المشاهد نت

رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

رغم انخفاض أسعارها.. إلا أن الخضروات باتت بعيدة عن متناول الناس في صنعاء - صورة أرشيفية

صنعاء – يحيى العكوري

“خمسة كيلو بطاط بألف ريال يمني، وأربعة كيلو طماط بخمسمائة ريال، لكن أين هي الألف، وأين الـ500؟.. مافيش”.. بهذه العبارات يلخص المواطن عبده سعيد عدم قدرته على توفير احتياجات أسرته من الخضروات.

يتحدث عبده لـ«المشاهد» عن عروض رمضان وتخفيضات التجار في الفواكه والخضروات، والأسعار الرخيصة بصنعاء، غير أن غالبية السكان هناك، بمن فيهم هو نفسه، عاجزون عن الشراء.

ويُعزي المواطن عبده هذا العجز إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين؛ بسبب حالة الفقر والعوز المسيطرة على حياة الغالبية العظمى من السكان؛ ما أدى إلى ركود أسواق الخضروات والفواكة هذا الموسم.

أولــويـات

عبر مكبرات الصوت تعج الأسواق بالكثير من العروض المُخفضة لأسعار الخضروات والفواكه والمواد الغذائية، غير أن أحدًا لا يلتفت إليها سوى شريحة قليلة، فيما معظم الناس يكتفون باستراق نظرات محرومة، فهي بالنسبة لهم عروض باهضة الثمن.

يقول عبده سعيد: “حتى ولو نزلت الأسعار إلى أدنى مستوى فلا تشدني ولا تثير إهتمامي؛ وأنا بهذا الحال.. لا عمل ولا مصدر دخل ولا راتب ولا مساعدات تصل إلينا، مثلي مثل الكثير من سكان صنعاء”.

كما يرى أن كثير من المواد المعروضة في الشوارع، وإن كانت رخيصة الثمن، لكنها لم تعد من سلم أولوياته وأسرته، فتوفير المواد الأساسية ولو بشكل جزئي هو كل ما يهمه.

ويتابع: “كنا نستعد ونتقضي لرمضان من بداية شهر شعبان، ومن حين قطعوا الرواتب وتعطلت الحركة ماعد ندري شعبان من رمضان”.

كساد أقتصادي

يحاول تجار الخضروات والفواكه بصنعاء البيع حتى برأس المال، دون حتى البحث عن الفوائد، بحسب بائع الخضروات أحمد الريمي، من صنعاء.

الريمي أشار لـ«المشاهد» أن أسواق الفواكه والخضروات بصنعاء تشهد كسادًا خلال رمضان؛ نتيحة عزوف الناس عن شراء احياجاتهم اليومية، رغم العروض المغرية.

ويواصل حديثه: “الناس يعانون، حتى الذي يشتري يساومك (يبايعك وينعثك)، وبالأخير يشتري بمائة ريال أو مائتي ريال مهترئة”.

ترغيب المواطنين بالشراء

يلجأ كثير من الباعة في أسواق صنعاء إلى ترغيب المواطنين بالشراء، من خلال تعبئة أكياس صغيرة بأنواع الخضروات وبيعها بـ 100 ريال، كما هو الحال بالنسبة لبائع الخضروات علي الزبيدي.

ويضيف الزبيدي لـ«المشاهد»: بعض الباعة يجوبون الشوارع عبر وسائل نقل (دباب) بمكبرات الصوت؛ لترغيب المواطنين في الشراء بأسعار مغرية، وهو ما يفسر حالة الانهيار المعيشي الذي تشهده صنعاء هذا العام.

إقرأ أيضاً  تأهب لمواجهة المنخفض الجوي في شبوة

وما يؤكد هذا الانهيار، وصول سعر سلة البطاطس بصنعاء إلى 2500 ريال يمني فقط، والكيلو والواحد إلى 200 ريال، فيما وصل سعر السلة الطماط بأقل من 1500 ريال، وسعر الكيلو الواحد إلى 150 ريال.

فيما كيلو الموز بـ200 ريال، والمانجو (تيمور) بـ 400 ريال، ومع ذلك يشكو الكثير من الباعة من ضعف القدرة الشرئية؛ ما يؤدي إلى التسبب بخسائر تلحق ببضاعتهم.

غياب التدابير اللازمة

يرى المحلل الاقتصادي، رشيد الحداد، أن كساد الخضروات والفواكه ناتج عن ارتفاع المعروض، وكذلك تراجع معدلات الإقبال على الشراء؛ نتيجة سوء الأوضاع المعيشية، بالإضافة إلى تكدس معظم المنتجات في أسواق محدودة وعدم وجود سياسيات تسويق حكومية فاعلة.

وقال الحداد لـ«المشاهد» إن تراجع معدل أرباح المزارعين ينعكس بشكل سلبي على زراعة الفواكه والخضروات، وهناك مزارعين اتجهوا نحو زراعة القات وزاعة التمباك مثلاً في الحديدة.

ويضيف الحداد أن غياب التسويق الجيد يكبد المزارعين خسائر كبيرة، خاصة مع استمرار التسويق العشوائي، وإنعدام وسائل وبرادات مركزية تحفظ المحاصيل من التلف، وعدم وجود شركات ومؤسسات عاملة في مجال تسويق لهذه المنتجات خارجيًا.

انعدام السيولة

من جانبه، يقول الموظف بأحد البنوك اليمنية والمختص بالإقتصاد، هيثم الجابر، إن الوضع متعلق بالسيولة المالية المنعدمة بسبب الحرب وتداعياتها، وتوقف تصدير الموارد، ومشكلة غياب الرواتب وفرص العمل.

ويتحدث الجابر مع «المشاهد» بأن جميع تلك العوامل فاقمت الوضع المعيشي المتردي للمواطن، الذي لم يعد يهتم إلا بالأساسيات في أفضل الأحوال؛ ما أنعكس سلبًا على أسواق الخضروات والفواكة.

أسوأ الأزمات

وبحسب المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن اليمن تشهد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم،

ويعتمد حوالي 23.4 مليون يمني (73% من سكان البلاد) على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، بما في ذلك 4.3 مليون نازح داخلي.

المفوضية كشفت أن ما نسبته 80 % من السكان اليمنيين تحت خط الفقر؛ نتيجة تصاعد الصراع واستمرار انعدام الأمن، والعقوبات، وانهيار الاقتصاد.

مقالات مشابهة