المشاهد نت

تبعات استهداف إسرائيل من اليمن

الصورة المتداولة لبطاقة شخصية إيرانية لعبدالملك الحوثي مفبركة

صنعاء- بشرى الحميدي

أعلنت جماعة الحوثي (أنصار الله)، اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 عبر المتحدث الرسمي باسم قواتها في صنعاء، يحي سريع، تبنيها لهجمات بالصورايخ والطيران المسير ضد أهداف في العمق الإسرائيلي، دعما للمقاومة في فلسطين التي تخوض مواجهة عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر وسط تحذيرات أمريكية وغربية من توسع الصراع بشكل لا يسيطر عليه.

وجاء في بيان سريع: إن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكدُ أن هذه العمليةَ هي العمليةُ الثالثةُ نصرةً لإخوانِنا المظلومينَ في فلسطينَ، وتؤكدُ استمرارَها في تنفيذِ المزيدَ من الضرباتِ النوعيةِ بالصواريخِ والطائراتِ المسيرةِ حتى يتوقفَ العدوانُ الإسرائيلي.”

اليمن يعيش حربا مستمرة منذ نحو تسع سنوات بين جماعة الحوثي المدعومة من طهران، والحكومة الشرعية المدعومة من السعودية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. إن دخول جماعة الحوثي على خط الصراع في فلسطين قد يزيد من تعقيدات الملف اليمني الذي فشل فيه أربعة مبعوثين أممين حتى الآن ومبعوث أمريكي خاص، ومبعوث سويدي لإحلال السلام.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت الخميس 21 أكتوبر 2023، عن اعتراض صواريخ ومسيرات من اليمن. يشكل الحدث  تطورًا مفاجئًا في المنطقة التي تشهد توترًا متزايدًا في ظل نشر الولايات المتحدة الامريكية قطعا حربية في البحر الأبيض المتوسط، باالقرب من فلسطين، والبحر الأحمر بالقرب من اليمن.

وزارة الدفاع الأمريكية أوضحت أن  الصواريخ والمسيرات من اليمن كانت متجهة شمالا على امتداد البحر الأحمر، وربما نحو أهداف في إسرائيل، واتهم مسؤولون أمريكيون جماعة الحوثي بإطلاقها.


الكاتب الصحفي الموالي لجماعة الحوثي، طالب الحسني، يقول لـ “المشاهد”: “إن اليمن دستوريا يصنف كيان العدو الإسرائيلي كعدو، ويعتبر القضية الفلسطينية القضية الأساسية والأولى له، وبالتالي هذا التزام يمني عندما تتوفر القدرة، كما أن هناك إجماعًا وضغطًا شعبيًا وتأييدًا سياسيًا من القوى والأحزاب السياسية المنضوية في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ، والقوى المناهضة للعدو الإسرائيلي”.


ويضيف الحسني: “انتصار العدو الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية يشكل خطر وطني وقومي ووجودي على المنطقة كلها، ومن ضمنها اليمن، وهذا يحتم الذهاب إلى أي معركة تمنع العدو الإسرائيلي من الانتصار”.

يشير الحسني إلى أن اليمن أصبح جزءًا من محور المقاومة، ولا حرج في هذا الموقف بخاصة بعد أن تمكنت السلطات الحاكمة في صنعاء من إفشال التحالف الذي قادته السعودية منذ 2015 .

 يتابع الحسني: “التأثيرات السياسية والأمنية لهذا التصعيد قد تحصل…فاليمن في حالة حرب مع هذه القوى التي تملك التأثير ، وهو تأثير ينحصر الآن في التضييق الاقتصادي ولا يتجاوزه”.

رسالة تحذير

فيما يؤكد الكاتب والباحث العراقي في الشأن السياسي والأمني، أثير الشرع، أنه بعد قدوم عدة حاملات للطائرات الأمريكية إلى المنطقة وأسلحة وصواريخ متطورة لدعم الكيان الصهيوني الذي اهتز من الداخل والخارج بعد عملية طوفان الأقصى، أرسلت فصائل المقاومة في المنطقة عدة رسائل وهي تستهدف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق بأن الفصائل جاهزة.

