تعز – فهمي عبدالقابض:
أعلنت جماعة الحوثي، أمس، عن مبادرة تتضمن تشكيل إدارة مشتركة لإدارة محافظة تعز.
وقال رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي مهدي المشاط، في كلمة له خلال زيارة إلى مناطق سيطرة الجماعة شرق مدينة تعز، إن مبادرته تتضمن “إدارة مشتركة” للمحافظة لتجنيب المحافظة الصراع، حسب قوله.
وتسيطر جماعة الحوثي على خمس مديريات من محافظة تعز، بالإضافة إلى الجزء الشرقي من مدينة تعز، وهي منطقة الحوبان.
مبادرة مرفوضة
نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي في محور تعز عبدالباسط البحر، علق في حديثه لـ”المشاهد”، معتبرًا أن جماعة الحوثي ليس لديها جدية، وهي تناقض نفسها، ومازالت تقصف المدينة بشكل مستمر، لافتًا إلى أن المبادرة تتناقض مع الواقع.
وأضاف البحر أنه إذا ما وجدت جدية ومصداقية في هذه المبادرة، فإن تعز ستتعاطى معها، أما الذي يطلق من أجل الاستهلاك الإعلامي، حسب وصفه، وفي ظل ما تقوم به الجماعة من حصار على المدينة، فإن ذلك “هراء”، حد تعبيره.
من جهته، أوضح مدير الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام في تعز، محمد سفيان، في حديثه لـ”المشاهد”، أن هذه المبادرة مرفوضة شكلًا ومضمونً، ومحل سخرية الجميع، كونها تطرح في وقت مازالت فيه تعز محاصرة من جميع الجهات.
وأضاف سفيان: “لو كانت هناك جدية منها، كان الأولى أن يتم التعاطي أولًا مع جميع المبادرات السابقة المتضمنة فتح الطرقات ورفع الحصار وإيجاد مناطق آمنة لتنقلات المدنيين”.
خديعة للتغطية على الفشل
ووصف رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح أحمد المقرمي، مبادرة المشاط، في حديثه لـ”المشاهد”، بأنها “طعم ساذج لأبناء تعز”.
وأضاف المقرمي أن أبناء تعز أكثر حصافة وفهمًا لهذه الخديعة والتعاطي معها.
وأشار إلى أن هذه المبادرة هي تغطية على فشل الحوثيين في احتواء قضية غزة، كونهم يقدمون أنفسهم كإحدى ركائز محور المقاومة، كما يدعون.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي موسى المقطري، في حديثه لـ”المشاهد”، إن هذه المبادرة مجرد تغطية على فشل الحوثيين في ملف مفاوضاتهم مع السعودية، وتحديدًا في ملف المرتبات.
وأضاف المقطري أن هذه المبادرة ما هي إلا ذريعة للتغطية على فشلهم في حشد الدعم لمقاومة غزة.
من جانبه، قال الناشط الشبابي أحمد الشميري، لـ”المشاهد” إن جماعة الحوثي سبق أن التفت على تعز وغيرها في أكثر من مبادرة واتفاق، فلجأت لهذه المبادرة لكسب الوقت وترتيب أوراقها السياسية والعسكرية.
يشار إلى أن جماعة الحوثي ومنذ أكثر من ثماني سنوات، تغلق كافة المنافذ الريئسية الواصلة إلى مدينة تعز، وتستخدم حصار تعز -حسب محللين- كورقة ضغط سياسي في مختلف المفاوضات.
