المشاهد نت

أمريكا تفشل في إيقاف هجمات البحر الأحمر

تهديدات أمريكا وبريطانيا لجماعة الحوثي

عدن- بشرى الحميدي :

تتصاعد وتنحسر التهديدات الغربية لا سيما الأمريكية والبريطانية لجماعة أنصار الله ( الحوثيين )، ولم يتضح إلى أي حد من الجدية وصلت تلك الدول بشأن الضربات العسكرية التي تنوي تنفيذها في اليمن.

في الثالث من يناير، أصدرت الولايات المتحدة، ومعها 12 دولة بيانا مشتركا، ولوحت أن ذلك البيان هو التحذير الأخير للحوثيين . برغم ذلك، استمرت جماعة الحوثي بعملياتها في البحر الأحمر من خلال استخدام المسيرات والقوارب، ولم يكن البيان كافيا لدفع الجماعة إلى التوقف عن تنفيذ هجماتها في البحر الأحمر.

يقول الحوثيون إن التحذيرات الأمريكية لا تخيفهم، ويعتقدون أن التحالف الذي تقوده أمريكا في البحر الأحمر عاجز عن حماية السفن الإسرائيلية مهما حشدت دول التحالف من قوات. لكن مراقبين سياسيين وعسكريين يرون أن التحذيرات الأمريكية قد تتبعها عمليات عسكرية في اليمن، الأمر الذي قد يدفع البلاد نحو دوامة جديدة من العنف والصراع.

عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد يقول في حديثه ل “المشاهد”: “التهديدات البريطانية والأمريكية ليست الأولى من نوعها، ولن تكن الأخيرة لا سيما وشعبنا تعرض لعدوان أمريكي بريطاني نفذته أجندات وأدوات بالمنطقة… طيلة تسع سنوات”.

يشير الأسد إلى أن العمليات التي تقوم بها جماعة الحوثي ستستمر طالما استمر العدوان والحصار على غزة. يضيف: “لا تهمنا التهديدات البريطانية والأمريكية فنحن في حرب اختارتها أمريكا أن تكون لاسيما بعد استهداف القوات الأمريكية مجموعة من قوتنا البحرية، واستشهاد عشرة منهم في البحر الأحمر وهو اعتداء لن يمر مرور الكرام، وسيكون هناك رد ورد. ستتحمل أمريكا تبعات هذا الاعتداء وتبعات عسكرتها للبحر الأحمر”.

في 31 ديسمبر، قتل عشرة من مسلحي جماعة الحوثي جراء قصف أمريكي على زوارق هاجمت سفينة حاويات في البحر الأحمر، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية أغرقت ثلاثة من أصل أربعة زوارق استخدمها الحوثيون لمهاجمة سفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر.

يعتقد الأسد أن التحالف الدولي الذي أعلنته أمريكا لا يستطيع الصمود طويلا في البحر الأحمر. يقول: “هذا التحالف ولد هزيلا ومات مبكرا. انسحبت من هذا التحالف بعض الدول، وهذا دليل على فشل أي تحالفات، لا سيما وهي تقف موقف المعتدي وما نحن إلا مدافعون عن قضايانا المركزية على رأسها القضية الفلسطينية”.

في ذات السياق، يقول الخبير والمحلل العسكري المقرب من جماعة الحوثي، عزيز راشد، في حديثه لـ”المشاهد”: “لقد أعلن اليمن مرارا منع السفن المتوجهة إلى مواني كيان العدو وحذر الدول من عسكرة البحر الأحمر خدمة للكيان الصهيوني. لقد ارتكبت أمريكا خطأ استراتيجيا بالقيام بالاعتداء على زوارق البحرية اليمنية، وستدفع أمريكا ثمنا باهظا خصوصا، وأن اليمن لديه أفضلية السيطرة الجغرافية، ويمتلك التكنولوجيا القادرة على الرصد والتتبع وجمع المعلومات عن كل السفن المارة من البحر الأحمر والعربي، بالإضافة إلى التعاون في المعلومات مع دول أشقاء وأصدقاء”.

يشير راشد إلى أن جماعة الحوثي لا ترغب في توسيع المواجهة مع أمريكا ومن يحالفها، ولكننا لا نخشى نتائجها، عكس الأمريكي الذي يريد المواجهة ولكنه يخشى من اتساعها ونتائجها العكسية عليه، وهو ما سيناله في الساعات أو الأيام القادمة.

