المشاهد نت

نقل البضائع إلى تعز.. المخاطر والخسائر

الحصار ومخاطر السفر الى تعز -طريق الأقروض-سبتمبر 2022-تصوير المشاهد

تعز  –  عبدالوهاب البحيري

ارتفعت تكاليف نقل البضائع إلى تعز، وزادت التحديات التي يواجهها سائقو الشاحنات في الطرق الوعرة والمناطق الخطرة خلال السنوات الماضية من حرب اليمن.

الحرب والحصار تسببتا بقطع الطرقات الرئيسية المؤدية إلى  مدينة تعز، الأمر الذي جعل نقل البضائع والمسافرين مهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر والخسائر منذ 2015.

محمد المحمدي، رجل أعمال، يقول لـ”المشاهد” إن سائقي شاحنات النقل يلجؤون إلى طرق بديلة، وعرة، وغير معبدة، وذات مسافات طويلة، وتعتبر تلك الطرق غير مخصصة لنقل البضائع ومرور الشاحنات الثقيلة، لأنها تفتقر إلى أدنى مقومات السلامة والأمان، نتيجة هطول الأمطار الموسمية والسيول.

كانت تكلفة نقل الطن الواحد من عدن إلى تعز لا تتجاوز 3000 ريال سابقًا، بينما اليوم تتراوح ما بين 45 و75 ألف ريال للطن الواحد، وذلك بسبب الارتفاع الجنوني لسعر المشتقات النفطية، وبالتالي زيادة أجور النقل، بحسب المحمدي.

ويضيف أن تكاليف نقل الشاحنة الواحدة إجمالًا بلغت مليونًا وثلاثمائة ألف ريال، بينما كانت لا تتجاوز 300 ألف ريال قبل الحرب.

ليست المسافات الطويلة والطرق الوعرة هي الصعوبات الوحيدة التي تواجه عملية نقل البضائع إلى تعز. الجبايات الباهظة التي تفرضها النقاط العسكرية المنتشرة على طول الطريق بين تعز وعدن، مشكلة أخرى، ولا يمكن أن ينجو منها سائقو الشاحنات.

يقول المحمدي إن الشاحنة الواحدة يُفرض عليها ما يقارب 250 ألف ريال عبر طريق هيجة العبد، لكن عندما تكون الطريق مقطوعة بسبب أعمال الصيانة أو بسبب الحوادث الحاصلة على طول الطريق، يضطر السائقون للانتقال إلى مسار آخر بديل، مما يضاعف من الجبايات المفروضة على طول الطريق.

إقرأ أيضاً  حرمان المهمشين من الخدمات في اليمن

تكاليف إضافية وحوادث مريعة

مخاطر نقل البضائع إلى تعز في ظل الحصار المستمر على المدينة-طريق ترابي بديل يمر عبر “الأقروض” جنوب شرق تعز-سبتمبر 2022-تصوير المشاهد

التكاليف الباهظة التي يتكبدها التجار خلال عملية نقل البضائع إلى تعز تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الأسعار والقدرة الشرائية لدى المواطنين. يقول زكريا البكاري، رجل أعمال، إن نقل البضائع والسلع عبر طريق عدن -المخا وصولًا إلى منطقة الكدحة ثم مدينة تعز، ضاعفت من النفقات المدفوعة كجبايات مفروضة في النقاط العسكرية على طول طريق عدن -المخا -الكدحة، بالإضافة إلى النفقات المتعلقة بقطع غيار الشاحنات وتوقفها لأجل إصلاحها أو بسبب الحوادث مثل انقلاب شاحنة في الطريق، أو النزول المفاجئ للسيول.

تتسبب الحوادث المتكررة بخسائر في الأموال والأرواح، الأمر الذي يجبر سائقي الشاحنات على التوقف، ويُعد هذا عبئًا إضافيًا على رجل الأعمال، إذ يضطر لدفع 30 ألف ريال كمبلغ إضافي عن كل يوم، بحسب البكاري.

الخسائر المادية كبيرة، والخسائر البشرية مرعبة في الطرق البديلة المؤدية إلى تعز. يقول عبدالإله الدبعي، رئيس قطاع مواد البناء بالغرفة التجارية والصناعية في تعز، إن التحديات الناتجة عن صعوبة نقل البضائع في الطريق البديلة إلى مدينة تعز، تسببت بالعديد من الحوادث المرورية، وخلّفت الكثير من الخسائر بالممتلكات، وحصدت العديد من أرواح المواطنين.

سجّلت الإدارة العامة لشرطة المرور في مديرية المقاطرة بمحافظة لحج، 22 حادثًا مروريًا من 2017 إلى 2021، في طريق هيجة العبد، وتسببت تلك الحوادث بوفاة 42 شخصًا، وإصابة 151 آخرين، بالإضافة إلى خسائر مادية تُقدر بـ165 مليون ريال يمني.

مقالات مشابهة