المشاهد نت

من يزرع الألغام في اليمن؟

لا تزال الألغام الأرضية تشكل خطرا كبيرا على جميع اليمنيين-الصورة أرشيفية من موقع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة

صنعاء – شهاب العفيف

الادعاء

“ضحايا مدنيين بسبب الألغام التي زرعها التحالف والقوات الحكومية في اليمن”

الناشر

وكالة سبأ – نسخة الحوثيين

قناة نبأ الفضائية

موقع أنا يمني

موقع أنصار الله

المسيرة نت

توشكا نيوز

يمني برس

الخبر المتداول

نشر موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة للحوثيين في تاريخ 11 أغسطس الجاري، خبرا عن  مقتل وإصابة 16 مدنيا جراء مخلفات العدوان-في إشارة للتحالف العربي والحكومة اليمنية- خلال الـ10 أيام الأولى من الشهر الجاري في عدد من المحافظات.

وأضاف الادعاء والذي تناقلته مواقع تابعة ومؤيدة لجماعة الحوثي، أن بيان صادر عن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في صنعاء، أن تسعة مواطنين قتلوا وأصيب سبعة آخرين من بينهم خمسة أطفال، جراء انفجار الألغام والقنابل العنقودية، في محافظات، صعدة، وصنعاء، والبيضاء، والجوف، والحديدة، خلال العشرة الأيام الأولى من شهر أغسطس الجاري لعام 2023.

وجاء في الادعاء، أن الأمم المتحدة ما زالت تواصل إيقاف أعمال المركز بشكل كامل من شهر أبريل من العام الجاري إلى يومنا هذا، رغم أن أعمال الألغام تمثل 50% من خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2023.

تحقق المشاهد

تحقق “المشاهد” من الادعاء المتداول حول ضحايا الألغام في عدد من المحافظات اليمنية والذين سقطوا مطلع الشهر الجاري، ووجد أنه مضلل، ويحتوي على معلومات مغلوطة أبرزها تحديد المسؤول عن زراعة الألغام في اليمن، وفقا لتقارير وبيانات حقوقية وتقارير أممية.

وحسب التقرير الأممي لفريق الخبراء المعني باليمن للعام 2019، حول انتهاكات استخدام الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة، أن عدد ضحايا الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة تتزايد باستمرار، إذ أن فريق الخبراء حصل على أدلّة تثبت أن قوات الحوثيين تستورد مكونات صناعة الألغام الأرضية، ووثق الفريق 23 حالة محددة لضحايا ألغام من المدنيين بينهم أطفال في العام 2019، ووقعت الحوادث في البيضاء، والحديدة، وشبوة، وتعز، وسقط معظم الضحايا، أي 11 حالة، في الحديدة، لا سيما في مديرية الدريهمي وفي حيس والتحيتا، وسقط خمس ضحايا في تعز.

صورة لقطة شاشة من تقرير فريق الخبراء المعني باليمن لعام 2019

وقال التقرير أن الفريق أيضا، تلقى أدلّة على أن قوات جماعة الحوثي، نشرت عددا كبيرا من الألغام الأرضية على طول الساحل الغربي، لاسيما بين ذوباب في تعز وشمال الخوخة بالحديدة، وهي مناطق دائما ما يتم الإعلان فيها عن سقوط ضحايا مدنيين بسبب الألغام الأرضية.

التقارير النهائية لفريق الخبراء المعني باليمن

ورصد معد التحقق خلال الفترة من 1 – 9 أغسطس 2023، عدد من حوادث الألغام الأرضية المتفرقة التي زرعتها جماعة الحوثي، أدت إلى مقتل وإصابة 7 مدنيين بينهم 4 أطفال، وذلك من خلال الرجوع إلى الجهات الحقوقية المعنية في رصد انتهاكات الألغام باليمن، كـ “الشبكة اليمنية للحقوق والحريات“، و “المرصد اليمني للألغام“، وتركزت هذه الحوادث في محافظتي الحديدة والجوف.

إقرأ أيضاً  تزايد حالات الإصابة بـ«الكوليرا» غرب لحج

وتشير آخر إحصاءات مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام في اليمن إلى أن المركز قام منذ تأسيسه في يونيو 2018 وحتى 11 أغسطس الجاري نزع 410,701 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة زرعتها جماعة الحوثي في مختلف المحافظات اليمنية، وتطهير أكثر من 48 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية.

وفي التقرير السنوي للّجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان في اليمن الصادر في أواخر أغسطس 2022، أكد أن جماعة الحوثي انفردت بزراعة الألغام باليمن، حيث رصدت اللجنة ووثقت  171 حالة زراعة ألغام فردية، سقط بسببها 62 قتيلًا من المدنيين، بينهم 8 أطفال وامرأتان، إضافة إلى سقوط 176 جريحًا بينهم 39 طفلًا و 6 نساء.

ويحظر القانون اليمني و”اتفاقية حظر الألغام أوتاوا” لعام 1997 استخدام وزراعة ونقل الألغام المضادة للأفراد؛ والتي تعتبرها انتهاكًا لقوانين الحرب.

وتتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بزراعة أكثر من مليون لغم في عدد من المحافظات منذ بداية الحرب مطلع العام 2015.

اتفاقية “أوتاوا” لعام 1997 المعنية بحظر واستعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد

السياق الزمني

يأتي تداول الادعاء في ظل التوقف النسبي للمواجهات المسلحة بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، واستمرار الحديث عن الهدنة الأممية التي لم توافق جماعة الحوثي عليها بعد بسبب الاشتراطات التعجيزية، وفي ظل اتهامات من الحوثيين للأمم المتحدة بإيقاف الدعم الخاص بالمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام التابع للحوثي من قبل الأمم المتحدة.

إذ أنه في تاريخ 11 أغسطس تنشر الوكالة التابعة للحوثيين، عن استمرار توقف دعم المركز اليمني للتعامل مع الألغام فرع صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة أيضا، في الوقت الذي سبق أن نشر المركز بيان في تاريخ 9 أغسطس الجاري على صفحته بالفيسبوك، تفيد بتسلم المركز أجهز خاصة بكشف المتفجرات،  ومعدات الحماية الشخصية، من البرنامج الإنمائي UNDP التابع للأمم المتحدة، وهو ما يعد تناقضا وتضليلا.

المصادر

المصادر المفتوحة – تقرير فريق الخبراء المعني باليمن لعام 2019 – الشبكة اليمنية للحقوق والحريات – المرصد اليمني للألغام – مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام في اليمن – التقرير السنوي للّجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان في اليمن

مقالات مشابهة