المشاهد نت

غياب الرعاية المطلوبة للمعاقين في اليمن

جانب من فعاليات المعاقين وأنشطتهم في اليمن

تعز – نجوى حسن

يعيش المعاقون ذهنيًا أوضاعًا صعبة في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، وهي المحافظة التي تتعرض للحرب والحصار منذ عام 2015. برغم وجود جمعيات خاصة بالمعاقين جسديًا وذهنيًا في المحافظة، إلا أن هذه الفئة من المجتمع تواجه صعوبات عدة، ولا تحصل على الرعاية التي تحتاجها. 

 أم حنين، مواطنة من تعز، تقول لـ “المشاهد” إنها لم تستطع تسجيل ابنتها في جمعية الأمل للمعاقين ذهنياً يتعز بسبب ارتفاع تكاليف النقل والمواصلات التي تصل إلى ما يقارب 20000 ريال شهريًا، بالإضافة إلى المصاريف الطبية والتعليمية التي تحتاجها حنين كل شهر. 

العديد من العائلات في تعز اضطرت لترك أطفالهم المعاقين ذهنياً في المنزل دون تعليم، حيث تقول أم حنين: “بسبب الوضع المادي وارتفاع  تكاليف رسوم النقل، اضطررت إلى إبقاء ابنتي حنين في المنزل دون تعليم”. 

 حنين حالة واحدة من العديد من الحالات التي لا تستطيع الالتحاق بجمعية الأمل للمعاقين ذهنياً، ويقول العديد من أولياء الأمور الأطفال المعاقين ذهنيًا إنهم لم يتمكنوا من تسجيل أبنائهم المعاقين في الجمعية بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف إرسال أطفالهم إلى  الجمعية بالإضافة إلى الإمكانات المحدودة للجمعية. 

تواجه جمعية الأمل للمعاقين ذهنياً صعوبة في استيعاب جميع الطلاب والطالبات المعاقين ذهنيًا بسبب أزمة النقل والمواصلات، إذ  تصل تكاليف النقل بالشهر إلى أكثر من مليوني ريال، بحسب رضية الشرعبي، أمين جمعية الأمل للمعاقين ذهنيًا في محافظة تعز.

 تضيف الشرعبي لـ”المشاهد“: “كانت جمعية الأمل للمعاقين ذهنياً تملك سابقاً حافلات خاصة لنقل الطلاب، وذلك بفضل دعم صندوق المعاقين، وكان عددها 5 حافلات نقل من مختلف الأنواع. لكن تم نهب تلك الحافلات بالكامل بعد اندلاع الحرب، بسبب وجود المبنى السابق للجمعية في منطقة كلابة التي شهدت مواجهات مسلحة”. 

إقرأ أيضاً  أزمة غاز منزلي جنوبي تعز

في الوقت الحاضر، تفتقر جمعية الأمل للمعاقين ذهنياً نقصاً للدعم المادي والمعنوي، وليس للجمعية مبنى خاص بها، وبلغ عدد الطلاب المعاقين ذهنياً في الجمعية 142 طالبًا خلال العام الماضي، بحسب الشرعبي. 

غياب الدعم

لا تحصل جمعية الأمل للمعاقين ذهنيًا في مدينة تعز على دعم من الحكومة الشرعية، وبالتحديد من من صندوق المعاقين في محافظة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية الشرعية.

توضح الشرعبي: “حاليًا، تحصل جمعية الأمل للمعاقين ذهنيًا على دعم من المنظمات غير الحكومية وأفراد الخير، ولكن هذا الدعم غير كافٍ لتغطية جميع النفقات التشغيلية للجمعية. وبسبب نقص الدعم، أصبحت الجمعية غير قادرة على استيعاب جميع الطلاب المعاقين ذهنيًا في محافظة تعز، حيث يبلغ عددهم 142 طالبًا وطالبة”. 

صبري المعمري، مدير صندوق المعاقين في محافظة تعز، يقول لـ “المشاهد” إن صندوق المعاقين في تعز لا يتلقى أي دعم من صندوق المعاقين في محافظة عدن، ويشير إلى أن ارتفاع الأسعار وانهيار أسعار الصرف، بالإضافة إلى عدم تعاون صندوق المعاقين في عدن في صرف النفقات التشغيلية، أدى إلى تفاقم معاناة المعاقين في تعز. 

يضيف المعمري: “يواجه صندوق المعاقين صعوبات في توفير النفقات للمراكز والجمعيات في تعز، بسبب عدم توفر تلك الدعم المالي، حيث يصل عدد المعاقين في محافظة تعز إلى أكثر من 14,000 شخص”. 

تقارير لمنظمات دولية تشير إلى أن عدد المعاقين قبل الحرب يقدر بنحو 3 ملايين، وبعد نشوب النزاع المسلح عام 2015، ارتفع العدد إلى 4.5 ملايين شخص، ومن المتوقع أن يكون العدد أعلى بكثير في ظل استمرار الحرب وانتشار الألغام في العديد من المناطق اليمنية. 

مقالات مشابهة