المشاهد نت

فتح الطرق.. الاتفاق الذي لم ينفذ حتى الآن 

طرق بديلة تربط بين محافظة لحج وتعز -

لحج – صلاح غالب 

السفر بين المحافظات اليمنية أصبح مخاطرة، وهذا هو الحال منذ اندلاع الحرب عام 2015. الاشتباكات المسلحة، وقطع الطُرق الرئيسية، وتعدد النقاط النقاط الأمنية، جعلت السفر من منطقة إلى أخرى أمرًا محفوفًا بالمخاطر والتحديات. 

برغم توقف الحرب منذ بدء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في إبريل العام الماضي، لم يتحسن الوضع في الطرق كثيرًا، ولا زالت بعض الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظات الشمالية والجنوبية مغلقة، ولا زال الدمار الذي تعرضت له الطرق قائما حتى اليوم. 

تشير دراسات إلى أن العمليات العسكرية في اليمن تسببت بتدمير ما لا يقل عن 100 جسر وحوالي ثلث الطرق المعبدة في اليمن (بطول 5 آلاف إلى 6 آلاف كيلومتر). واستخدمت أطراف الصراع الطُرق لخدمة أهدافهم العسكرية.

ماجد القدسي، سائق شاحنة نقل بضائع، يقول لـ “المشاهد” إن سائقي الشاحنات الخاصة بنقل البضائع لا يزالون يواجهون مخاطر كثيرة، بسبب وعورة الطرق البديلة، لا سيما طريق نقيل هيجة العبد وطريق مديريتي القبيطة وحيفان على أطراف محافظة لحج.

تربط طريق هيجة العبد محافظتي لحج وتعز، ويستخدمها المسافرون من وإلى تعز في ظل إغلاق الطرق الرئيسية بين محافظات تعز، ولحج وعدن منذ نشوب الحرب في اليمن وسيطرة جماعة الحوثي على العديد من مديريات تعز. 

نظرًا لوعورة الطريق وازدحامها، شهدت هيجة العبد عشرات الحوادث خلال السنوات، إذ تشير إحصائية منظمة سام للحقوق والحريات إلى أن أكثر من 180 شخصا توفوا وأصيبوا في حوادث سير بطريق هيجة العبد من 2017 إلى 2021.  

أعلن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في نوفمبر 2020  عن إنزال مناقصة لإعادة صيانة هيجة العبد بتكلفة 20 مليون ريال سعودي، وفي مايو من العام الماضي، وتم البدء في العمل. لكن لم يتم الانتهاء من صيانة الطريق ورصفها حتى اليوم. 

غانم النجاشي، ناشط مجتمعي في عزلة النجيشة، مديرية المقاطرة، محافظة لحج، يقول لـ “المشاهد”: “في الوقت الراهن، لا يزال نقيل هيجة العبد مغلقاً للصيانة منذ منتصف يونيو، وتم تحويل الطريق الرابط بين محافظتي لحج وتعز إلى الطريق البديل طريق كربة – الصحى بمديرية المقاطرة”. 

إقرأ أيضاً  أسعار الذهب والصرف

يشير النجاشي إلى أهالي منطقة كربة في لحج يطالبون الجهات الرسمية بسرعة صيانة الطريق للتخفيف من الحوادث المرورية، حيث بلغ عدد الحوادث منذ مطلع العام الجاري 145حادثاً، وتسببت بوفاة عشرة أشخاص، وخسائر مادية، وتلف كميات كبيرة من البضائع. 

السيول والجبايات

سجلت إحدى الطرق البديلة في لحج لوحدها 145 حادثا منذ بداية العام الجاري حتى أكتوبر الجاري

يقول القدسي إن سائقي الشاحنات يدفعون ضريبة  للجمارك مرتين، في المنافذ التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية والمنافذ التي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وهذا الأمر يتسبب بعبء مالي على التجار، ويتسبب في رفع أسعار السلع. 

بحسب القدسي، يعاني السائقون من الإجراءات التعسفية والاحتجاز وفرض الرسوم غير القانونية عند نقاط التفتيش المتعددة التي تديرها الجماعات المسلحة. 

يوضح أحد وجهاء مديرية حيفان جنوب محافظة تعز الشيخ شاكر الأثوري لـ “المشاهد” أن السيول جرفت حافلات للمسافرين و 13 شاحنة محملة بالبضائع التجارية في أواخر يونيو هذا العام في طريق وادي الضباب بمديرية حيفان بتعز، وهي طريق بديل يربط محافظتي لحج وتعز.

يدعو الأثوري أطراف الحرب إلى العمل على فتح الطرق المغلقة بين محافظتي لحج وتعز، ومنها طريق حيفان – طورالباحة للتقليل من الخسائر البشرية والمادية جراء عبور طرق وعرة تتدفق فيها سيول جارفة في موسم الأمطار، وقد تودي بحياة المسافرين، أو تتسبب لهم بإصابات، ولا يجدون الرعاية المناسبة والسريعة في تلك الأماكن البعيدة. 

في يوليو من العام الماضي، قدّمت الأمم المتحدة اقتراحًا بشأن فتح الطرق على مرحلتين. وبحسب المقترح الأخير، تشمل المرحلة الأولى أربع طرق في للتخفيف من معاناة المدنيين، وتشمل المرحلة الثانية “التزام الطرفين بفتح الطرق الرئيسية في تعز ومحافظات أخرى، بما فيها مأرب والبيضاء والجوف والحديدة والضالع”. لكن لم تتفق أطراف الصراع على تنفيذ المقترح، ولا زال اليمنيون حتى اليوم ينتظرون اتفاقًا على فتح الطرق في البلاد. 

لا يستطيع القدسي التخلي عن مهنته كسائق شاحنة، لأن هذا عمله منذ سنوات، وكل يوم يقود الشاحنة في الطرق الوعرة والبديلة ويأمل أن يحل السلام في اليمن، ويصبح التنقل بين المحافظات اليمنية يسيرًا كما كان قبل الحرب. 

مقالات مشابهة