المشاهد نت

ذهبوا للعزاء..فلم يُعثر عليهم بين الضحايا!

ذهبوا للعزاء..فلم يُعثر عليهم بين الضحايا!

بحثوا عنه بين الركام ولا أثر. بحثوا عنه في كل المستشفيات التي استقبلت جثث وجرحى الصالة الكبرى ولا أثر.

الخمسيني علي أحمد اللساني واحد من المئات الذين ذهبوا لتقديم واجب العزاء لآل الرويشان ومع قصف القاعة فمنهم من قضى وجرح، لكن اللساني لا بين القتلى ولا يعثر عليه بين الجرحى .

تقول الطفلة رغد البنت الصغرى للساني أبي لم يمت. أبي سيرجع إلينا. نحن بانتظارك يا أبي لا تتأخر علينا.

تذهب رغد إلى المدرسة منكسرة حزينة، وتعود إلى المنزل مسرعة مسرورة علها تجد أباها بالانتظار، لكنها ككل مرة تصطدم بعدم عودته.

تصرخ في وجوه أشقائها الخمسة متسائلة”أين أبي. أين أبي”؟وتغرق في البكاء. نوبة من الحزن والألم تسري في وجوه الأم والأشقاء، وحالة من الحيرة تستبد بالجميع.

يقول شقيق رغد الأكبر(23عاما) ل(المشاهد):”لم نترك مستشفى في صنعاء ولا بيت من بيوت أقارب أبي وأصدقائه ولا أثر، بحثنا عنه في كل مكان ولم نجده”. ويضيف:”لا نعرف إن كان حيا أو ميتا”.

الأمل يراود الأسرة بعودة الأب. لا يريدون أن يفقدوا الأمل مطلقا كالعشرات من الأسر التي لم تعثر على عائلها بعد الحادثة المشئومة كما يقول من شاهدوا الحادث فور وقوعه.

خمسون شخص فقدوا عقب الحادثة ولم يعثرعليهم بين القتلى والجرحى في المستشفيات التي استقبلت الجميع بحسب المصادر الأمنية في أمن أمانة العاصمة.

ويقول مصدر أمني ل(المشاهد):”عشرات الجثث تفحمت تماما ومن الصعب التعرف على ملامح الأشخاص في حالة كهذه”.

إقرأ أيضاً  شركات ترفض البطاقة الشخصية "الذكية" في مناطق سيطرة الحكومة

واعترفت قوات التحالف العربي مطلع هذا الأسبوع بقصف الصالة الكبرى بعد تلقيها معلومات مغلوطة من هيئة الأركان اليمنية بتواجد عددا كبيرا من االقيادات الحوثية في المكان.

هيئة الاركان اليمنية شكلت لجنة تحقيق لمعرفة مصدر المعلومات التي تلقتها غرفة عمليات التحالف قبل القصف.

فشلت السلطات الأمنية حتى الآن في العثور على المفقودين، رغم المتابعة المستمرة لأسر العشرات من الضحايا كما تقول أسرة اللساني.

وتعيد تلك الأسر سبب فشل السلطات الأمنية في البحث عن المفقودين إلى عدم جديتها في ذلك ويظهر ذلك جليا من خلال البحث المنفرد لأبناء المفقودين عن أبائهم حسب أسرة اللساني.

الطفلة رغد تحاول الذهاب إلى مدرستها، لكنها تبقى شاردة الذهن تقلب صور الجثث المتفحة التي شاهدتها على شاشات القنوات، تهز رأسها بالنفي قائلة”أبي ليس بينهم”.

تحتضنها مدرستها وتقول”أبوك سيعود يا رغد. انتبهي للدرس يا ابنتي”. المدرسة تحاول تخفيف الألم الذي يسري في جسد رغد، لكن لا فائدة.

تقول زميلتها شهد كانت رغد طفلة مرحة على الدوام وعندما فقدت أباها اختفت البسمة من وجهها نهائيا.

الكثير من الجرحى تماثلوا للشفاء والبعض منهم نقلوا للعلاج خارج اليمن، والكثير من القتلى دفنوا واللساني لا يزال مفقودا كغيره من فقدوا ولم يعثر عليهم رغم مرور عشرة أيام على قصف الصالة الكبرى.

ماذا عسى أسرة اللساني أن تفعل؟ سؤال يردده أفراد الأسرة لكنهم لا يجدون الإجابة من أحد ولا يستطيعون في الآن نفسه فقدان الأمل.

 

مقالات مشابهة