المشاهد نت

بيع الدواء دون وصفة.. خطأ يتكرر في اليمن

بيع الدواء دون وصفة.. خطأ يتكرر في اليمن_

تعز- معاذ العبيدي :

يتجاهل العديد من الصيادلة في اليمن خطورة استخدام المرضى للمسكنات باستمرار، ويقومون بصرفها، وبيعها بشكل عشوائي دون وصفة طبية. وعندما يأتي إليهم المرضى، لا يترددون في صرف أدوية لهم بعد أن يصف المريض مشكلته الصحية.

صرف الدواء دون وصفة طبية يشكل خطر بالغ على بعض الفئات في المجتمع، ككبار السن، والأطفال، والمصابين بأمراض مزمنة، حيث قد يؤدي استهلاك المسكنات إلى نتائج عكسية تقود إلى مضاعفة المرض أو الموت، بحسب أطباء. لا يجوز للصيادلة صرف الدواء دون وصفة طبية  إلا في الحالات التي لا يمكن للعلاج أن يتسبب بآثار جانبية على المريض.

نشوان الحسامي، مدير عام المستشفى الإحساني ومستشار مكتب الصحة في مدينة تعز، يقول لـ “المشاهد” إن الوضع الصحي في تعز واليمن عموما يعاني من مشكلات عدة، ولا توجد مراكز متخصصة تقوم بتشخيص الحالات، وتقدم لهم العلاج حسب الحالة المرضية، دون الحاجة إلى الرجوع إلى استخدام المسكنات بشكل عشوائي.

يشير الحسامي إلى أن غياب الرقابة الصحية والدوائية أحد المسببات للصرف العشوائي للمسكنات، بالإضافة إلى غياب الثقافة الصحية الخاصة، وعدم وجود مراكز متخصصة في صحة الأسرة، وتدني الوعي المجتمعي، وانعدام المراكز الحكومية المجانية التي تقدم الخدمات الطبية سواء الاستشارية أو الوقائية أو العلاجية.

ولا يقتصر الصرف العشوائي للمسكنات على الصيادلة فقط، بل يقرر بعض الأطباء في اليمن المسكنات بشكل عشوائي للمرضى، ويوصونهم باستخدام بعضها لفترات طويلة، خصوصا الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة.

زينب حميد، ربة بيت في مدينة تعز، تقول لـ”المشاهد” إنها ذهبت مؤخرا مع والدتها إلى أحد الأطباء لإجراء بعض الفحوصات الطبية لوالدتها، حيث كانت تشتكي كثيرا من آلام أسفل الظهر وأسفل البطن. أخبرها الطبيب أن والدتها مهددة بالفشل الكلوي. بحسب الطبيب، المهدئات التي استخدمتها أم زينب للتخفيف من آلام النقرس التي تعاني منها تسببت بتدهور أداء الكلى لديها، وفي حال استمرت في تناول تلك المسكنات، قد تصاب بفشل كلوي. توضح زينب أن والدتها استخدمت تلك المسكنات وفقا لتوصية طبيب، وكانت تذهب إلى الصيدلية لشرائها كلما أرادت.

إقرأ أيضاً  آخر المستجدات حول تشغيل مطار المخا

أسباب الصرف العشوائي للأدوية

نعمان الأثوري، أستاذ الصحافة في عدة جامعات في محافظة تعز، يقول إن العديد من الأشخاص في اليمن يتجنب زيارة الأطباء لعدة أسباب، منها تدهور الوضع المادي أو لانشغالهم او لعدم ثقتهم في بعض الأطباء، ولهذا يذهبون إلى الصيدليات لشراء الأدوية دون وصفة طبية.

يشير الأثوري إلى أن بعض العاملين في الصيدليات لا يمتلكون شهادة علمية في علم الصيدلة لأن ملاك الصيدليات يقومون بوضع أحد أقربائهم بجوار الصيدلي للعمل، بينما هم ليسوا صيادلة، ولا يملكون المؤهلات اللازمة، أو اشخاص لم يتخرجوا من الصيدلة، وتخرجوا من مهن طبية أخرى كالمختبرات أوالتمريض. يصف الأثوري هذا الوضع ب “الكارثة”، ويعتقد أن هذا الأمر ناجم عن عدم الرقابة الدورية من قبل مكتب الصحة.

خطر المسكنات

يلجأ بعض الأفراد في اليمن إلى شراء واستخدام المسكنات عند تعرضهم لأي عارض مرضي ، حيث يستخدمونها بشكل عشوائي دون وعي بخطورتها، ويصبح البعض مدمنا على تناولها. يقول الطبيب الحسامي إن هنالك مضاعفات للاسخدام العشوائي للمسكنات مثل الإدمان ومخاطر التسمم الذي قد يؤدي الى الوفاة.

يضيف: “هنالك اعراض ترافق استخدام المسكنات بشكل عشوائي مثل الغثيان، والقيء، والإمساك، ومشاكل في الجهاز الهضمي، واضطرابات في النوم والتنفس، والخطر الأهم هو احتمالية الإصابة بالفشل الكلوي”.

يختم الحسامي حديثه، ويقول: “لا بد من الحد من المشاكل الناتجة عن صرف المسكنات بطرق عشوائية من خلال تحسين الرعاية الصحية، وتدريب الأطباء والصيادلة، بحيث تكون لهم القدرة على صرف المسكنات بالشكل الصحيح، ولا بد من توعية المجتمع بمخاطر المسكنات والتعاطي عشوائي لها عن طريق عمل لافتات توعوية في بوابات الصيدليات ومراكز الرعاية الصحية”.

مقالات مشابهة