المشاهد نت

زيارة المعالم الدينية بحثًا عن الروحانية في رمضان

بني جامع الأشرفيةبتعز في القرن السابع الهجري ولا يزال يعمل حتى الآن

تعز- فخر العزب

يحرص محمود الصبري، 50 عاما، على اصطحاب أولاده في زيارات يومية لمعالم تعز التاريخية ذات الطابع الإسلامي خلال أيام شهر رمضان من كل عام. يجد الصبري رمضان فرصة لتعريف أولاده على هذه المعالم وتاريخها، بالإضافة إلى الشعور بالروحانية في هذه المعالم العتيقة.

في حديثه لـ”المشاهد”، يقول الصبري: “في شهر رمضان، أذهب مع أولادي لزيارة مساجد تعز التاريخية، وتعريفهم على هذه المساجد عن قرب، وهي مساجد تاريخية عريقة تمثل أبرز المراحل والحقب التاريخية لمدينة تعز، فبعضها يعود للدولة الصليحية وأخرى للدولة الرسولية التي كانت عاصمتها تعز”.

يزور الصبري العديد من المساجد في رمضان، مثل مسجد المظفر، ومسجد ومدرسة الأشرفية، ومسجد أهل الكهف، ومسجد النبي شعيب في صبر، ومسجد ابن علوان في جبل حبشي، ومسجد الشاذلي بالمخا. مسجد أهل الكهف يتداوله الناس بهذا الاسم لكن لا دليل حتى الآن على أنه فعلا لأهل الكهف.

توجد في تعز العديد من المساجد التاريخية، وتمتاز بطابع معماري مرتبط بالحقبة التاريخية لبنائه، ومساجد أخرى مرتبطة بملوك ورجال دين. يعد جامع ومدرسة الأشرفية من أشهر المعالم الإسلامية والتاريخية في تعز، ويقع الجامع أسفل قلعة القاهرة في مدينة تعز القديمة. 

تشير المراجع التاريخية إلى أن السلطان الأشرف إسماعيل بن العباس قام ببناء الجامع عام 696 هـ، وأفتتح في العام التي توفي فيها 803 هـ، وكان السلطان الأشرف أحد سلاطين الدولة الرسولية. تظهر أضرحة عدد من ملوك الدولة الرسولية في جامع الأشرفية، وللجامع مئذنتين، وتسع قباب. 

جامع أحمد بن علوان

جامع الشيخ الصوفي أحمد بن علوان يعد أيضا من أبرز معالم تعز الإسلامية، ويقع في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي، حيث يكتسب أهمية كبيرة، كونه يحتضن ضريح الشيخ أحمد بن علوان الذي يعد من أبرز شيوخ الطريقة الصوفية في اليمن والجزيرة العربية.

إقرأ أيضاً  انقطاع «الاتصالات» بمناطق بين لحج وتعز

علي الجعفري، مواطن من مدينة تعز، يقول لـ”المشاهد” إنه يحرص على زيارة ضريح ابن علوان “الذي يعد من أولياء الله الصالحين نتيجة العمل الصالح والعلم الديني الذي كان لديه”، ويرى أن زيارة أضرحة العلماء والأولياء عمل مستحب في الدين، ويؤجر عليه الإنسان، وزيارة الضريح تعني أن الزائر يرجو السير على خطى هذا العالم الديني. وفي المقابل ترى بعض الجماعات الإسلامية زيارة أضرحة الأولياء بقصد التبرك بهم واستجلاب الخير منهم أعمال شركية منافية للتوحيد الذي جاء به الإسلام.

يضيف الجعفري: “مسجد ابن علوان معلم إسلامي تاريخي، وله قيمته في قلوب الناس، وينبغي على الدولة الاهتمام به، وترميمه بين الحين والآخر، والحفاظ عليه، ليكون منارة علم وهدى”.

السياحة الدينية في رمضان

سلطان المقطري، مدير الرقابة والتفتيش بمكتب السياحة بتعز، يشير إلى أن زيارة المعالم التاريخية الإسلامية لا يقتصر على شهر رمضان، لكنها تزداد فيه، وهناك طقوس دينية مثل الإنشاد والموشحات الصوفية التي يمارسها الناس في هذا الشهر. 

يوضح المقطري ل “المشاهد” أن ضريح الشيخ أحمد بن علوان يعد من أبرز المزارات الدينية،  لكن هذا المعلم تعرض للإهمال خلال سنوات الحرب، مثل غيره من  المواقع التاريخية والأثرية.

يرى مكتب الأوقاف في تعز أن المواقع التاريخية والأثرية من مساجد وأضرحة تعد من اختصاصه، بينما يعتبرها مكتب الآثار مواقع أثرية، وهذه الإشكالية لا زالت قائمة، بحسب المقطري. 

للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية دور مهم في تنشيط السياحة التي تنعكس على التعافي الاقتصادي في البلد. يؤكد المقطري على أهمية توثيق التراث الديني، والحفاظ على المعالم التاريخية، وتضافر الجهود من أجل التوعية بأهمية السياحة، بما في ذلك السياحة الدينية. 

مقالات مشابهة