المشاهد نت

بسبب هجمات الحوثيين.. جهود السلام «في مهب الريح»

عدن – شذى سعيد

باتت الهجمات الحوثية على السفن والموانئ البحرية تٌشكل تهديدًا على حركة التجارة والملاحة البحرية في البحر الأحمر.

الأمر الذي اعتبرته القوى الدولية الكبرى تحديًا وتهديدًا للمصالح العالمية في المنطقة.

وفي تصريح للقيادة المركزية الأمريكية عبر بيان لها، فإن أربع هجمات وقعت ضد سفن تجارية منفصلة في البحر الأحمر، الأحد، شنها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن.

وقال البيان: إن هذه الهجمات تمثل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري. لقد عرّضوا حياة الطواقم الدولية التي تمثل دولًا متعددة حول العالم للخطر.

وأشار البيان إلى أن هذه الهجمات شنها الحوثيون في اليمن، وأن لدى الولايات المتحدة كل الأسباب التي تجعلها تعتقد أنها “حصلت على تمكين من إيران”.

وأضاف: “لدينا أيضًا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، رغم شنها من قبل الحوثيون في اليمن، تم تمكينها بالكامل من قبل إيران. وستدرس الولايات المتحدة جميع الردود المناسبة بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين”.

بعد هذا البيان قد تشهد المنطقة تحرك عسكري للأسطول الأمريكي والذي تتركز معظم نشاطاته في البحر الأحمر بهدف حماية الممر الدولي الذي تبحر من خلاله سفن الطاقة والسفن التجارية، كما يرجح ذلك الصحفي والمحلل السياسي فارس الحميري في حديثة لـ “المشاهد“.

وبحسب الحميري فإن الحوثيين عززوا مؤخرًا من اجراءاتهم الاحترازية خاصة في المناطق العسكرية والمنشآت الحيوية، وهو ما يعني بأن مناطق سيطرة الجماعة يمكن أن تشهد ضربة عسكرية مركزة ردًا على عملياتهم في البحر الأحمر.

من جهته، يوضح المحلل السياسي عبد الله الدهمشي تاريخ التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة المرتبط بالمناوشات اللفظية التي تقوم بها إيران منذ قيام ثورة الخميني، والتي ينجم عنها تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحوثيين يخدمون إيران بمحاولاتهم البائسة، على حد وصفه.

عملية السلام في اليمن

بعد أن اقتربت كثيرًا جهود عملية السلام في اليمن من التوقيع على وقف إطلاق دائم للنار وتنفيذ عملية سياسية جامعة على مراحل ثلاث، جاءت هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر لتوقف ما لم يبدأ بعد.

ويرى الحميري أن توسيع الحوثيين لعملياتهم العسكرية يعني الابتعاد أكثر عن أي حل للأوضاع في اليمن.

وأضاف: الوساطة الإقليمية السعودية العمانية أنجزت خارطة طريق للحل في اليمن وتم عرضها مؤخرًا على الأطراف اليمنية، وكان يتوقع أن يتم التوقيع عليها للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى منها في نهاية نوفمبر الماضي، لكن التحركات العسكرية الأخيرة للحوثيين تحت مسمى مناصرة غزة، أعاقت تحقيق أي تقدم في هذا الجانب.

إقرأ أيضاً  حرمان المهمشين من الخدمات في اليمن

ويصف الحميري الحوثيون بأنهم يتعيشون على الصراعات، فعندما توقفت الحرب بفعل الهدنة غير الرسمية في الداخل اليمني حرصت على الدخول في معترك جديد، هذا المعترك الجديد سيمثل عقبة جديدة أمام الحل في اليمن، ويوصل رسالة للخارج بأن الجماعة هي من تمتلك زمام المبادرة، وأن أي حل يجب أن يكون وفقًا لما يلبي رغبات الجماعة المسلحة، بحسب تعبيره.

وفي حديثه لـ«المشاهد» رجح الدهمشي تعطل وإعاقة لما كان قد وصل إليه من تفاهمات حول خارطة الطريق، وقال: لا أظن أن هذا العام أو ما تبقى من هذا العام من أيام سوف تشهد أي تقدم في مسارات الجهود الإقليمية والدولية للوصول بالأزمة اليمنية إلى خارطة طريق تفتح الباب على عملية سلام شامل ودائم ومستدام.

وكانت الحكومة البريطانية نددت، يوم الاثنين، بهجمات تعرضت لها سفن تجارية في البحر الأحمر، وحملت إيران المسؤولية بسبب ضلوعها في دعم جماعة الحوثي التي شنت الهجمات.

وقالت الحكومة البريطانية في بيان: “المملكة المتحدة ملتزمة بضمان سلامة الملاحة في المنطقة”، مضيفة أن هذه المياه حيوية للتجارة وأن الأحداث أظهرت أهمية وجود البحرية الملكية هناك.

وفي وقتٍ سابق في نوفمبر الماضي، قام الحوثيون باحتجاز سفينة نقل سيارات مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ولا يزالوا يحتجزون السفينة بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية.

وتبنت جماعة الحوثي، يوم الأحد هجومًا جديدًل على سفينتين تجاريتين زعمت بأنهما “إسرائيليتين” في مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر.

وقالت الجماعة بلسان ناطقها العسكري يحيى سريع إن قواتهم البحرية استهدفت سفينتين إسرائيليتين في باب المندب وهما سفينة (يونِتي إكسبلورر) وسفينة ( نمبر ناين)، بصاروخ بحري والسفينة الثانية بطائرة مسيرة بحرية.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة شنت جماعة الحوثي سلسلة من الهجمات الصاروخية والمسيرة باتجاه اسرائيل، وعمليات القرصنة على خطوط في البحر الاحمر، وسط مخاوف دولية من اتساع دائرة الصراع في المنطقة.

وتتعرض الملاحة العالمية بشكلٍ مُتكرر للاستهداف مع تهديد حرب إسرائيل وحماس بالتحول إلى صراعٍ إقليمي واسع، حتى في الوقت الذي توقفت فيه المعارك مؤقتاً وتم تبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل، حيث أفرجت حماس عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لديها.

مقالات مشابهة