المشاهد نت

سماهر.. الإبداع في الرسم لمواجهة تحديات المعيشة

تعز – عبد الملك الأغبري

سماهر الأغبري، فنانة تشكيلية، وطالبة جامعية حولت الرسم من هواية إلى مهنة، وأبدعت في هذا المجال على الرغم من التحديات التي واجهتها منذ وفاة والدها قبل سنوات. 

تقول سماهر لـ«المشاهد»: “تشكلت فكرة الرسم لديَّ عندما كنت أتابع أفلام الكرتون منذُ الصِغَر، وكنتُ أرسم الشخصيات الكرتونية التي أشاهدها في التلفاز منذُ أن كنتُ في السادسة من العمر. تطورت موهبتي أكثر في المدرسة من خلال مشاركتي في الأنشطة المدرسية”. 

لم تكن سماهر تخطط لاتخاذ الرسم مهنة أو مصدر دخل لها ولأسرتها، وبعد وفاة أبيها، قررت أن تجعل من رسوماتها مصدراً للدخل المادي لإعالة نفسها وأسرتها. 

تقول سماهر: “بعد رحيل والدي، ساءت أوضاع أسرتي المادية، وكان رحيله صدمةً كبيرة لي وأسرتي، حيث كان العائل ومصدر دخلنا الوحيد. لكن ذلك لم يكن عائقًا لمواصلة شغفي في الرسم، وإبراز موهبتي، وواصلت تعليمي الجامعي على الرغم من التحديات المالية، وصعوبة توفير مصاريف الدراسة مثل الكتب والمواصلات والرسوم”. 

سماهر.. الإبداع في الرسم لمواجهة تحديات المعيشة

 بدأت سماهر برسم بعض الشخصيات بمقابل مادي من أجل سد الفجوة المالية التي طرأت بعد رحيل والدها، وكانت تلك الطريقة السريعة التي ساعدتها على التخفيف من التحديات المعيشية. 

 تعترف سماهر أن الرسم لا يوفر لها ولعائلتها مبالغ مالية كبيرة في ظل صعوبة الظروف الاقتصادية والمعيشية، وارتفاع الأسعار، وانهيار قيمة العملة الوطنية، لكن هذا العمل يسهم في توفير بعض متطلبات الحياة اليومية التي تحتاجها في البيت والجامعة. 

إقرأ أيضاً  غروندبرغ: استقرار الشرق الأوسط يسمح بتسوية النزاع في اليمن

الرسم رسالة

في مارس من العام الماضي، التقى محافظ محافظة تعز نبيل شمسان اليوم الرسامة سماهر، وأشاد بموهبتها المتميزة، ودعا إلى ضرورة تطوير مثل هذه المواهب الموهبة وتشجيعها ودعمها، بحيث تكون من المبدعين المبرزين في فن الرسم، ونقل صورة تعز وثقافتها ومعاناتها الإنسانية للعالم. 

سماهر.. الإبداع في الرسم لمواجهة تحديات المعيشة

لا يعد الرسم تخيل الوجوه والأشكال، وصنع اللوحات الفنية فقط؛ بل أن الرسم رسالة قيمة، ولغة عالمية، والدليل على ذلك أعمال الرسامين التي تباع في المزاد بمبالغ كبيرة، بسبب القيمة الجمالية والرسالة الهادفة التي تنقلها تلك الأعمال.

تقول سماهر: “يتخذ الرسام هذا العمل كمصدر للدخل المادي، وهذا لا يعني استصغار قيمة هذا الفن. هذا العمل متعب ومُرهق، وينقل رسائل جمالية وفنية وإبداعية”.

شاركت سماهر في أكثر من ٤٠ مسابقة على مستوى المحافظة والجمهورية، وحصلت على المركز الأول في العديد من المسابقات. 

وصلت أعمال الرسم التي أنتجتها سماهر ما يقارب 2000 صورة، وتنوعت ما بين صور شخصية وجمالية وتراثية وإنسانية وغيرها.

تختم حديثها لـ«المشاهد» وتقول: مؤخرًا أنتجت المزيد من الرسومات، وهذا ساعدني على تحسين الدخل المادي، ومجابهة الظروف المعيشية الصعبة، وأُحاول تقسيم وقتي بين  الرسم والجامعة والمذاكرة، وأعمال البيت، وأرسم شهريًا ما يُقارب 30 صورة”.

مقالات مشابهة