يوجد أي أعمال في مواقع مناجم الذهب، مؤكدًا أن المواقع عليها حراسات من أبناء المنطقة يعملون لدى الهيئة كحراس أمن، لحراسة مواقع المناجم.

وبيّن أن المشروع السوفيتي اليمني أنشئ في بداية الثمانينيات، وتحديدًا سنة 1982، وبدأ المشروع في الأعمال الجيولوجية وغطت مساحة 40 كيلومترًا مربعًا لمنطقة وادي مدن وما جاورها.

وقال “إن عمليات الحفر لهذه المناجم تمت لمتابعة عروق الذهب حسب اتجاهاته، وكذلك تم حفر منجم في جهة الشمال الغربي للمنجم الأول 1200 متر ، وتم حفره بطول 800 متر، وتوقفت الأعمال في 1988 قبل الوحدة، وكذلك أعمال تخريط للمناجم ومنطقة التمعدن، وجاءت شركة منورة التابعة لرجل الأعمال باثواب، في بداية التسعينيات، وتوقفت، كما جاءت شركة ثاني دبي للتعدين اليمن المحدودة، وعملت في 2003، واستمرت إلى 2009، وتوقفت عن الأعمال الحقلية، وانتهت اتفاقية الأعمال الاستكشافية في 2016، وطبعًا هذه أخذت اتفاقية الاستكشاف من قبل الشركة لتقييم أعمال دراسة المشروع السوفيتي اليمني، وإلى يومنا هذا لا توجد أي أعمال بهذا المجال”.

وفي مطلع فبراير الماضي، نفت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بحضرموت، عبر بيان لها في صفحتها على “فيسبوك“، شائعة تهريب كميات كبيرة من أحجار الذهب، عبر موانئ سرية في المحافظة، مؤكدة أن جميع البيانات والمعلومات المنتشرة عن سرقة وتهريب الذهب، مضللة، ولا أساس لها من الصحة.

المصادر

حملات تضليل سابقة – مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية بحضرموت – البحث العكسي للصور – موقع هيئة المساحة الجيولوجية – التحليل النقدي

مقالات مشابهة