المشاهد نت

اليمن في انتظار اتفاقية تقديم خدمة الإنترنت الفضائي

اليمن في انتظار توقيع اتفاقية تقديم الإنترنت الفضائي
بلومبرغ: تحتاج حكومة اليمن شهرا للإنتهاء من اتفاقية تقديم الانترنت الفضائي مع شركة سبيس اكس

تعز – أسامة الكُربش 

يعاني المواطنون في اليمن من تردي خدمة الإنترنت في ظل الحرب والتحديات المتنامية التي تواجهها البنية التحتية للاتصالات في البلاد. في الوقت الحاضر، تقدم شركات الاتصالات اليمنية أبطأ خدمة إنترنت على مستوى العالم، بحسب مؤشر “سبيد تست” العالمي. 

ومع ظهور خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستار لينك” من قبل شركة “سبيس إكس” المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، أصبح من الممكن إيجاد الحلول لتحسين سرعة وجودة الإنترنت في اليمن.

وكشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، 1 مايو، عن اتفاق وشيك بين الحكومة اليمنية وشركة سبيس إكس لترخيص توفير الإنترنت الفضائي في اليمن خلال الأيام القادمة، وستقود هذه الخطوة إلى كسر احتكار شركة “يمن نت”، التي تخضع لجماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة صنعاء.

وإلى جانب ضعف الخدمة المقدمة حاليا في اليمن، يعاني مستخدمو الانترنت حظرا ورقابة مستمرة زادت حدتها مع بدء الصراع في 2015 بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، حسب مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي.

وتعتمد “ستار لينك” على الأقمار الصناعية التي تم تصميمها لتوفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق المحرومة التي لا يوفرها نظام خدمة الإنترنت التقليدي. ويتكون نظام ستارلينك من آلاف الأقمار الصناعية التي تم وضعها في مدار أرضي منخفض، وترتبط تلك الأقمار ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت.

يستطيع المستخدم الاتصال بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي تكون متصلة بالإنترنت.

في اليمن، بدأ العديد من المواطنين في استخدام أجهزة ستار لينك للحصول على الإنترنت، حيث يتم تهريب تلك الإجهزة وبيعها في السوق السوداء في اليمن. 

عبدالسلام شمسان، أحد مالكي شبكات الواي فاي في اليمن، يقول لـ “المشاهد”: “قررت استخدام ستارلينك لتوزيع الانترنت لمستخدمي الشبكة، ولاحظت تحسناً كبيراً في جودة وسرعة الانترنت، وتمكن مستخدمو الإنترنت من رفع وتنزيل الملفات بسرعة وسهولة، الأمر الذي أسهم في زيادة الطلب على الشبكة ورضا عملائنا بشكل كبير”. 

يضيف: ” تصل حالياً سرعة الشبكة إلى أكثر من 100 ميجا في الثانية، وهو فارق مهول مقارنة بالإنترنت التقليدي. أنا دفعت 2000 دولار لشراء وتفعيل أجهزة ستار لينك، بالإضافة إلى دفع 70 دولار كإشتراك شهري”. 

إقرأ أيضاً  الطاقة الشمسية تعزز صمود مزارعي اليمن

خطوة تأخرت كثيرًا

يعتقد بعض الخبراء في مجال الاتصالات أن دخول خدمة ستار لينك إلى اليمن سيسهم في تحسين المنافسة وتخفيض الأسعار، الأمر الذي يساعد المواطن في الحصول على خدمة الإنترنت بسعر أقل وجودة أكبر. 

خبير الاتصالات والإنترنت المهندس رائد الثابتي يقول لـ “المشاهد”: “إبرام اتفاق لتشغيل ستار لينك خطوة ممتازة وتأتي في توقيت مهم وحساس رغم تأخرها كثيراً ،في ظل تدهور قطاع الاتصالات”.

يضيف: “هذه الخطوة قد تؤثر في مسألة السلم والحرب وواقع البلد، حيث ستبدأ تدريجياً في رفع يد جماعة الحوثي عن قطاع الاتصالات والإنترنت التي تتحكم به منذ بداية الحرب”. 

وأضح الثابتي أن توفير خدمة الإنترنت عبر ستار لينك سينعكس إيجاباً على الربط الشبكي بين المؤسسات والقطاعات، سواء كانت أهلية أو حكومية في داخل اليمن أو خارجها، وستستفيد العديد من القطاعات مثل القطاع التعليمي والصحي والقطاع المصرفي، وستعمل هذه الخدمة على تسريع أعمال ومهام الشركات والمؤسسات.

بحسب الثابتي، أغلب عائدات هذه الخدمة ستذهب لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، وسيكون السداد عبر بطاقات الإئتمان، مشيرًا إلى أن الحكومة اليمنية تسعى للحصول على نسبة من عائدات هذا المشروع، لكن بنود الاتفاقية بين الطرفين لم تتضح حتى الآن.

حتى الآن، يتفاءل الكثير من اليمنيين بتطوير خدمة الإنترنت بعد الإعلان عن اتفاق وشيك بين الحكومة اليمنية ورجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، لكن جماعة الحوثي ترى أن إدخال الإنترنت عبر شركة أمريكية يعد استهدافاً اقتصادياً وعسكرياً لليمن. وتقول الجماعة إن خدمات الشركة الأمريكية لن تقتصر على توفير الإنترنت بأسعار متوسطة، بل ستعمل على تقديم معلومات استخباراتية، ودعم لوجستي لصالح القوى الموالية لأمريكا.

وصل عدد مستخدمي الإنترنت في اليمن في فبراير هذا العام إلى أكثر من 6 ملايين حسب داتا بورتال، المختصة بتقديم بيانات حول الانترنت في جميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة