المشاهد نت

الحرب والإهمال يدمران المعالم الأثرية بتعز

معالم اثرية

تعز-سهيل الشارحي :

تقع عزلة الشراجة في مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، وتتسم العزلة بالأماكن الغنية بالآثار التي تعرضت للدمار بسبب الحرب والإهمال طوال السنوات الماضية. العديد من المعالم الأثرية في تلك المنطقة تبدو اليوم أطلالا، وحتى تلك الأطلال قد تختفي مع مرور الوقت.

على قمة عزلة الشراجة ، يقع حصن الوجيه في قرية عرشان ، ويعد من أهم الحصون التي شيدت منذ عقود كمعاقل دفاعية. وأطلق على الحصن اسم الوجيه نسبة إلى علي بن الوجيه المقرئ، الذي بنى جامع الوجيه، وشيد الحصن على قمة الجبل. كان تشييد الحصن وفقا لتخطيط هندسي وتصميم معماري بشكل دائري، ويوجد مسار متعرج مرصوف بالأحجار، ويقود ذلك المسار إلى الحصن.

وعلى الجانب الشمالي للحصن، توجد ثلاث برك كبيرة للمياه، وفي الجانب الشمالي الشرقي، يوجد برج للحراسة بشكل دائري، ويوجد نفقا سريا للحصن، ويصل النفق إلى أسفل الجبل، لكنه اندثر واختفت معالمه نتيجة لسيول الأمطار، بحسب ساري العرشاني ، مواطن في قرية عرشان في عزلة الشراجة بمديرية جبل حبشي.

يقول العرشاني لـ “المشاهد”: “يوجد على جوانب الحصن بقايا لجدران مبان سكنية ومخازن كانت تستخدم لتخزين الحبوب، والمخازن محفورة في الصخور، إضافة إلى بقايا خزانات للمياه مبنية بالحجارة ومطلية بالقضاض”.

يشير العرشاني إلى أن الإهمال والتهميش الذي حل بالحصن منذ عقود تسبب في طمس بعض من ملامحه المعمارية الأثرية، وما تبقى قد يسقط ويختفي في السنوات القادمة.

سد الوجيه

تم بناء سد الوجيه من خلال جدران مزدوجة، وذلك من أجل الصمود أمام سيول الأمطار، ودعمت تلك الجدران بجسور من الأحجار من الخارج. توجد فتحتين من الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية لتصريف المياه. يستقبل السد مياه الأمطار والسيول عبر ساقية وممرات منحوتة في الجبل ومبنية بالأحجار مطلية بمادة النورة والجص. توجد آيات قرآنية منقوشة بحروف متقطعة على السد من الداخل، ويبعد السد عن الحصن ثلاثة كيلو متر تقريبا.

يقول الشيخ منصر سفيان، شيخ منطقة عرشان ، أن المنطقة كانت تشهد زوار بشكل كبير قبل اندلاع الحرب على الرغم من اندثار بعض من معالم الحصن، لكن عدد الزوار تراجع بشكل كبير بسبب الحرب التي تسهدها اليمن والإهمال المتواصل من قبل الجهات المعنية.

إقرأ أيضاً  الخوف من الوصمة يطيل معاناة المرضى النفسيين في اليمن

بحسب سفيان، حصن الوجيه والسد يمثلان وجهة سياحية للعديد من المناطق المجاورة والبعيدة، لا سيما شلال “الركب”، الذي يجري طوال العام.

يقول جميل علوان، مواطن في منطقة الشراجة ، لـ “المشاهد” إن المزارعين كانوا يعتمدون بشكل أساسي على مياه سد الوجيه للاستفادة منه في ري الوديان المجاورة لزراعة الفواكه والخضروات، لكن السد أصبح اليوم مهددا بالزوال بسبب عدم الترميم، وظهرت على جدرانه تشققات التي تسببت في تسرب المياه.

جامع المقرمي

وعلى جانب الحصن يقع جامع ابن المقرئ والذي شيد في عهد الدولة الرسولية، ويعتبر من أهم المساجد في ذلك العهد، وتم بناءه بالحجارة والقضاض بشكل مستطيل. تغطي الجامع ست قباب، لكن هذه المعالم طمرتها السيول وتسببت في تهديم ثلاث قباب من الجامع. وعلى الجانب الأيسر من الداخل توجد بركة للمياه مرصوفة بالحجارة.

ويعود سبب اختيار هذا المكان لتوفر منبع مياه طوال العام، وخصوبة الأرض الزراعية في المنطقة، إضافة إلى التضاريس الجبلية، والمواقع المرتفعة التي تشرف على المناطق السهلية الممتدة من وادي بني خولان شرقا وحتى الكدحة غربا والمناطق المحيطة بها من الشمال والجنوب.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول صالح سيف، مواطن في منطقة الشراجة، إن المسجد أصبح على وشك الفناء نتيجة الإهمال، وعدم ترميمه منذ زمن، ما تسبب في سقوط سطحه، وتعرضت القباب إلى الانهيار.

حصن الدرب

على الجنوب الغربي لعزلة الشراجة، تحديدا في منطقة الرحبة، يوجد حصن الدرب الذي يتميز بموقع استراتيجي هام من الناحية العسكرية، ويعود تاريخ تشييد إلى قرون من الزمن.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عبد الإله الرحبي الذي يسكن بالقرب من الحصن إن حصن الدرب يمثل موقعا عسكريا هاما، حيث يشرف الحصن على عدة مناطق أهمها سوق الكدحة والذي كان يعتبر قديما من أهم الأسواق لتبادل السلع التجارية. ويشير إلى أن حصن الدرب قد دُمر بالكامل، ويوجد في الحصن شبكات من الألغام والعبوات الناسفة التي تمت زراعتها خلال فترة الحرب التي شهدتها المنطقة.

يؤكد الرحبي أن أطراف الحرب في تعز استخدمت حصن الدرب مقرا لتنفيذ بعض عملياتها العسكرية، نظرا للتحصين القوي الذي يجده المقاتلون في ذلك الموقع الذي يطل على مساحات واسعة من مديريتي المعافر وجبل حبشي.

مقالات مشابهة