المشاهد نت

اللحوح… سيدة مائدة الإفطار الرمضانية

يصنع اللحوح (الخبز الرقيق) من الذرة مع كمية قليلة من القمح ويقدم بشكل رئيسي مع طبق الشفوت

صنعاء- إبراهيم يحيى

تبيع سمية، 25 عاما، اللحوح (نوع من الخبز الرقيق) كل يوم في العاصمة صنعاء، وتعتمد على هذه المهنة لكسب لقمة العيش منذ سنوات.

في شهر رمضان، تعرض سمية كل يوم 150 لحوحة في باب السباح بصنعاء القديمة، وتذهب للبيع من بعد الظهر حتى وقت المغرب، وتعتبر سمية هذا الشهر موسما لبيع اللحوح، وتحقيق عائد مادي جيد. لكن عندما ينتهي رمضان، تبيع فقط 30 لحوحة في اليوم. 

يتزايد الطلب على اللحوح في رمضان، ويستخدمه الصائمون لإعداد الشفوت، الوجبة التي يحرص على تناولها أغلب اليمنيين عند الإفطار. 

فؤاد دهمش، 30 عاما، يقول لـ “المشاهد”: “لا أستغني عن اللحوح خلال شهر رمضان، واعتبره الوجبة الرئيسية، ونصنع منه الشفوت. بالإمكان تجاهل أي وجبة باستثناء الشفوت بسبب مذاقه الرائع و قيمته الغذائية الكبيرة”. 

مصدر دخل

اللحوح... سيدة مائدة الإفطار الرمضانية
تعمل بعض النساء في صناعة وبيع اللحوح من أجل توفير مصدر دخل في ظل تدهور الوضع المعيشي لملايين الأسر اليمنية

أروى سفيان، 50 عاما، تبيع اللحوح منذ سنوات، وتقول إن هذه المهنة ساعدتها في الحصول على دخل يومي بعد أن توقف راتبها. كانت أروى معلمة رياضيات، لكنها اليوم صانعة وبائعة لحوح. 

تقول لـ “المشاهد”: “بعد انقطاع راتبي، بدأت العمل في صناعة اللحوح وبيعه لبعض البقالات. وأعمل أيضا في إعداد كميات كبيرة من اللحوح للأعراس والمطاعم بمساعدة بناتي”. 

تضيف أروى:  “الحمد لله، أستطيع دفع إيجار المنزل، وتغطية مصاريف البيت من خلال العمل في هذه المهنة، بخاصة في  شهر رمضان، حيث تزيد الأرباح، وهذا يساعدني في شراء متطلبات رمضان، وملابس العيد لأبنائي”. 

إقرأ أيضاً  وفاة 7 أشخاص بحادث مروري في ذمار

محمد معروف، 22 عاما، صاحب محل تجاري، يقول لـ “المشاهد”: “أعرض اللحوح الذي تصنعه بعض النساء اللاتي يرفضن بيعه في السوق طوال أيام السنة، بخاصة في شهر رمضان. العديد من النساء تعتمد على هذا العمل لإعالة أسرهن وأطفالهن”. 

أصبح العمل في صناعة اللحوح مصدر دخل لمئات الأسر اليمنية في مختلف المحافظات والمديريات، وتمكنت هذه الأسر من الحصول على قيمة متطلبات المعيشة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانقطاع الرواتب. 

فوائد اللحوح  

تشير مصادر صحية إلى أن اللحوح خيار صحي مفضل مقارنة بالخبز الأبيض.

خديجة الفلاحي، مختصة تغذية بمستشفى الدكتور عبد الوهاب عجلان التخصصي، تقول لـ “المشاهد” إن للحوح قيمة غذائية كبيرة، لأنه يصنع من الذرة البيضاء والحمراء التي تحتوي على الألياف التي تتسم بقيمة غذائية كبيرة. 

 تنصح الفلاحي بعدم الإكثار من الخبز الأبيض، وتؤكد أن اللحوح طعام صحي لاحتوائه على سعرات حرارية قليلة مما يساعد على رشاقة الجسم وتنمية الخلايا العصبية وصحة الشعر والجلد. 

تحث الفلاحي مرضى فقر الدم على تناول اللحوح لاحتوائه على حمض الفوليك والحديد، ما يساعد على الوقاية من فقر الدم وإنتاج خلايا دم حمراء جديدة، بدلا عن استخدام الأدوية والمكملات الغذائية.

مقالات مشابهة