المشاهد نت

فيروس “نقص الوقود” يهدد مراكز غسيل الكلى

استمرار أزمة الوقود تهدد بإيقاف مراكز الغسيل الكلوي

تعز – رانيا عبدالله

“إذا قفلوا المركز سنموت من السموم اللي بأجسامنا .. الله يرحم ضعفنا” بهذه الكلمات تعبر الحجة فاطمة (60 عامًا) عن القلق الذي يرافقها في حال حدوث أمر طارئ قد يتسبب بإغلاق مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهوري بمدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، أمام أوجاعها .

فاطمة  واحدة من مئات الحالات المصابة بالفشل الكلوي في مدينة تعز ، والذين يتألمون بصمت على صوت أجهزة الغسيل الكلوي، ويخشون من إغلاق الأمل الوحيد لهم في الحياة .

تسببت الحرب منذ اندلاعها في العام 2015، بانهيار القطاع الصحي في اليمن ، وأدت إلى تدمير كلي لمركز الغسيل الكلوي في مستشفى العسكري بمدينة تعز، ونتج عن انقطاع الكهرباء أثناء الحرب تكرار توقف مراكز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة، والجمهوري بتعز  .

حلم كل مريض 

في بلدٍ مزقته الحرب بات الحصول على جلسة غسيل لمدة ساعتين حلم كل مريض بالفشل الكلوي.

“أجلس أحسب الساعات علشان أذهب اغسل بالمركز ، لأني ما أقدر حتى أشرب القلص الشاهي، وأي شيء يدخل لجسمي يتحول إلى سم ، والمفروض أنه نغسل ثلاث أيام بالأسبوع ، لكن بسبب الوضع والحرب نغسل مرتين”، تقول الحجة فاطمة لـ”المشاهد“.

وتضيف “خائفين يجي يوم ما نحصل على هذه الجلسات”.

مرضى في خطر

 يواجه مرضى الفشل الكلوي، المقيدين بحسب مكتب الصحة بتعز البالغ عددهم (410 ) مصاب، خطر الموت بسبب عدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية لمراكز غسيل الكلى في المدينة، منهم ( 240 ) مصاب بمركز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة، و( 170 ) بمركز الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهوري، إذ يقول مدير مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة الدكتور فهمي سلطان، إن “المركز يعتمد على المولدات الكهربائية التابعة للمستشفى ، لكن هناك شحة بمادة الديزل، إضافة إلى حاجة المولدات  الكهربائية للصيانة، وتغيير قطع الغيار الخاصة بها بشكل مستمر مما جعلنا نعاني الأمرين بسبب عدم توفر الميزانية التشغيلية الكافية لمواجهة هذه الكارثة التي سببت انطفاء المولدات بشكل مستمر، لتصبح حياة المرضى مهددة بالموت “.

إقرأ أيضاً  تفوق أطفال اليمن في مسابقات الحساب الذهني

ويضيف سلطان في حديثه لـ”المشاهد“،  “تسببت الحرب بنقص الكادر من العاملين في المركز، وعدم توفر أجهزة غسيل كافية تتناسب مع عدد المرضى الذي يستقبلهم المركز على مدار الساعة”، مشيرًا إلى أن المركز يعمل على ميزانية المستشفى التي لا تفي بأبسط احتياجات المركز،  وعلى  بعض المساعدات من فاعلي الخير. وهذا ما أكده مدير مركز الغسيل الكلوي في المستشفى الجمهوري الدكتور عصام مهيوب حيث يقول: “لا يوجد دور حقيقي من الحكومة في دعم المركز ،إذ أنه قائم على المساعدات وفاعلي الخير “.  

ويؤكد الدكتور فهمي أن المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية لا تكفي لمدة عشر أيام لتشغيل المركز، ثم يضطروا إلى التواصل مع فاعلي الخير، والسلطة المحلية، ووزارة الصحة لسرعة إنقاذ مرضى الفشل الكلوي، وتوفير الوقود الذي يعتمد عليها المركز بشكل أساسي.

مطالبًا المنظمات الدولية، والأمم المتحدة بتحمل كامل المسؤولية تجاه مرضى الفشل الكلوي في الجمهورية اليمنية كون اليمن تحت البند السابع ، كما ناشد وزارة الصحة والسلطة المحلية بتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع الصحي، وذلك بعمل حلول جذرية لإنقاذ مرضى الفشل الكلوي قبل أن يتم فقدهم . 

نصف الوقت

على عكس المصابين بالفشل الكلوي في العالم يحصل المرضى في اليمن وتحديدًا بمدينة تعز، على جلستي غسيل بالأسبوع لمدة ساعتين  لكل جلسة، بينما المقرر لهم الحصول على ثلاث جلسات أسبوعيًا بمعدل أربع ساعات لكل جلسة. 

وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن (1 ) من كل ( 4 ) مرضى يموتون بسبب ضعف الرعاية الصحية في اليمن ، ونصف مراكز الغسيل الكلوي في اليمن مغلقة بسبب الصراع، إضافة إلى أن نصف الوقت هو ما يتمكن المرضى من الحصول عليه على جهاز الغسيل الكلوي.

مقالات مشابهة