المشاهد نت

ما التحديات البيئية التي خلقتها الحرب في اليمن؟ 

مقلب نفايات غرب مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية وهو مقلب بديل وقريب من وادي الضباب بسبب اغلاق جماعة الحوثي للطريق الواصل للمقلب البعيد شمال المدينة

عدن  – نبيل شايع : 

 في ذكرى يوم البيئة العربي الذي يصادف الرابع عشر من أكتوبر، يتحسر اليمنيون على الدمار الذي حل في بلادهم  بسبب الحرب التي تدخل عامها التاسع، ولم تكن البيئة في اليمن في منأى عن الأضرار التي خلفتها في السنوات الماضية. 

بعد اندلاع الحرب، ظهرت أزمة المشتقات النفطية وأزمة غاز الطبخ، وأصبح الحصول على أسطوانة الغاز أمرًا صعبًا لآلاف في العديد من المحافظات، الأمر الذي دفع المواطنين إلى الاعتماد على الحطب بدلًا عن غاز الطهي. ووجد العاملون في الاحتطاب طلبًا متزايدًا على الحطب في العديد من المدن اليمنية، وكان لذلك الأمر تأثيرًا كبيرًا على الغطاء النباتي في المناطق الريفية. 

في بعض المدن اليمنية، أصبح توفير الماء مهمة صعبة للسكان، وظهرت مشكلة طفح مجاري الصرف الصحي في صنعاء وعدن وتعز والحديدة بسبب الغارات الجوية والضربات  التي استهدفت خزانات المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي، وانتشرت النفايات في الشوارع في ظل عجز المؤسسات المعنية بالنظافة عن نقلها إلى مكبات النفايات. 

وفي ظل غياب الدولة والرقابة على العديد من القطاعات، انتشرت ظاهرة الحفر العشوائي للآبار في  مناطق يمنية عدة.  تضررت الأراضي الزراعية أيضاً بسبب  زراعة الألغام في العديد من الوديان والطرقات والجبال وعزوف المواطنين عن الزراعة وتزايد الهجرة من الريف إلى المدينة. 

صندوق النظافة في مدينة مأرب

بحسب تقارير، بلغ إجمالي الألغام المزروعة المضادة للأفراد 5892 حتى يناير من العام 2023   والمضادة للدبابات 134.632. 

لم يكن تأثير تلك الألغام مقتصرًا على البشر فقط، بل وصل ضررها إلى البيئة، حيث تضرر القطاع الزراعي وتدمرت 334 مزرعة كلياً، وتعرضت آلاف من المواشي للنفوق.  كان للحرب تأثير سلبي على الثروة الحيوانية، وتسبب بانخفاض أعداد الثروة الحيوانية وتقلصت مساحة الرعي.  بحسب الإحصاء الزراعي، وصل عدد الماعز في عام 2015 إلى 9,267, 273، لكن العدد تراجع  إلى 8,644,657. 

إقرأ أيضاً  تفاصيل ضبط شحنة أسلحة مهربة بلحج

  تسببت الحرب في إضعاف عمل المؤسسات الحكومية المعنية بالمياه والبيئة، وأوقفت المؤسسات الدولية التمويل والمنح التي كانت تقدمها للمؤسسات اليمنية المهتمة بالجوانب الزراعية والبيئية. 

الحرب تدمر التنوع الحيوي

 يؤكد أستاذ البيئة الدكتور جواد الوبر في حديثه لـ “المشاهد” أن  الحرب في اليمن ساهمت في تدمير البيئة، وكمثال على هذا التدمير انتشار التلوث الكيميائي الناتج الذي يؤدي إلى  تدمير التنوع الحيوي .

 يضيف الوبر أن التلوث الضوضائي الناتج عن الحروب يعمل على هروب العديد من الكائنات الحية من مناطق تواجدها الطبيعي إلى مناطق أخرى قد لا تناسبها في الاستمرار بالحياة، لكنها مضطرة للبحث عن الاستقرار والأمان، وبسبب ذلك يرى الوبر أن الكثير من الحيوانات، بخاصة الطيور النادرة في اليمن، قد انقرضت بشكل كبير في فترة الحرب. 

مسؤولية مشتركة 

عمر بن شهاب، مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بوادي وصحراء محافظة حضرموت، يقول لـ “المشاهد” إن التساهل مع القضايا البيئية وخاصة فيما يتعلق بقضايا التلوث يعتبر خطرًا لواقعنا وللأجيال القادمة ،موضحاً بأن الخطر المهدد في الوقت الحالي هو التغيرات المناخية وخاصة الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

 يضيف شهاب: “إن الحفاظ على التنوع الحيوي سيخلق توازنًا بيئيًا لحضرموت بينما القضاء على الغطاء الأخضر وقتل الحياة البرية سيخلق وضعًا بيئيًا معقدًا يصعب التعامل معه”. 

يناشد شهاب جميع الجهات المعنية المحلية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني للتعامل الجاد مع قضايا البيئة كونها لا تقل أهمية عن القضايا الأخرى. 

وفي حديثه لـ”المشاهد”، يحث الدكتور عبد الله الهندي، المدير العام بوزارة المياه والبيئة، وسائل الإعلام المحلية على العمل في التوعية بالقضايا البيئية،ويؤكد على دور المواطنين في الحفاظ على بيئتهم ومساندة الجهود التي تبذل في سبيل ذلك.  يختم الهندي حديثه، ويقول: “إن الحفاظ على البيئة تُعد مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطنين والمنظمات المعنية المحلية والدولية”. 

مقالات مشابهة