عملية عسكرية محدودة

إقرأ أيضاً  قتلى مدنيون بمسيرة حوثية بتعز

يقول الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إبراهيم جلال، لـ “المشاهد” إن البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة وبريطانيا ومعهما عشر دول أخرى يلوح بقرب عملية عسكرية هجومية محدودة إذا ما استمر الحوثيون وإيران في تهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

ويضيف “ليس واضحا بعد إذا ما كانت دول التحالف العربي ستنخرط في العملية، خصوصا أن المملكة العربية السعودية تقود جهود التهدئة في اليمن بمعية عمان والأمم المتحدة، ناهيك عن أن المملكة والإمارات تسعيان لتجنب هجمات الحوثيين التي قد تعيد استهداف المنشآت الحيوية.”

بحسب جلال، في حال قادت الولايات المتحدة وبريطانيا العمل العسكري، فمن المرجح أن يكون العمل العسكري محدودا، لكنه قد يكون مكلفا، وقد يقود إلى التصعيد في المنطقة.

تجنب التصعيد

يستبعد الخبير في الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبد الواحد، وجود صراع جديد، ويؤكد في حديثه ل “المشاهد”: “هناك قواعد للاشتباك أو اللعبة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. إيران حريصة على عدم تصعيد الصراع في المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى حريصة على أن لا ينتقل الصراع من غزة إلى صراع إقليمي”.

يقول عبد الواحد: “الحوثي قد تجاوز الخطوط الحمراء، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك قواعد للتواجد الأمريكي والبريطاني بهدف السيطرة وعسكرة منطقة باب المندب، ليبقى لتلك الدول تواجد هناك في ظل التنافس الدولي الجيو سياسي على المنطقة، والسيطرة على الممرات المائية حول العالم، في إطار تنافس غربي أمريكي ضد الصين وروسيا وإيران”.

الخبير في الشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، إيهاب عباس، يقول في حديثه لـ “المشاهد” إن الولايات المتحدة وحلفاءها هم حاليا في مرحلة ردة الفعل وليس الفعل، وحتى اللحظة لم تضرب أمريكا مصادر إطلاق النيران ضد السفن العابرة في البحر الأحمر.

يتساءل عباس:” هل ستظل واشنطن على هذا الأمر؟ “ويعتقد أن أمريكا لديها خيارات محدودة في اليمن، ويقول:” للولايات المتحدة الأمريكية خياران. الخيار الأول هو التصعيد ضد الحوثيين وتستبق أعمالهم وتقوم بضرب الأراضي اليمنية لمنعهم من تهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر، وهذا التحرك سيكون محفوفا ببعض المخاطر، حيث يستلزم عمليات عسكرية كثيرة، ودعم لوجستي وسيتأثر الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية مع اقتراب السنة الانتخابية، وهذا سيؤثر على وضع الإدارة الأمريكية “.

يضيف:” الخيار الآخر هو أن تسكت أمريكا، وتقوم فقط بردة الفعل، كما يحدث الآن، وسيؤدي ذلك إلى زيادة وتيرة الهجمات من قبل الحوثيين ، لأنهم ينفذون أوامر إيران، وإيران تدفع بهذا الاتجاه لزيادة التوترات، وهذا لن يكون في مصلحة إدارة جو بايدن “.

بعض القيادات العسكرية والسياسية الأمريكية يدرسون احتمالية توسيع العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، والدخول في صراعات عسكرية مباشرة مع الجماعات المدعومة من إيران مثل الحوثيين ، والجماعات المسلحة النشطة في العراق وسوريا، حتى تقضي عليهم تماما وعلى تهديداتهم، بحسب عباس.

يختم حديثه قائلا: “إذا ما حققت واشنطن ذلك الهدف، سيكون مرحبا به، وإذا فشلت، ستضيف أعباء أخرى وفشل جديد إلى إدارة بايدن، ولهذا تسير واشنطن بحذر، وربما لن تستطيع أن تستمر بهذه الطريقة، والحفاظ على هذا التوازن الذي تقوم به الآن”.

مقالات مشابهة