المشاهد نت

متحف المكلا.. قوات خاصة لاستعادة «هوية اليمن» المنهوبة

تاريخ وهوية منهوبة.. المتاحف والآثار عرضة للنهب في اليمن - صورة أرشيفية لمتحف المكلا

حضرموت – محمد النمر

خلقت الحرب في اليمن بيئة مناسبة لتهريب القطع الأثرية والمخطوطات التاريخية التي تتعلق بحضارات اليمن وتاريخه، وتعرضت المتاحف الوطنية للسرقة والنهب في ظل الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية.

المتحف الوطني في المكلا أحد المتاحف التي تضررت بسبب الحرب، حيث تعرضت محتوياته للسرقة والبيع، لكن الجهات المعنية في المكلا عملت على استعادة بعض القطع الأثرية التي تمت سرقتها أو نهبها، واستمرت الجهود في الحفاظ على محتويات المتحف، والحفاظ على مكانته.

في نوفمبر/تشرين ثاني من هذا العام، عثرت الأجهزة في مديرية غيل باوزير على ستة مدافع أثرية يصل عمرها إلى 600 عام، بالإضافة إلى سيارتين أثريتين، وأعادتها إلى المتحف الوطني بالمكلا. 

يقول مدير عام الهيئة العام للآثار، رياض باكرموم لـ«المشاهد»، إن قوات الأمن تمكنت في الفترة الماضية من استعادة الكثير من القطع الأثرية والمخطوطات والنقوش التاريخية، ضمن الإجراءات المتخذة في الحفاظ على تاريخ وآثار اليمن من التهريب إلى الخارج.

بحسب باكرموم، تجسد هذه الآثار القديمة نضال وبسالة اليمنيين في حقب زمنية عريقة، ووجودها في المتحف يشكل إضافة نوعية إلى جانب جميع المقتنيات التراثية التي تعود لعقود من الزمن.

يضيف: “أصبح المتحف قبلة للزائرين من داخل اليمن وخارجه بعد أن أعيد افتتاحه، حيث يضم المتحف آثار حضرموت وجنوب الجزيرة العربية منذ عصور قديمة”.

في مطلع العام 2020، استطاعت السلطة المحلية في محافظة حضرموت من فتح متحف المكلا مجددا بعد سنوات من إغلاقه بسبب الحرب التي نشبت بعد سيطرة تنظيم القاعدة على المكلا عام 2015، وأدت الحرب آنذاك إلى تعرض القطع الأثرية في المتحف إلى السرقة، لا سيما السيوف والخناجر القديمة، وكان المتحف مكانا مستباحا ومفتوحا.

توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على الآثار قد يسهم في التصدي لظاهرة تهريب وسرقة القطع الأثرية، إذ يشير باكرموم على أهمية ربط المجتمع بالمتاحف الوطنية، ونشر الأفكار التي توضح الارتباط بين تاريخ البلد والآثار، الأمر الذي يدفع المجتمع إلى التكاتف لمكافحة هذه السرقات.

إقرأ أيضاً  نظام بصمة الكترونية لحضور الطالبات

يختم باكرموم حديثه بالقول: “ينبغي الإدراك أن في إعادة المنهوبات تكفير عن خطيئة حدثت في ظروف معينة. ونأمل أن يتعزز الوعي بأهمية الآثار والحفاظ عليها، لأنها جزء أصيل من هوية البلد”. 

قوات خاصة لاستعادة الآثار المهربة

العقيد صلاح المشجري من شرطة المكلا يقول لـ «المشاهد» إن الفراغ الأمني في السنوات السابقة نتج عنه إفراغ المتحف الوطني في المكلا من مخزونه التراثي والأثري، ونتيجة لذلك، حملت القوات الأمنية على عاتقها إيقاف هذا العبث، وعملت بصورة مستمرة لاستعادة كامل القطع المنهوبة، وإعادتها إلى مكانها للحفاظ على تاريخ وحضارة البلاد.

يضيف: “إلى اللحظة، تمكنت قوات الأمن من استعادة عدد من القطع الأثرية، من ضمنها ستة مدافع وسيارتين أثريتين، وتم إلقاء القبض على المهربين، وتمت استعادة إلى عدة نقوش ومخطوطات تاريخية والتي كانت قد هربت والبعض منها كانت بحوزة أشخاص”.

يشير المشجري إلى أن الأجهزة الأمنية شكلت قوات خاصة تعمل على تتبع المقتنيات الأثرية المنهوبة والمسروقة، وإعادتها إلى أماكنها، ويؤكد أن الجهود لا زالت مستمرة لإعادة كل الآثار التي تم تهريبها.

سرقة الهوية اليمنية

في حديثه لـ«المشاهد»، يرى المهتم بتتبع الآثار اليمنية المهربة عبد الله المحسن، أن أي سرقة أثرية تعني طمس جزء من هوية وتاريخ البلاد.

وقال: “لعل من يقومون بأعمال كهذه لا يدركون خطورتها، وربما أن السرقة ستجلب لهم مكاسب مالية، لكن هذه أشنع عملية، ويجرمها القانون، لأنها تعتدي على حق عام، وتمحو شيئا من الذاكرة اليمنية”.

يشيد المحسن بالدور الذي تقوم به شرطة المكلا في استعادة القطع الأثرية المنهوبة والمسروقة، ويدعو جميع السلطات إلى أن تحذو حذوها، لكي لا يفقد اليمن كل ما لديه من آثار تاريخية، ويصبح البلد بلا آثار أو تراث.

مقالات مشابهة