المشاهد نت

رمضان.. شهر الخير والمبادرات الإنسانية بحضرموت

مبادرات مجتمعية خيرية في رمضان - أرشيفية

المكلا – إكرام فرج

تبرز وتزداد في شهر رمضان المبادرات الإنسانية التي ينفذها الشباب في محافظة حضرموت (شرق اليمن)؛ لمساعدة الفقراء والمحتاجين في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها بسبب الأزمة المعيشية.

وتتجلى هذه المبادرات في توزيع الطعام والسلال الغذائية، وتنظيم الفعاليات الخيرية، وغيرها من الأعمال الخيرية التي تخفف من حدة الوضع المعيشي على المواطنين.

فلنتعاون

من بين تلك الحملات والمبادرات، حملة “فلنتعاون” المجتمعية التطوعية التي تقام في عامها الخامس على التوالي، وتعمل على توزيع وجبات إفطار صائم للأسر في البيوت، بمدينة المكلا.

وتستهدف المبادرة نحو 170 أسرة، وتوزيع قرابة 200 وجبة بشكل يومي طوال شهر رمضان، ويطمح فريق الحملة لإيصالها إلى 500 أسرة في المستقبل، بحسب مؤسس ورئيس المبادرة عمر العطاس.

يقول العطاس لـ«المشاهد» إن من أكثر الصعوبات التي تواجه فريق الحملة المكون من ألفي عضو، ما بين فتاة وشاب، هي الدعم المالي.

ويضيف: لكننا نسعى جاهدين إلى تحقيق أثر إيجابي في المجتمع ووضع بصمة في العمل الإنساني؛ لمساعدة الأسر المتعففة.

ويشير العطاس إلى أن عمل المبادرة لا يقتصر على تقديم الوجبات الغذائية أو الأدوية أو كسوة العيد، وإنما يتم العمل في الجانب المجتمعي وبشكل نشط في مدينة المكلا، وما يجاورها.

ومن أبرز الأعمال التي تم إنجازها من قبل فريق الحملة منذ بداية تأسيسه إلى اليوم، تركيب كشافات بالطاقة الشمسية لعدد 31 مقبرة بمدينة المكلا وخارجها، بحسب العطاس.

كما قام الفريق بالعمل على ردم الحفر المنتشرة في الشوارع، وتركيب لوحات إرشادية في الخط الدولي الرابط بين المكلا ومناطق وادي حضرموت، ولوحات مرورية بمدينة المكلا، ووضع براميل قمامة في حديقة الستين.

ويتابع: “من أعمال المبادرة أيضاً توفير احتياجات المساجد من برادات بأحجام مختلفة، ومصاحف قرآن، وتزويد القرى المجاورة لمدينة المكلا بسيارات مياه وتوفير التمور خلال أيام السنة”.

غرفة الرحمة

“من برنامج تلفزيوني إلى فكرة على أرض الواقع، نُفذت بالمكلا، وعمرها الآن خمس سنوات من العطاء المتواصل، وبجهود وإمكانياتٍ بسيطة”.. هكذا تُلخّص رئيسة مؤسَسة “الناس للناس”، الناشطة الاجتماعية، إسراء الديني، حكاية مبادرتها الإنسانية.

تقول إسراء لـ«المشاهد» إنها كانت تتابع برنامجًا تلفزيونيًا ذات يوم، عرض مشروعًا اسمه “جدار الرحمة”، تكمن فكرته في أن كل من لديه ملابس لا يحتاجها يضعها عند هذا الجدار، وكل محتاج يأتي ويأخذ ما يحتاجه من ملابس.

إقرأ أيضاً  الشاعر الأهدل: خصوصية «اللهجة» جعلت للغناء التهامي لونًا مستقلًا

بدأت إسراء تبحث عن جدار تنفذ عليه الفكرة، لكن واجهتها عوائق وتحديات جعلت السنوات تمر بدون فائدة؛ لأن الفكرة كانت تُقابل بالرفض.

ورغم ذلك، إلا أن فريقها استمر بجمع الملابس، وفرزها وتنظيفها وترتيبها وأخذها لبيوت المستفيدين ليختاروا لهم الأفضل وعلى مقاساتهم، عبر الانتقال من بيت لآخر، وهكذا جاءت هذه الفكرة لتحل لها العناء في البحث وتجمعهم تحت سقف غرفة الرحمة وبمكان واحد.

وتضيف أنه بعد إصدار ترخيص باسم مؤسسة “الناس للناس”، وتحولت من مجرد فريق تطوعي إلى مؤسسة رسمية، استطاعت استئجار شقة صغيرة بحلول عام 2020، تكفلت بها رئيسة المؤسسة من حسابها الشخصي، وحددت فيها غرفة للفكرة، أطلقت عليها اسم “غرفة الرحمة”.

إقبال لافت

تواصل الديني حديثها: “فيما بعد تم الإعلان عن غرفة الرحمة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وتجاوز الإقبال في أول يوم 400 امرأة”.

وتضيف: “بفضل الله تم القبول والنجاح لهذه الغرفة، وجمعت تبرعات الملابس من داخل مدينة المكلا، ما بين الجديدة والمستخدمة، والتي يتم التأكد منها قبل عرضها بالغرفة، وكذا ملابس جديدة من عدة دول عربية، كالسعودية، والإمارات، وعُمان”.

وكان الاستهداف الأكبر والأول للنساء من الأرامل والمطلقات، اللاتي لا يملكنّ أي مصدر دخل، لكن تم توسيع نطاق الاستهداف إلى الأسر التي تملك معيلًا، أو عائلها مريض أو كبير في السن.

متاحة للجميع

وتوضح الديني أن الغرفة مفتوحه طيلة أيام السنة لكل محتاج، وتم تخصيص أيام معينه للعرسان والأيتام، بحيث تكون الغرفة جاهزة لهم من ملابس النوم وفساتين الأفراح، والعطور والأخذية والإكسسوارات.

كما تتوافر ملابس رجالي وولادي ومواليد، ويوجد أيضاً تمور وحفائظ خاصة بكبار السن وشنط وأحذية، وكراسي متحركة للمقعدين، ومصاحف ونستقبل التبرعات طيلة أيام السنة، بحسب إسراء الديني.

وتشير إلى أنه في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، مازالت غرفة الرحمة تستقبل المئات من الأسر التي تتوافد إليها منذ بداية شهر رمضان وإلى آخر أيامه، مقدمة لهم الملابس بمختلف الأعمار والفئات.

يكثف المبادرون من الشباب الحضرمي وغيرهم من جهودهم الخيرية في شهر رمضان؛ للتخفيف من معاناة الأسر المحتاجة والمتعففة بعد أن حرمتهم الحرب مصادر الدخل وسبل العيش الكريم.

مقالات مشابهة