المشاهد نت

الشيباني.. شغف صناعة الأفلام القصيرة منذ الطفولة

تعز – معاذ العبيدي

إنتاج المحتوى المرئي عمل محفوف بالمخاطر في مجتمع تسيطر عليه المجاميع المسلحة التي تغضب وتقلق عندما ترى المصورين والكاميرا. منذ اندلاع الحرب في اليمن، أصبحت صناعة الأفلام أمرًا معقدًا بسبب التحديات الكثيرة التي أوجدها الصراع منذ 2015، لا سيما الاضطراب الأمني والسياسي وصعوبة الحصول على الأجهزة الحديثة التي تساعد في صناعة محتوى مرئي جذاب. 

برغم تلك التحديات، استطاع بعض صناعي الأفلام في اليمن تحقيق نجاح مشجع، وتمكنوا من إنتاج العديد من الأفلام القصيرة التي تتناول قضايا مجتمعية مهمة. العشريني صالح الشيباني واحد من أولئك الشباب الذين استطاعوا التغلب على الصعوبات، وعملوا على إنتاج الأفلام القصيرة في ظل ظروف بالغة الصعوبة.  

بدأ الشيباني العمل في صناعة الأفلام القصيرة بمحافظة تعز قبل عدة سنوات، واستطاع من خلال جهوده الذاتية إنتاج أكثر من عشرين فلمًا قصيرًا، حيث تناولت أفلامه قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، التعليم والعنصرية والطبقية وزواج القاصرات والانتحار. كان مسؤولًا عن كتابة السيناريو والتصوير والإخراج في معظم الأعمال التي أنجزها طوال السنوات الماضية.

بداية الشغف

بدأ شغف الشيباني بصناعة الأفلام في مدينة تعز، عندما كان طالبًا في المدرسة، وكان مهتمًا بالرسم، فتكون لديه اهتماما في إعداد المحتوى المرئي في الخاصة بالتصميم وصناعة المحتوى، كبرنامج “الرسام”. 

بعد تخرجه من الثانوية في مدينة تعز عام 2017، بدأ بدراسة الجرافيكس، وقرأ كثيرًأ عن الرسوم المتحركة والمونتاج، وتعلم العمل على برامج “الفوتشوب” و “البريمير”، الأمر الذي ساعده على صناعة المحتوى المرئي، وينشره على اليوتيوب. كان الشيباني يستخدم الجوال للتصوير، ولم يكن يمتلك كاميرا حتى عام 2019 عندما التحق بقسم الإعلام في جامعة تعز. 

يرى الشيباني أن إنتاج الأفلام القصيرة أسهل من الأفلام الطويلة، ويستطيع العمل على بعض الأفلام القصيرة وحيدًا، وقريبًا سيعلن عن فيلمه السينمائي الطويل الأول في تعز.

المشاركة في المسابقات

بعد سنوات من التعلم والعمل، قرر الشيباني المشاركة في مسابقات الأفلام القصيرة، وكانت المسابقة الأولى على مستوى مدينة تعز عام 2020، وعندما قدم لهم فكرة الذي كان بعنوان “بيضة”، لم تحظ الفكرة بالموافقة. لكنه لم يستسلم، وبدأ بتحويل الفكرة إلى فيلم قصير بالتعاون مع زملائه، ثم نشروه في مواقع التواصل الاجتماعي. حقق الفيلم القصير آلاف المشاهدات واستضافته قناة يمن شباب للحديث عنه. 

إقرأ أيضاً  آخر المستجدات حول تشغيل مطار المخا

وفي نفس العام، فاز فيلمه القصير تحت عنوان “واقع آخر” بجائزة جامعة تعز للأفلام القصيرة، وفي عام 2021، فاز فيلمه “بلا حراك” بجائزة جامعة تعز للأفلام القصيرة، وفي عام 2023، حقق فيلمه “حياة” نفس الجائزة. 

 بعض من الأفلام القصيرة التي انجزها الشيباني تم عرضها في مهرجات عالمية متنوعة  مثل مهرجان Liftoff  ، وهو مجموعة عالمية من المهرجانات تقام في بريطانيا وأمريكا. 

 وشارك فلماه “حياة” و “وجبة غداء”  في مهرجان AIU السينمائي في الكويت ومهرجان SWIFF  في أمريكا، ووصل فيلمه”حياة” للنهائي وحصل على الجائزة “التنويه الشرفي” من لجنة الحكام، بينما شارك فلماه “مفسبك” و”وجبة غداء” في مهرجان البوابة الرقمية للفيلم القصير، وشارك فلماه ” وجبة غداء” و”حياة” في مهرجان كامبيناس في البرازيل، وتم اختيار فيلم “حياة” للمشاركة في مهرجان أبواب اليمن.  

حتى اليوم، انتج الشيباني 22 فلمًا قصيرًا، 2 في 2020،  و3 في عام 2021 ، و12 في عام 2022، و5 أفلام هذا العام. معظم الأفلام تم إنتاجها بجهوده الشخصية، والبعض منها تم إنتاجها بالتعاون مع بعض الأصدقاء الذين يعملون في هذا المجال. 

صناعة الأفلام.. مهنة مرهقة في اليمن 

  يصف الشيباني مهنة صناعة الأفلام بأنها “مرهقة” خصوصًا لليمنيين، جيث لا يستطيع صانع الأفلام أن يعرف إلى أين سيصل بهذه المهنة في المستقبل. يعتقد الشيباني أنه سيصبح اسم بارز في مجال صناعة الأفلام على مستوى اليمن، وسيسعى الى إيصال صوت السينما اليمنية ورسالتها.

 يختم الشيباني حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “إن صناعة الأفلام ليس مجرد مجال للربح والشهرة، فصناعة الأفلام رسالة سامية، ويجب أن تجد اهتمامًا حول العالم من خلال إقامة الفعاليات مثل أي فن. صناعة الأفلام صوت يعبر عن الشعوب وعن قضاياهم، ومن المهم جدا أن يُشجع الشباب للانخراط والمساهمة بأصواتهم عبر صناعة الأفلام”. 

مقالات مشابهة