عدن-محمد عبدالله
خلال الفترة 18 – 20 سبتمبر الجاري، تداول مستخدمون على منصتي فيسبوك وإكس (تويتر سابقًا) منشورًا جاء فيه ان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للحديث عن القضية الجنوبية والمطالبة بالانفصال.
تضمن المنشور صورة تظهر الزبيدي إلى جانب رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ضمن وفد اليمن المشارك خلال الجلسة الافتتاحية للمناقشة العامة للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تقام حاليًا في نيويورك على مدى ثمانية أيام (19 – 26 سبتمبر).
وجاء في التعليق المرافق أنّ الزبيدي سيطلب بعد الكلمة ما أسموها “عقد جلسة مغلقة مع الدول الدائمة العضوية للتشاور بشأن القضية الجنوبية، وعلى إثرها سيعقد جلسة طارئة وعاجلة لمجلس الأمن الدولي لتداول القضية والخروج بقرار قيام دولة جنوبية. ولن يكون هناك أي استخدام للفيتو”، حسبما جاء في المنشور المتداول والذي حظي بمئات المشاركات في موقع إكس.
الناشرون
سعد بن محمد العمري
مستشار هاني بدر باسنيد
منصة صقور الجنوب الرقمية
تحقق المشاهد
بالنظر إلى الصورة المرافقة للمنشور، نجد أنها صحيحة لكن جرى توظيفها بشكل غير صحيح. فالصورة ليست خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الجمعية العامة، وإنما التقطت قبل يوم من الجلسة الافتتاحية وذلك خلال قمة التنمية المستدامة رفيعة المستوى في 18 سبتمبر 2023. تأتي القمة ضمن مستهل برنامج اجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة في مدينة نيويورك الأمريكية . ونُشرت الصورة للمرة الأولى في اليوم الأول لقمة التنمية المستدامة على الحساب الرسمي للرئيس رشاد العليمي على فيسبوك.
أما بالنسبة للادعاءات الواردة في المنشور بشأن حديث الزبيدي للجمعية العامة عن “القضية الجنوبية والمطالبة بالانفصال” فهي غير صحيحة، لأن كلمة وفد اليمن المشارك في الجمعية لم تلقى يوم الجلسة الافتتاحية بل من المقرر أن تكون يوم 21 سبتمبر، يلقيها العليمي بحسب جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووفق المادة (68) من النظام الداخلي للجمعية العامة فإنه “لا يجوز لأي ممثل أن يتكلم في الجمعية العامة دون الحصول مسبقا على إذن من الرئيس. ويدعو الرئيس المتكلمين إلى الكلام حسب ترتيب إبداء الرغبة في الكلام. وللرئيس أن يُنبه المتكلم إلى مراعاة النظام إذا خرجت أقواله عن الموضوع قيد المناقشة”.
وبالنسبة لمواضيع التي يجري مناقشتها في أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة تتعلق بتمويل التنمية والطموح المناخي والوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها والتغطية الصحية الشاملة.
أيضًا بدوره قال الزبيدي في تغريدة على حسابة في منصة إكس أنه يجتمع مع قادة العالم في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة “للتأكيد على أهمية دعم المجتمع الدولي لعملية شاملة تحترم جميع اليمنيين”.
وذكر في تغريدة أخرى أنه ما يجمعه وشركائه في مجلس القيادة الرئاسي هو أن “حل الصراع في اليمن لا يمكن أن يكون إلا من خلال عملية سياسية جامعة وشاملة تحت إشراف الأمم المتحدة مع وجود اليمنيين على الطاولة”. دون أن يتطرق الزبيدي إلى أنه سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة.
السياق الزمني
يأتي نشر تلك الادعاءات بالتزامن مع مباحثات علنية بين السعودية وجماعة الحوثي بشأن التواصل إلى سلام شامل في البلاد. ولم يشارك المجلس الرئاسي أو بقية القوى الأخرى المناهضة للحوثيين في هذه المباحثات التي انتهت دون وجود تقدم يذكر.
كما أن الادعاءات تأتي ضمن الحملات الإعلامية المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله التي تحدث بشكل متكرر.
المصادر
الحساب الرسمي لرئيس مجلس القيادة الرئاسي على الفيسبوك -الجمعية العامة للأمم المتحدة
الأمم المتحدة (الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة 2023)-حساب عيدروس الزبيدي على منصة إكس
