المشاهد نت

النشر الإلكتروني البديل عن التقليدي

النشر الذاتي الالكتروني - صورة تعبيرية

نيويورك- نجلاء العمري :

يواجه الكتاب اليمنيون الكثير من التحديات التي تجعلهم لأوقات كثيرة يحجمون عن نشر كتبهم، أو لا يستطيعون نشرها، سواء بسبب المعوقات المادية، أو بسبب شروط دور النشر وآلياتها الصعبة، أو بسبب إحساس الكاتب أنه مستغل من قبل تلك الدور، حسب آراء عينة من الكتاب اليمنيين تم استطلاع رأيهم أثناء الإعداد لهذا التقرير، بالإضافة إلى أن دور النشر لا تقدم الخدمات المطلوبة كتوزيع الكتاب بشكل جيد وتسويقه.
وهذا ما يقود الأجيال الجديدة من الكتاب، حسب دراسة للدكتور خالد العزب، حول النشر في الوطن العربي، إلى الاتجاه نحو النشر الذاتي على شبكة الإنترنت، ويؤكد العزب في دراسته ارتفاع عدد الكتب المنشورة بشكل ذاتي، إذ بلغت في العراق 674 عنوانًا، في مصر 1832 عنوانًا، وفي السودان 2274 عنوانًا، لافتًا إلى أن هذا كان حصرًا مبدئيًا في حده الأدنى، وقابلًا للزيادة.

الكاتب اليمني ودور النشر التقليدية

سوق النشر في اليمن، حسب الصحفي والروائي صقر الصنيدي، الذي أصدر مؤخرًا روايته “رحلة رأفت”، يصفها بأنها محبطة جدًا، ومحاطة بالأسرار. فالكاتب اليمني الذي يريد طباعة كتابه في دار نشر يمنية، لا يعرف كم نسخ تمت طباعتها من كتابه، ولا يدري كم تم توزيعه، وهل يجد حقه من التسويق أم لا، حسب تعبيره.

الكثير من دور النشر العربية والأجنبية، ومن خلال القائمين عليها، يرغبون فقط بالمكسب المالي، مع عدم منح المؤلفين أي مردود


ويضيف الصنيدي، في حديثه لـ”المشاهد”، أن كل من يؤلف كتابًا يجد مشاكل عدة في انتظاره، فعليه -كما يقول- أن يدفع مقابل طباعة عمله، ثم بعد ذلك عليه أن ينتظر للحصول على مجموعة نسخ من الناشر. وفي حال طلب المؤلف المزيد من النسخ، مطلوب منه أن يدفع ثمن تلك النسخ، مثله مثل أي زبون آخر.
ويشير إلى أن من أهم المشاكل التي تواجه الكاتب اليمني، أن دور النشر لا تعتبر أن تسويق الكتاب وتوزيعه هو مشروعها الخاص، بل مشروع الكاتب نفسه.
من جهته، يوضح جميل حاجب، وهو شاعر يمني، وله إصدار حديث من مجموعتين شعريتين جديدتين، خلال العامين الماضيين، أن هناك صعوبات جمة تعترض طريق النشر، مع عدم وجود دور للنشر في الداخل، واختفاء دور المؤسسات الثقافية، والشلل التام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
أما بخصوص الطباعة خارج اليمن، فيرى حاجب، في حديثه لـ”المشاهد”، أن الكثير من دور النشر العربية والأجنبية، ومن خلال القائمين عليها، يرغبون فقط بالمكسب المالي، مع عدم منح المؤلفين أي مردود.
ويأمل الشاعر حاجب أن يكون هناك دور نشر ناشئة تستطيع أن تذلل كل الصعوبات التي يواجهها المؤلف اليمني، فهناك بارقة أمل في دور نشر بدأت في العمل مؤخرًا، يتمنى أن يكون عملًا مختلفًا وقادرًا على تسويق الكتب بشكل أفضل.
الروائية نبيلة الوليدي، في حديثها لـ”المشاهد”، تقول إنها محظوظة لأن جميع رواياتها وكتبها تنشر على حساب دور النشر، غير أنها تتمنى أن تحصل على نسبة مبيعات أكبر.
لكن ليس هناك ترويج واسع للمؤلفات من قبل دور النشر اليمنية، حسب الوليدي التي تدعو إلى أن يكون هناك جهود أكبر لدور النشر في الترويج للمؤلفات، وهو ما لم يحصل مع مؤلفاتها.

إقرأ أيضاً  دور النساء في تحسين جودة الدراما اليمنية

النشر الإلكتروني الذاتي كبديل لدور النشر التقليدية

وحول الحلول الممكنة للمشاكل التي يواجهها الكتاب اليمنيون مع دور النشر، هناك وسائل النشر الإلكتروني الذاتي، فهل سوف يصبح هو البديل الأمثل لدور النشر التقليدية التي يرى الكثير من الكتاب أنها تهضم حقوقهم المادية، وتفرض عليهم الكثير من القيود، مع عدم قيامها بدورها بالشكل المطلوب في توزيع الكتاب وتسويقه.
إلى مدى يتجه الكاتب اليمني إلى بدائل النشر الإلكتروني الذاتي، بدلًا من دور النشر التقليدية بشكل عام، سواء على المستوى المحلي أو على مستوى دور النشر العربية، يقول الصنيدي: “قد يتمكن الكاتب، وبمساندة أصدقائه، من طباعة عمله مرة أو مرتين، لكنه لن يستطيع أن يفعل ذلك كل مرة، حيث سيكون أمامه طريق مفتوح، هو التوقف عن الإصدار”.
ويضيف أن النشر الإلكتروني قد يكون هو الحل الجيد، وهو المنقذ للكاتب، حسب تعبيره، ويكون قادرًا على الاطلاع على مبيعات كتبه والحصول على أرباحها.
أما الوليدي فتؤكد أنها حاولت خوض تجربة النشر الإليكتروني، لكن مواقع ومنصات النشر لا تتعامل مع الكاتب، لأسباب غير معروفة، بالإضافة إلى أن إقبال القارئ العربي على شراء الكتب الرقمية لايزال ضعيفًا، حسب تعبيرها.
وهكذا تظل تجربة النشر الإلكتروني الذاتي تجربة تستحق الخوض فيها، وطالما أن هذه المحاولة لا تكلف الكاتب الكثير، فهنالك من يعتقد أن الكثيرين سيتجهون نحوها بكل قوة، بخاصة وأن التوجه اليوم نحو القراءة الإلكترونية صار كبيرًا.

مقالات مشابهة