المشاهد نت

انعدام مادة القمح في سقطرى

سقطرى – عبدالملك النمري :

تعصف بمحافظة أرخبيل سقطرى، الواقعة وسط المحيط الهندي، رياحٌ موسمية تتسبب بتوقف الملاحة البحرية ، وتصبح شواطيء الجزيرة خالية من قوارب الصيد.

وأكد مواطنون لـ” المشاهد “ عن أنهم يواجهون، من أول أسبوعين لموسم الرياح صعوبة كبيرة في الحصول على عدة مواد غذائية رئيسة في سوق العاصمة حديبو والمتاجر المنتشرة في الأرخبيل، وسط انعدام شبه كلي لمادة الدقيق (القمح)، وتباع بسعر خيالي يتجاوز 50.000 ريال يمني (أكثر من 50$).

هذا الاختفاء المبكر فاقم من خوف سكان الجزيرة، واطلقوا عبر المشاهد مناشدات إلى السلطات لوضع حلول عاجلة تضمن توفير المواد الغذائية الاساسية لهم.

وتهب الرياح “بسبب التحول الجذري في مجالات الضغط الجوي فوق آسيا والمحيط الهندي” قادمة من سواحل الصومال بشدة 6-7 درجات، تعصف من مايو/آيار وتستمر حتى بداية أكتوبر/ تشرين ثاني، أي على مدار أربعة أشهر.

واعتاد السقطريون قبيل بداية موسم الرياح “مادة” كما يسمونه بلغتهم، على مواجهة الكابوس بادخار كفايتهم من المواد الغذائية المهمة، لكن شيئًا من ذلك لم يعد بالمقدور مع تردي المعيشة وارتفاع أسعار البضائع، بل إنهم في الظروف العادية بالكاد يوفرون متطلبات أسبوع.

إقرأ أيضاً  خبير عسكري يحذر من استهداف الحوثيين لـ«البحر المتوسط»

وبشكل رئيس تضرب الرياح، التي قد تتصاعد شدتها لتصبح أعاصير، المناطق الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي بما فيها حديبو والساحل الشمالي الغربي، وتؤثر إلى حد ما على الحياة والحركة اليومية للسكان، وأما السياحة فلا تعد متاحة في هذه المناطق الساحلية والسهلية الجميلة، وينصح بدل ذلك بزيارة المناطق الجبلية نظرًا لجوها البارد وأنها غالبًا ما تكون مغطاة بالضباب.

والبحر هو مضمار إحدى المهن الرئيسة للسكان في سقطرى، مهنة صيد الأسماك؛ وتعذُّر مخر عبابه نتيجة الرياح الموسمية يعني فقدان 4000 صياد لمصادر دخلهم على الأقل، لكن الاسوأ هو أنه المنفذ الوحيد الذي تتدفق عبره الإمدادات الغذائية إلى الجزيرة المعزولة؛ لذلك فهيجانه كابوس سنوي يؤرق حياة 100.000 نسمة على عدة مستويات.

مقالات مشابهة