المشاهد نت

نجاح مشروع صناعة الحقائب في تعز

تعز- عدي الدخيني

في العام 2015، تعرض منزل إشراق المقطري في مديرية المظفر بتعزلحريق بعد اندلاع الحرب في اليمن، وأصيب زوجها إثر انفجار حوثية سقطت في السوق المركزي بتعز. بعد تلك الحادثتين، وجدت المقطري نفسها وأطفالها دون عائل أو مأوى.

تقول المقطري، 35 عاما، لـ “المشاهد”: “بدأت أفكر كيف أقوم بإيجاد مصدر رزق لنا، ولم أجد غير فكرة صناعة الحقائب اليدوية، حيث كنت أفكر بهذا العمل منذ سنوات. قبل ثلاثة أعوام افتتحت المشروع وسط مدينة تعز، مشروع تميزت فيه واستطعت من خلاله الحصول على مصدر دخل لأسرتي التي عانت كثيرا بسبب الحرب والنزوح”.

هواية صناعة الحقائب 

في يوم ما قبل خمس سنوات، ذهبت المقطري إلى السوق في مدينة تعز لشراء حقيبة، وتفاجأت بأسعارهن العالية، ووجدت أن الحقائب كلها مستوردة، ولا يوجد منتج محلي. تقول: “فكرت أن أقوم بصناعة الحقائب اليدوية، وكنت أبحث في النت عن تصاميم الحقائب، وكنت أطبق ما رأيته على الإنترنت حتى أصبح لدي مهارة عالية في صناعة أي حقيبة، حاليا أصبح منتجنا يباع في السوق.”

أتقنت المقطري حياكة الحقائب، وسعت إلى تحسين مصدر رزقها وتحسين مبيعاتها، فعملت بجهد، وتمكنت من شراء ما ينقصها من مواد وماكينة لتطوير مشروعها. وبعد أن انتجت بعض الحقائب، ذهبت إلى السوق لبيعها، لكنها واجهت صعوبات في الإيام الأولى. تقول: “كان المتسوقون يقولون إن حقائبي غاليات أو غير جميلات أو أن العمل غير متقن، كنت أخجل، لكنني لم أحبط، بل دفعتني تلك التجربة للعمل على تحسين المنتج لأكون الأفضل”.

صعوبات البداية

في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها مدينة تعز، وفي ظل الحرب والحصار، تجبر الكثير من الأسر على ابتكار مشاريع خاصة وتطوير أنفسهم في مجالات مختلفة، تضمن لهم تحقيق أرباح مادية تخفف من معاناتهم.

إقرأ أيضاً  حرمان المرأة العمل بسبب الزوج

قبل سنوات قليلة لم تكن المقطري تجيد صناعة الحقائب بجودة عالية، واعتمدت على التعليم الذاتي حتى أصبحت منتجاتها معروضة في العديد من المحال بمدينة تعز.

تقول المقطري ل ”المشاهد“: “واجهت الكثير من الصعوبات التي كانت تشكل عائقا كبيرا أمامي ، من هذه الصعوبات، عدم تقبل زوجي، لفكرة صناعة الحقائب، كان هذا يشكل أكبر صعوبة بالنسبة لي، وعدم توفر المواد الخام التي أصنع منها الحقائب. بحثت عن المواد في صنعاء، وكنت أحجز كميات لكنها كانت تصل إلينا بأسعار خيالية. وبرغم هذه التحديات، واصلت الكفاح حتى قمت بتأسيس هذا المشروع. اليوم، استطعت أن أنال ثقة الزبائن لجودة منتجنا، ونحاول دوما التوسع في مشروعنا للاستجابة لأكبر عدد من الطلبات“.

تسويق المنتج

تقضي المقطري يوميا معظم وقتها، وهي تعمل جاهدة على حياكة الحقائب بأنواعها المختلفة، وإلى جانب صناعة الحقائب، كذلك تتولى مسألة تسويق منتجاتها للتجار في مدينتها. تقول المقطري:” عندما نرى منتجاتنا منتشرة في السوق أو مع النساء، أشعر بالسعادة، وهذا يعني أنه إذا سعى الشخص لتحقيق شيء، حتما سينجح “.

ضياء المجيدي، زوج إشراق ومسؤول المشروع، يقول لـ ”المشاهد“:” لو لا إشراق لما وصلنا لهذه المرحلة من إنتاج الحقائب وتجاوز الصعوبات التي واجهتنا، وهذا يعني أن إشراق كانت مؤمنة فكرتها ومصرة على نجاح هذا المشروع “.

يشير المجيدي إلى أن طبيعة العمل في صناعة الحقائب رائع، وكذلك طريقة العمل تصبح أسهل بعد تراكم الخبرة. يختم حديثه، ويقول:” في الأيام الأولى من التجربة، كنا نعمل بمساعدة ماكينة واحدة، وكان في بداية الأمر الإنتاج قليل وغير جيد، ومع الممارسة والجودة زاد إنتاج الحقائب وزاد الطلب “.

مقالات مشابهة