المشاهد نت

 “عاقل الجحملية” قيادية تحل الخلافات وتدير مبادرات

صباح فرحان، عاقل حارة الجحملية، تعز-التصوير بترخيص فرحان

تعز-نجوى حسن

في منطقة الجحملية بتعز، تعمل صباح فرحان، 42 عاما، كقيادية مجتمعية، وتسهم في حل العديد من القضايا والخلافات. بعد أن نشبت الحرب في اليمن عام 2015، بدأت فرحان الاهتمام بالأعمال الإنسانية للتخفيف من معاناة السكان بمنطقتها، وكانت تلك الانطلاقة نحو العمل القيادي المجتمعي.

 وبعد سنوات من العمل كناشطة مجتمعية، كسبت فرحان ثقة الأهالي في منطقة الجحملية، وأصبحت “عاقل حارة” لمنطقتها. يعد منصب “عاقل الحي” حكرا على الرجال في اليمن لارتباطه بقضايا الناس الاجتماعية والخدمية وأحيانا حتى في الجوانب الأمنية. لكن فرحان كسرت هذا النمط التقليدي وتقلدت هذا المنصب بطلب من الأهالي أنفسهم.

في حديثها ل “المشاهد، تقول فرحان: ” يناديني سكان حي الجحملية ب العاقل، ويرجعون إلي في العديد من القضايا، مثل الخلافات الأسرية، وتستعين بي الجهات الرسمية والأجهزة الأمنية في كثير من القضايا في حارة الجحملية عند حدوث بعض المشكلات”. 

اليوم، تقوم فرحان بالعديد من المهام، مثل الرقابة على  توزيع الغاز المنزلي، قيادة مبادرات مجتمعية لتحسين الوضع المعيشي للأسر الفقيرة، وتوزيع المساعدات الإنسانية. برغم التحديات العديدة التي تواجهها المرأة اليمنية، بخاصة في زمن الحرب، استطاعت العديد من النساء من إثبات أنفسهن في مجالات عدة، وساهمن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لليمن. 

إلى جانب عملها عاقل حي الجحملية، تعمل صباح فرحان أيضا في المبادرات المجتعمية

خلال السنوات الماضية، استطاعت فرحان أن تثبت نفسها كقيادية في منطقتها، وزادت شهرتها، وكسبت ثقة  مكاتب السلطة المحلية، واستطاعت حل الكثير من الخلافات والنزاعات في منطقة الجحملية.  

تقول فرحان: ” تمكنت من إنهاء العديد من النزاعات، وتابعت القضايا في أقسام الشرطة، وساندت المظلومين، وإخراجهم من السجون، والوقوف ضد الظلم والفساد”. 

تضيف: “حصل نزاع مسلح بين طرفين في منطقة الجحملية قبل أشهر، وكان سبب ذلك الصدام سوء التفاهم، وكاد أن يقود إلى سقوط قتلى وجرحى. تمكنت من التدخل لحل الخلاف، واستطعت حسم الخلاف بين الطرفين”. 

إقرأ أيضاً  تفوق أطفال اليمن في مسابقات الحساب الذهني

في إحدى المرات، قابلت فرحان قضية في قسم  شرطة  الباب الكبير بمدينة تعز، حيث كان هناك طفلان يبلغان من العمر 16 و14 عامًا، وكانا على خلاف مع والدتهما، وتم إيداعهم في السجن. 

تقول: “كان التعامل مع الطفلين صعبًا للغاية، وكانا يتصرفان بعدوانية تجاه الآخرين، نتيجة تعرضهما للعنف الأسري، حيث انتحر والدهما بسبب سوء الوضع المعيشي، وكانت الأم تعاملهما بقسوة، ولم تكن تهتم بهما”. 

بعد أن استمعت فرحان إليهما، وفهمت معاناتهما، استطاعت تحليل شخصية الطفلين، وتقديم الدعم النفسي والدعم المالي وإنهاء خلافهما مع الأم. 

  التحديات تصنع القيادة

قبل نشوب الحرب، كانت فرحان تعمل معلمة في إحدى مدارس تعز، بينما كان يعمل زوجها في المجال العسكري، لكنهما فقدا وظيفتهما. بعد ذلك، قررت أن يكون لها دور في العمل الإنساني والإسهام في التخفيف من المآسي الإنسانية التي خلفتها الحرب. 

واجهت فرحان العديد من التحديات والصعوبات منذ أن بدأت العمل كناشطة وقيادية مجتمعية. لكن رغبتها في خدمة المجتمع لم تتوقف. عندما بدأت فرحان مسيرتها في العمل الإنساني، واجهت صعوبات في الحصول على دعم المنظمات والمؤسسات الخيرية للتخفيف من المعاناة التي عاشها سكان منطقة الجحملية بعد نشوب الحرب. لم تكن على دراية بطرق تقديم  تطلب مساعدة من بعض الجهات والإجراءات المتبعة. 

لكنها عملت على تنمية قدراتها، وتعلمت الكثير من المهارات في مجال العمل الإنساني، كما شاركت في العديد من المبادرات التي تهدف إلى نشر السلام. ومع مرور الوقت، استطاعت أن تسهم في حل النزاعات بين العائلات والجماعات، كما أسهمت في تحسين مستوى المعيشة للعديد من الأسر الفقيرة.

مقالات مشابهة