المشاهد نت

تبعات تقليص حجم المساعدات الغذائية لليمن

انخفضت المساعدات الغذائية العينية من حصة كل شهر لكل أسرة إلى خمسة أشهر

تعز – مجاهد حمود

تراجع حجم المساعدات الإنسانية التي تحصل عليها الأسر الفقيرة في اليمن هذا العام، وأصبحت تلك الأسر تنتظر طويلًا لكي تتسلم مساعدات غذائية ضئيلة كالدقيق والسكر وزيت الطبخ. 

أم محمد، إحدى المستفيدات في مديرية المظفر بمدينة تعز من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، تقول  لـ “المشاهد”: “تناقصت المساعدات بشكل كبير هذا العام، ولم نتسلم أي شيء منذ أكثر من خمسة أشهر حتى اليوم. كنا في السابق نتسلم سلة غذائية كل شهر، وتراجعت إلى كل ثلاثة أشهر، وكانت السلة تتكون من كيس ونصف دقيق، وعلبتين تحتوي على 4 لترات من زيت الطبخ، و 5 كيلو سكر، وفاصوليا، و2 كيلو ملح”. 

تضيف أم محمد: ” لكن قبل خمسة أشهر، حصلنا على كيس دقيق وزيت 4 لترات فقط”. لا تعلم أم محمد موعد استلام المساعدة المرة القادمة. 

لم تكن العديد من العائلات الفقيرة في مديرية المظفر قلقة بشأن توفير الوجبات اليومية لأن المساعدات الخيرية التي يتم توزيعها بانتظام أسهمت في التخفيف من صعوبات المعيشة في ظل الأوضاع الاقتصادية الكارثية. 

يقول أبو عبد الله، أحد المستفيدين في مديرية شرعب الرونة، لـ “المشاهد”: “أصبح الوضع لا يطاق بسبب التأخر في صرف المساعدات الغذائية، ونقص الكمية والتنوع مقارنة بالعام 2021. في العام 2022، كان يتم توزيع المساعدات كل ثلاثة أشهر، وفي عام 2023، لم نستلم سوى مرة واحدة حتى الآن”. 

يتساءل أبو عبدالله عن سبب تأخر صرف المساعدات والنقص الحاصل ، ولا يعرف كيف يتجاوز هذه الأزمة في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد من غلاء أسعار وانعدام فرص العمل.  

يأتي هذا الانخفاض في كمية السلات الغذائية للأسر المحتاجة، مع زيادة عدد الأشخاص ممن هم بحاجة إلى المساعدة  هذا العام، حيث تشير التقارير الأممية إلى 21.6 مليونًا، من 31.2 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة. 

تقليص المساعدات 

أوضح تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بأن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تقليص حصص المساعدات إلى 40 بالمائة من السلة الغذائية نتيجة النقص الحاد في تمويل قطاع الأمن الغذائي والزراعة .

إقرأ أيضاً  وفد من مكتب المبعوث يختتم زيارة إلى عدن

وأضاف بأن برنامج الأغذية اتخذ قرارات صعبة بشأن المزيد من التقليصات في برامج المساعدات الغذائية في جميع أنحاء البلاد  نتيجة تدهور وضع التمويل في الأشهر المقبلة بشكل كبير.

وبحسب التقرير،  تتطلب خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 4.3 مليارات دولار أمريكي للوصول إلى 17.3 مليون شخص من الفئات الأشد ضعفًا الذين يحتاجون إلى الدعم الإنساني. مضيفاً بأن العدد الإجمالي المتوقع للأشخاص المحتاجين انخفض  بشكل طفيف في العام 2023،  لكن التقدم المحرز في العام السابق 2022 كان هشاً للغاية .

خطر المجاعة

يشير تقرير أممي عن الوضع في اليمن إلى أن نقص التمويل يفاقم انعدام الأمن الغذائي ويعرض الاستجابة الإنسانية للخطر في اليمن حيث يشكل نقص التمويل في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2023 م تهديدًا متصاعدًا للوضع الحرج في اليمن.

تلقت خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن نحو 1.34 مليار دولار أمريكي، بما يعادل 30% فقط من التمويل المطلوب، ويقدر المبلغ المطلوب بـ 4.34 مليارات دولار أمريكي لتقديم المساعدات إلى 17.3 مليون شخص الذين ينتمون إلى الفئات الأشد ضعفاً في البلاد. 

هذه الفجوة التمويلية الكبيرة ستتعرض الاستجابة الإنسانية للخطر، وستجبر منظمات الإغاثة على تقليص البرامج الضرورية أو إغلاقها.

سيؤدي إغلاق بعض الخدمات الأساسية وتقليصها، مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية ، إلى انخفاض في عدد الأشخاص الذين يتم الوصول إليهم بمن فيهم أولئك الأكثر عرضة للخطر، مثل النازحين والنساء والأطفال.

توقف القتال في العديد من الجبهات في اليمن منذ انطلاق الهدنة في العام الماضي، وانخفضت نسبة النزوح المرتبط بالنزاع. ومع ذلك، تستمر الخدمات الأساسية في التدهور ولا زالت أسعار المواد الغذائية مستمرة في الارتفاع في ظل تدهور الاقتصاد الوطني وتراجع المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإغاثية. 

مقالات مشابهة