المشاهد نت

ما الذي حدث في معاشيق؟

رئيس الحكومة اليمنية الدكتور معين عبدالملك

عدن – سعيد نادر

الإدعــاء:

قوات من ألوية العمالقة الجنوبية تحاصر رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك سعيد في قصر معاشيق الرئاسي بمدينة عدن (جنوب اليمن)، بعد اقتحامه.

الخبر المنشور:

نشرت عدد من المواقع الإخبارية، يمنية وعربية، مساء يوم الأحد الماضي، خبرًا عن محاصرة رئيس الحكومة اليمنية الدكتور معين عبدالملك داخل قصر معاشيق الرئاسي بمديرية صيرة في عدن.

وقالت الأخبار إن قوات ألوية العمالقة الجنوبية التابعة لعضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، والقائد العام لألوية العمالقة، اللواء أبو زرعة عبدالرحمن المحرمي، هي من فرضت الحصار على رئيس الوزراء اليمني.

وجاء في الخبر الذي تم تداوله بصيغ تحريرية مختلفة أن قوات العمالقة فرضت حصارًا على سكن رئيس الحكومة والمكاتب الملحقة، وأغلقت بوابات قصر معاشيق، ومنعت عملية الدخول أو الخروج من وإلى القصر.

بل إن عددًا من المواقع ذكرت أن قوات العمالقة لم تحاصر القصر ولا سكن رئيس الوزراء فقط، بل اقتحمت -عسكريًا- قصر معاشيق وبقيت في ”وضع استنفار”، وفق وصفها.

وأرجعت بعض تلك المواقع أسباب هذا الاقتحام والحصار، إلى ردة الفعل الرافضة لعودة الدكتور معين عبدالملك إلى عدن، واستقوائه بجنود سعوديين كحماية أمنية وفق توجيهات سفير الرياض لدى اليمن محمد آل جابر.

الناشرون:

عدن الغد
يمن فيوتشر
خليجي نيوز
يمن نيوز
يمن مونيتور

تحقق المشاهد:

اللافت في أخبار اقتحام قصر معاشيق الرئاسي وحصار رئيس الحكومة اليمنية داخله، أنها تحمل في طياتها تضاربًا واضحًا في المعلومات حول حقيقة ما جرى، فهناك عدم استقرار حول الحدث نفسه، الذي تارةً يكون حصارًا لمنع دخول وخروح موظفي القصر فقط، وتارة يكون عبارة عن حصار سكن رئيس الحكومة ومكاتبه.

غير أن ما شهده قصر معاشيق في مساء نفس يوم الحصار -وحتى في اليوم الذي يليه- لا يمكن أن يوحي بوجود حصار لرئيس الوزراء أو اقتحام لسكنه ومكاتبه، فاللقاءات وأنشطة الاستقبال الرسمي والبروتوكولي التي قام بها الدكتور معين عبدالملك لعدد من الوفود الأممية والأوروبية في ذات اليوم، تشير تلقائيًا إلى عدم وجود شيء من قبيل الحصار أو الاقتحام، وإلا ما كانت الوفود الدولية تقبل بلقاء رسمي في مثل هكذا ظروف وأجواء متوترة.

كما أن ألوية العمالقة الجنوبية أصدرت مساء نفس اليوم بيانًا، نشرته على صفحتها بـ”الفيسبوك”، بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني الرسمي للألوية وضحت فيه حقيقة ما جرى في قصر معاشيق، والذي لم يكن أبدًا حصارًا أو اقتحامًا عسكريًا، بحسب وصف البيان.

إقرأ أيضاً  إجراءات احترازية لمواجهة المنخفض الجوي في المهرة

وجاء في البيان: ”لا صحة للأخبار التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول توتر بين قوات ألوية العمالقة الجنوبية ورئيس الوزراء في قصر المعاشيق الرئاسي بعدن”.

وأضاف البيان: لم يحدث أي توتر، ولا صحة لأخبار محاصرة ألوية العمالقة رئيس الوزراء، ولم يحدث سوى أن فريقًا إداريًا من مكتب عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء المحرمي، ذهب إلى مكتب رئيس الوزراء لمتابعة ملف الكليات ومعاهد التأهيل الأمني والعسكري في المحافظات المحررة.

وهو ما ساندته رواية لمصدر يعمل في المركز الإعلامي ألوية العمالقة الجنوبية، تحدث لـ«المشاهد» عن حقيقة الحادثة، مفضلًا عدم الكشف عن هويته؛ لحساسية عمله، وقال: ”توجه فريق إداري ومالي من الألوية، وبتوجيهات من اللواء أبو زرعة المحرمي، إلى قصر معاشيق الرئاسي للقاء رئيس الوزراء؛ وبحث مصير دعم مشروع المعاهد والكليات العسكرية والأمنية المزمع إنشاءها في المناطق المحررة”.

ويتابع المصدر: ”وعند وصول الفريق إلى القصر ظهرًا، تم إبلاغه أن الدكتور معين منشغل بلقاء وفد أممي، فاضطر الفريق المالي والإداري إلى الانتظار حتى مغرب ذلك اليوم، ليتفاجئ بأن رئيس الوزراء غادر القصر من بوابة أخرى”.

المصدر الإعلامي أشار إلى أن بعضًا من أفراد الفريق عبر عن استياءه لمثل هذه التصرفات الصادرة عن رئيس الحكومة، وتهربه من دعم مشاريع تسهم في مقاومة حرب جماعة الحوثي، وبناء مؤسسة عسكرية وأمنية على أسس علمية، وهذا ربما انعكس على أفراد الحراسة الذين رافقوا الفريق الإداري والمالي ونقلوا تهديدات نابعة من سخطهم وغضبهم في ذلك الوقت، لكنها بقيت مجرد تهديدات واستياء لفظي”.

في المقابل، لم يصدر أي تعليق من الجانب الحكومي للتعليق على حقيقة ما حدث في قصر معاشيق، غير أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، وجه بالوقوف على ملابسات ما حدث في القصر، والكشف عنها.

ونقلت وكالة ”سبأ” الحكومية عن مصدر مسؤول في مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن الرئيس العليمي، تابع ماحدث مساء الأحد من تصرفات ”فردية” من قبل ”بعض أفراد الحراسة” بقصر معاشيق في العاصمة الموقتة عدن.

ووجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بهذا الخصوص وزير الدفاع رئيس اللجنة الامنية العليا بالوقوف على ملابسات ما حدث، والأسباب التي أدت إلى ذلك والرفع بالنتائج لاتخاذ الاجراءات المناسبة، وضمان عدم تكرارها.

المصادر:

المادة المضللة – بيان ألوية العمالقة – مصادر إعلامية مقربة من ألوية العمالقة – مصادر رسمية (وكالة سبأ).

مقالات مشابهة