إقرأ أيضاً  إصابة الصحفي شبيطة بثلاث رصاص وحالته غير مستقرة

يضيف لـ “المشاهد”: “الهجوم الصاروخي اليمني كان رسالة تحذير قوية للعدو الذي يعد لاقتحام غزة من الشمال، وفعلا وصلت الرسائل التي أرسلتها فصائل المقاومة واليوم يفكر العدو الصهيوني ألف مرة قبل الإقدام على الهجوم البري واجتياح غزة”.

فيما يرى الخبير العراقي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، مخلد حازم، أن الحرب القائمة الآن بين الكيان الصهيوني وحركة حماس في غزة لها تداعيات في أكثر من منطقة، خصوصًا مناطق محور المقاومة الذي يضم اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين.

  في حديثه لـ “المشاهد”، يقول حازم: “الصواريخ التي انطلقت من اليمن وأسقطتها البارجة الحربية الأمريكية ما هي إلا رسالة تم الاتفاق عليها من قبل محور المقاومة، وفي نفس التوقيت حصل هناك استهداف لقاعدة عين الأسد، وقاعدة حرير، وقاعدة كونيكو في سوريا. هذه رسائل إنذار إلى الجانب الأمريكي الذي يقف مع  الكيان الصهيوني”.
يرى حازم أن هذا التصعيد سيكون له تداعيات بما في ذلك الرد القاسي من الجانب الأمريكي لأنه متواجد اليوم في باب المندب ومضيق هرمز وقواعد في العراق وسوريا ولديه آلة حربية برية وجوية متطورة فيها أنواع من الأسلحة بعيدة المدى والأسلحة الذكية والمتطورة وطائرات الجيل الخامس.

الخبير العسكري والاستراتيجي الموالي لجماعة الحوثي اللواء عبد الله الجفري يقول لـ “المشاهد”: قائد جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي تحدث في أكثر من خطاب، وأكد أنهم في صنعاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حال تدخلت أمريكا في قطاع غزة. “


مصير جهود السلام في اليمن

يقول الباحث بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين لـ “المشاهد”: “إن الصواريخ والمسيرات التي انطلقت من اليمن رسائل واضحة وينظر إليها بالكثير من المعايير ، على سبيل المثال، الجانب الإسرائيلي الذي كان لديه الكثير من التردد من صدق نوايا الولايات المتحدة في حال كان هناك اشتعال في المنطقة وهل ستتدخل أمريكا أو تترك إسرائيل كما جرى مع أوكرانيا، وتكتفي فقط بالدعم المادي “.

ويضيف ” إرسال الصواريخ أعطى نوعًا من الراحة بالنسبة لإسرائيل، ربما هذا السيناريو هو الذي تريده إسرائيل في نهاية المطاف أن تستدرج الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب في حال وجدت إسرائيل نفسها في ظل مستنقع كبير وعميق”.

يتابع جبارين: ” ما حصل تهديد حقيقي لإسرائيل التي قالت إن تلك الصواريخ كانت موجهة إليها، وبالتالي هي معرضة لعدة جبهات، وهذا السبب أعطاها نوعًا من الكبح لجموحها بعد أن وجدت نفسها في حرب متعددة الجبهات .”

الباحث في الشأن الإقليمي والأكاديمي محمد نعناع يرى
أن واشنطن بدأت تهتم بجمع المعلومات اللازمة عن محور المقاومة بعد عملية طوفان الأقصى، وقد ركز الرئيس بايدن على منع استغلال أي طرف للأحداث الجارية بين فلسطين وإسرائيل وهدد بشكل واضح أي دولة أو جماعة تهدف إلى التدخل في هذا الصراع.

 يعتقد نعناع أن استهداف الحوثيين للمصالح الأمريكية في المنطقة يبدو وكأنه يعزز النفوذ الإيراني في المنطقة، وسينتج عن ذلك تنسيق أمريكي خليجي لإبطاء العملية السياسية الجديدة في اليمن حتى لا يستفيد الحوثيون أو الإيرانيون من جهود المصالحة.

مقالات مشابهة